الجمعة 17 مايو 2024

مصر تقود تحركات دبلوماسية أفريقية لحماية حقوقها المائية.. و"نواب": القاهرة تملك ورقة الضغط بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي.. والقيادة السياسية تتحرك بحكمة في مواجهة الضغوط الخارجية

تحقيقات18-7-2020 | 17:32

اعتبر برلمانيون، أن تحركات القيادة السياسية على الساحة الإفريقية محورية وقوية لإزاحة التعنت الأثيوبي في ملف سد النهضة، مشددين على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة وحماية الحقوق المائية لمصر في ظل حرب شرسة تواجهها البلاد على مختلف الأصعدة.

 

وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الجمعة، اتصالاً هاتفياً من الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا .

 

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ، بأن الاتصال تناول التباحث بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة والمفاوضات الثلاثية ذات الصلة التي تمت مؤخراً تحت رعاية الاتحاد الأفريقي وبحضور عدد من المراقبين الدوليين.

 

وأكد الرئيس، مجددا خلال الاتصال على ثوابت الموقف المصرى، من منطلق ما تمثله مياه النيل من قضية وجودية لشعب مصر، ومن ثم حتمية بلورة اتفاق قانوني شامل بين كل الأطراف المعنية حول قواعد ملء وتشغيل السد، ورفض الإجراءات المنفردة أحادية الجانب التي من شأنها إلحاق الضرر بحقوق مصر في مياه النيل، معرباً في ذات الوقت عن تقديره لجهود الرئيس رامافوزا في هذا الإطار.

 

من جانبه؛ أشاد الرئيس "رامافوزا" بالنهج البناء الذي اتبعته مصر خلال جولة المفاوضات الأخيرة بشأن سد النهضة، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، مما يعكس الإرادة السياسية المصرية لصادقة للوصول إلى حل الأزمة، وقد تم التوافق علي استمرار التنسيق المكثف بين البلدين بشأن تلك القضية الحيوية.

 

حكمة القيادة السياسية:

 

قال أيمن عبد الهادي معاذ، عضو لجنة الزراعة والري بالبرلمان، إن المباحثات التي أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره الجنوب أفريقي، الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي محاولة جادة لالتزام مصر بمسار المفاوضات والحل السلمي لأزمة سد النهضة التي تواجه تعنتا أثيوبيا واضحا في مختلف المراحل السابقة.

 

وأكد عضو لجنة الزراعة والري لـ" الهلال اليوم" أن مباحثات الرئيس السيسي مع نظيره الجنوب أفريقي، محاولة قوية ودبلوماسية لوقف الانتهاكات الأثيوبية التي تمثل تعديا صارخا على حقوق الجار وحصته في مياه النيل، لافتا إلى أن القيادة السياسية حريصة على دعم دول القارة لها في ملف سد النهضة بالاتحاد الأفريقي للضغط على الجانب الآخر لقبول المفاوضات.

 

وأوضح أن إدارة الرئيس السيسي لأزمة سد النهضة حكيمة ومحورية ترفض الانصياع إلى فتن جرها إلى حرب ستسنزف قوتها، مؤكدا أنه يحاول كسب جميع الجهات والدول المجاورة في صفه قبل اتخاذ أي قرار من شأنه أن يجعل أثيوبيا تندم على تعنتها في المفاوضات.

 

وأشار إلى أن أثيوبيا أداة تستخدمها بعض الدول تجاه مصر ولكن هيهات فنحن نعرف جيدا أعداءنا وسنتصدي لهم بقيادة الرئيس السيسي، فمصر تثق جيدا في الاتحاد الأفريقي.

 

ضرورة التكاتف الشعبي:

 

وشدد النائب برديس سيف الدين، عضو لجنة الزراعة والري بالبرلمان، على ضرورة التفاف الشعب حول القيادة السياسية في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها على جبهتين سواء ملف سد النهضة أو التدخل التركي في ليبيا، موضحا أن القيادة السياسية تدير الملفين بحكمة بالغة وقوية رغم التحديات الكبرى.

 

وقال عضو لجنة الزراعة والري في مجلس النواب لـ"الهلال اليوم" إن التحديات والمخاطر الخارجية التي تحيط بمصر حاليا كبيرة جدا، وتحتاج إلى تكاتف محوري ورصين، لافتا إلى أن مصر تحارب في جبهتين في وقت واحد ليبيا في الغرب، وإثيوبيا في الجنوب.


وأشار إلى أن الرئيس السيسي يحاول التواصل مع الدول الأفريقية للضغط على أثيوبيا لما لها من مصالح مشتركة بينها في المنطقة يمكن استغلالها للتأثير على أديس أبابا، فجميع دول الاتحاد تعي جيدا موقف السيسي تجاه أزمة سد النهضة وأن المياه مسألة وجودية بالنسبة لمصر.

 

وأضاف النائب البرلماني، إن مباحثات الرئيس السيسي مع نظيره الجنوب أفريقي محورية وقوية من أجل حسم أزمة سد النهضة في ظل التحديات القائمة، متابعا:" لدينا ثقته كاملة في القيادة المصرية للخروج من هذه الأزمة سواء مع الجانب الليبي أو الأثيوبي، فمباحثات السيسي مع معظم رؤساء الدول ما هي إلا رسائل للطرف الأثيوبي بأن موقف مصر حاسم ولن يتغير.