الجمعة 29 نوفمبر 2024

مهمة الصين للكوكب الأحمر .. لفك ألغاز الكون أم لتحدي ريادة أمريكا في الفضاء؟!

  • 25-7-2020 | 12:36

طباعة

 أطلقت الصين ، يوم الخميس الماضي ، مسبارا إلى المريخ، بهدف إكمال التحليق في المدار والهبوط والتجول في مهمة واحدة، واتخاذ الخطوة الأولى في استكشاف الكوكب الأحمر ضمن خطط استكشاف النظام الشمسي.

ومع إعلان الصين نجاح عملية الإطلاق، التي تمت على متن صاروخ حامل من طراز "لونج مارش-5" وهو أكبر صاروخ في الصين، أثيرت تساؤلات حول الهدف من هذه المهمة، هل لاكتشاف أسرار أصل الحياة وفك المزيد من ألغاز الكون الواسع، أم أنها سعي صيني من أجل تحدي ريادة أمريكا في الفضاء؟.


ويؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "وانغ وين بين"، أن التزامات الصين الثابتة باستكشاف الفضاء وتطوير العلوم والتكنولوجيات ذات الصلة لا تهدف فقط إلى رفع قدرتها الخاصة على التعمق في الفضاء، وإنما أيضا إلى خدمة تقدم البشرية.


ويرى خبراء ومراقبون في الصين أن الولايات المتحدة تسعى منذ سنوات وبقوة لمحاولة تقويض التنمية والتقدم الصيني خاصة في الفضاء، مدللين على ذلك بأن الكونجرس الأمريكي وضع خلال عام 2011 تشريعا لحظر أي شكل من أشكال التعاون الفضائي مع الصين.


وتشير الصين إلى أنه خلال سعيها لاستكشاف السماوات، تقاسمت مع المجتمع الدولي ما تم التوصل إليه من نتائج علمية خلال استكشافها للقمر، وقدمت خدمات مجانية للملاحة عبر الأقمار الصناعية لمستخدمين عالميين عبر نظام تحديد المواقع العالمي (بيدو)، كما دعت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى إجراء تجارب علمية على متن محطة الفضاء الصينية، التي من المتوقع أن تكتمل بحلول عام 2022.


وأوضحت مصلحة الدولة الصينية للفضاء أن الرحلة إلى المريخ ستستغرق بين 6 إلى 7 أشهر، حيث يتوقع وصول المسبار الفضائي، الذي يحمل اسم "تيانون-1" نسبة إلى القصيدة "تيانون" ومعناها تساؤلات إلى السماء والتي كتبها الشاعر الصيني "تشيو يوان" (حوالي 340 إلى 278 ق.م)، إلى الكوكب الأحمر بحلول فبراير 2021.


وذكرت المصلحة أن الرحلة تستهدف استكمال الدوران حول الكوكب الأحمر والهبوط والتجول عليه في مهمة واحدة، من أجل الحصول على بيانات استكشاف علمي حول المريخ.


والمعروف أن ثلاث دول حتى الآن وهي: الإمارات العربية المتحدة والصين والولايات المتحدة قامت إما بإرسال أو الاستعداد لإرسال مركبات فضائية غير مأهولة إلى المريخ الذي يبعد أكثر من 55 مليون كيلومتر عن الأرض.


واعتاد الصينيون القدماء إطلاق اسم "ين هو" على كوكب المريخ، ما يعني في اللغة الصينية الإبهار والإرباك، فيما أطلق الرومان القدماء عليه اسم إله الحرب، لأن لونه الأحمر يذكر بالدماء.


ويعود السبب في الاهتمام بالمريخ نظرا لأنه مثل الأرض يتمتع بدرجات حرارة دافئة وغلاف جوي سميك ورطب حول السطح، ما يساعد على اكتشاف أسرار أصل الحياة، وفك المزيد من ألغاز الكون الواسع، إلى جانب تأمين بقاء البشرية وتنميتها على المدى الطويل.


ويبلغ قطر المريخ حوالي 53% من قطر الأرض، وكتلته تمثل حوالي 14% من كتلة الأرض، واليوم الواحد على كوكب المريخ يستغرق حوالي 24 ساعة و39 دقيقة، في حين أن يوما واحدا على الأرض يستغرق حوالي 23 ساعة و56 دقيقة.


وحيث أن الكوكبين (الأرض والمريخ) لديهما الكثير من القواسم المشتركة، فمن السهل نسبيا على الدول القيام بإطلاق مهام الاستكشاف للمريخ خاصة وأنه يحتوي على تضاريس متنوعة كالجبال والسهول والأخاديد، وأن الخصائص المشابهة نسبيا له مع كوكب الأرض، جعله قبلة للاستكشافات الفضائية.


ويرى علماء أن كوكب المريخ هو الكوكب الوحيد حاليا الذي يمكن للبشر اكتشاف علامات الحياة عليه في الماضي ووضع خطط مستقبلية لإمكانية العيش على سطحه.


لذا، فإن ما ينبغي التوافق بشأنه هو ضرورة عدم السماح للفضاء الخارجي بأن يتحول إلى ساحة لحرب باردة جديدة، بل ساحة للتعاون من أجل مستقبل أفضل للبشر.

    الاكثر قراءة