أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، أهمية الحاجة إلى الإسراع في تنفيذ حزمة من الإصلاحات الواسعة في مختلف القطاعات والمؤسسات بلبنان، بما يتفق مع مطالب الداخل اللبناني والمجتمع الدولي، حتى يمكن تجاوز الأزمة المالية والاقتصادية والنقدية الراهنة.
وأعرب بطريرك الموارنة - في كلمة له خلال قداس عظة /الأحد/ - عن أمله في إمكانية خلاص لبنان من الانقسامات السياسية الداخلية والفساد المستشري في الإدارات العامة، والتي تعد المسببات الرئيسية في الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها اللبنانيون.
وقال: "نهيب بالحكومة والمسئولين السياسيين اللبنانيين، التعالي عن الانقسامات الشخصية، والعمل معا على إنهاض لبنان بإجراء الإصلاحات بدءا من قطاع الكهرباء ومكافحة الفساد المتفشي من دون أي وخز ضمير أو خوف".
وشدد على أن الطرح الذي تقدم به مؤخرا باستعادة لبنان لنظام الحياد الناشط والفاعل عن صراعات المحاور الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، يستهدف دعم أواصر وحدة لبنان الداخلية وتثبيت كيانه وسيادته واستقلاله، وتعزيز الشراكة الوطنية والاستقرار والحوكمة الرشيدة في دولة قادرة بقوة الدستور والمؤسسات على الدفاع عن نفسها بوجه أي اعتداء.
وأشار إلى أن الحياد يعني أيضا التزام لبنان بالقضايا العامة من عدالة وحقوق إنسان وحوار أديان وحضارات ودور وساطة في النزاعات الإقليمية والدولية، ولاسيما ما يختص بوحدة الدول العربية والقضية الفلسطينية والتصدي للممارسات العدائية من قبل إسرائيل تجاه لبنان والشعب الفلسطيني وأي بلد آخر.
واعتبر أن الحياد يعيد للبنان دوره التاريخي كجسر بين الشرق والغرب على المستوى الثقافي والاقتصادي والتجاري الذي يمليه عليه موقعه الجغرافي ونظامه السياسي بمكوناته الدينية والثقافية واقتصاده الليبرالي وانفتاحه الديمقراطي.