واصل الكاتب الصحفي الكبير، طاهر البهي،
مدير تحرير حواء، سلسلة حلقاته عن المشاهير والفنانين، والشخصيات العامة، ليكشف
لنا العديد من الأسرار والكواليس التي لم تعرض من قبل عبر قناته الخاصة على منصة «يوتيوب»،
وكانت حلقة اليوم بعنوان الشيخ والفنان «حسين صدقي».
وقال البهي، إن الفنان حسين صدقي قيمته
الحقيقية ظهرت في فيلم «العزيمة»، وحاول بعدها أن يقدم نفسه كواعظ أو مصلح ديني في
معظم أفلامه، وبعدها انقلب على أعماله الفنية التي عرض فيها الكثير من النصائح
والمواعظ.
وأوضح أن حسين صدقي مواليد 1917 لأسرة ثرية
تمتلك أراض زراعية كبيرة، والأسرة تركت له ثروة كبيرة، وتوفى والده وهو في الخامسة
من عمره، وتولت رعايته والدته التي كانت تنمتي لأصول تركية، وبطل الحلقة تربى على
حفظ القرآن الكريم، و صلاة الفجر، وحضور مجالس الذكر والخطب الدينية وسماع قصص الأنبياء،
وهذا ما يمكن أن يكون سببا في حبه للسينما لأن قصص الأنبياء تعتمد على السرد.
وتابع رفض تصوير قبلة في أحد أفلامه وأصر
على رآيه، وقام ببناء مسجد لخدمة أهل المنطقة في المعادي – لا يزال موجودا أمام
منزله-، ويرعى المسجد الآن ابنه والذي كان يعمل طيار وخرج عن المعاش، وقام بتطوير
المسجد بشكل في غاية الأناقة ورفض سيطرة الجماعات المتطرفة عليه، وهناك أنشطة
كثيرة تخدم أهل الحي.
وتابع: حسين صدقي له تجربة غريبة ويقال أن
أهل الحي طلبوه بالترشح لمجلس الأمة ودخل الانتخابات وفاز، وكان له طلبات من الصعب
الاستجابة لها وتم حل مجلس الأمة بعدها بعام، ورفض الترشح مرة أخرى، والمسجد تم
افتتاحه من الرئيس الراحل محمد نجيب والزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ويقال إن
الفنان حسين صدقي هو الذي خطب الجمعة في ذلك اليوم أمام مجموعة من علماء الدين.
وأشار البهي إلى أن حسين صدقي استشار أحد الشيوخ
في اعتزال التمثيل، وبالرغم من تقديم الفنان حسين صدقي لمجموعة من الأفلام التي
بها مواعظ وحكم، إلا أنه اختار الاعتزال، ومن المعرف أن السينما تقدم الخير والشر،
والسينما مرآة للواقع والحقيقة، وقدم حسين صدقي مجموعة من الأفلام التي تصدى إلى
كتابتها وإخراجها مثل الشيخ حسن.
وروى البهي قصة طريفة حدثت عام 1955 مع
الفنان حسين صدقي مع الفنانة صباح أثناء تصوير فيلم «قلبي يهواك»، وخلال الاستعداد
لتصوير في القناطر، شاهد طفلا يقود دراجة هوائية وعندما شاهد هذا الولد النجمان
الكبار صباح وحسين صدقي ظل يراقبها وهو يقود حتى وقع على الأرض وذهب إليه صدقي
وحاول أو يقدم له النصيحة وعندما شاهد الطفل انبهر به، وطلب منه أن يمثل معهم،
وطلب من المخرج أن يعطيه دورًا وبالفعل أدى مشهدا مثل ما حدث معاه في الواقع.
وكان المشهد عبارة عن قيادة الدراجة
الهوائية حتى يصطدم بالفنانة صباح ويقعان حتى يأتي الفنان حسن صدقي وينقذهما،
وأسرع الفنان صدقي بإنقاذ الطفل وعندما خرج من المياه أثنى على أداء الطفل وأعطاه
أجره 5 جنيهات.
وفجر مفاجأة أن الطريف في الموضوع أن الطفل
أصبح الكاتب الصحفي في الأهرام عزت السعدني، صاحب تحقيق السبت.
وتابع: كان ننتظر تحقيق السبت لنتعلم منه
كيف يكون التحقيق الصحفي، وكان يتنافس مع عزت السعدني مع الكاتب الراحل محمود صلاح
في أخبار اليوم بقسم الحوادث.
وأوضح البهي أن حسين صدقي توفي وهو في عمر
58 عامًا، مبديا رفضه لوصيته لأولاده بحرق جميع أفلامه والتي يبلغ عددها 32 فيلما،
لافتا إلى أنه كان يقدمها بأسلوبه ومعالجته الرائعة، ومن حسن الحظ أن بعض الأفلام
كانت من إنتاج شركات أخرى ولم يتم حرقها.