الخميس 23 مايو 2024

في ذكرى ميلاده.. رشدي أباظة مناشدا ماجدة: اصفحي عني!!

3-8-2020 | 15:35

ذكريات الماضي وخصوصا مرحلة الطفولة تظل راسخة في وجدان الجميع، ولأنها أول نقش في ذاكرتنا فلا تمحى أبدا، وهذا ما يؤكده الفنان رشدي أباظة الذي تمر ذكرى ميلاده اليوم، فهو يسرد لنا شيئا من ذكرياته تكاد تكون كارثة حدثت مع الفنانة ماجدة حسب ما رواه لمجلة الكواكب عدد 30 سبتمبر 1958.

 

روى رشدي أن الحادثة التي جرت لولا أنها ظلت مجهولة لأصبح من نزلاء إصلاحية الأحداث، وكلما تذكرها يؤنبه ضميره على تلك الفعلة البشعة، فقد كان يقيم مع أسرته أيام الصبا في شقة ببيت بالقرب من ميدان الأوبرا، وعلى مقربة منه تقطن أسرة الفنانة ماجدة، وكانت تربط رشدي بأسرتها صلة قوية، إذ كان صديقا لمصطفى شقيق ماجدة بحكم القرب في السكن والعمر، فقد كانا في عمر الحادية عشرة تقريبا، وكانت تجمعهما هواية ركوب الدراجات، وكانت ماجدة في سن الخامسة آنذاك، ويبدو أنها كانت تحب شقيقها، إذ كانت تلازمه في الدخول أو الخروج من المنزل.

 

كان رشدي ومصطفى يستأجران الدراجات ويبدآن في السباق ويتادلان الفوز والخسارة، إلى أن جاء اليوم الذي وقعت فيه الحادثة، فقد خرج رشدي من بيته ونادى على صديقه مصطفى الذي خرج على الفور معه دراجة وتتبعه كالعادة شقيقته الصغيرة ماجدة، واستأجر رشدي دراجة وتسابق مع مصطفى وفي طريق العودة ابتعد عن صديقه وظل رشدي يحوم في ميدان الأوبرا بدراجته ولحقت به ماجدة وألحت أن تركب الدراجة وراءه، ولبى لها رغبتها فعادت وألحت مرة أخرى ولبى رغبتها الثانية، وفي المرة الثالثة التي ألحت فيها لركوب دراجة رشدي تملكته نوبة ضيق وابتعد عنها وكان يسير ببطء انتظارا لشقيقها مصطفى.

 

راحت ماجدة تعدو وراء رشدي وأمسكت بمؤخرة الدراجة وتشبثت بها، وأخفق هو في محاولة الإفلات منها، وتوترت أعصابه وكتم غيظه إكراما لصديقه الذي يكن له الحب العميق، ونزل رشدي من على دراجته يستريح قليلا حتى يصل الصديق وكانت ماجدة بالقرب منه، فلما قام يلهو بدراجته من جديد عادت ماجدة لتحقيق رغبتها في كوب الدراجة معه وتشبثت بمؤخرة الدراجة، وهنا وصلت ثورته إلى ذروتها ، ووجد نفسه دون وعي يدفع ماجدة بقدمه بقوة، تأرجحت قليلا ثم ارتطمت بأرض الميدان في عنف وصرخت متألمة عدة مرات ثم سكتت.

 

خيل إلى رشدي أنها أصيبت بجروح خطيرة قاتلة، وتلفت حوله في فزع، لكنه شعر ببعض الارتياح لأنه لم يره أحد وهو يضربها هذه الضربة القاتلة، وفر هاربا .. ولم يدر ما حدث بعد ذلك لماجدة، فقد خاف أن يقترب من البيت فتعرف أسرتها الحقيقة، ويؤكد رشدي أن ماجدة من المؤكد أنها روت حكاية رشدي لأسرتها، ومن يومها لم يمارس هواية ركوب الدراجات .. وفي نهاية حديثه قال رشدي: أن ماجدة لا تتذكر هذه الحادثة، ولن تتذكرها ، فقد كانت صغيرة عندما ارتكبت حادثتي، كل ما أطلبه منها الآن أن تصفح عني أو تنساها حتى لا تستبعدني عندما توزع أدوار أفلامها الجديدة التي تنتجها.

 

إلى هنا انتهى حديث رشدي أباظة، وما رواه يوضح أنه كان وماجدة وشقيقها يعيشون في حي واحد وجمعتهم صداقة الصبا والطفولة، والجملة الأخيرة يؤكد فيها أن ماجدة لا تتذكر الحادثة، وكل ما يطلبه أن تصفح عنه أو تنساها حتى لا تستبعده من أفلامها، فهل كانت جملة النجم الكبير غزلا منه لها كي تتذكره وتختاره في أفلامها التي تنتجها؟ من المعروف أن رشدي بدأ رحلته الفنية عام 1948، وكانت بدايته في السينما بأدوار ثانوية ثم نال الأدوار الثانية إلى أن بدأ مرحلة البطولة لفيلم "إمرأة في الطريق" عام 1958، وهو العام الذي شارك فيه أيضا في أربعة أفلام منها أول مشاركة له مع ماجدة في فيلم "جميلة" والذي عرض في 9 ديسمبر 1958، أي بعد مقال رشدي في الكواكب بشهرين.

 

كان اللقاء الثاني بين ماجدة ورشدي أباظة عام 1960 ليشاركها بطولة فيلم "المراهقات" وبعده بعامين شاركها بطولة فيلم "دنيا البنات" ليتأخر اللقاء الثالث إلى عام 1967 في فيلم "القبلة الأخيرة" وفي العام التالي شاركها فيلم "حواء على الطريق" ليشهد عام 1970 آخر تعاون رشدي وماجدة في فيلمين وهما زوجة لخمسة رجال والسراب.