الحمام الزاجل تجارة تحتاج مهارة وشطارة، عبارة يرددها محبي تجارة هذا النوع لكونه بيزنس مربح لمن لديه الخبرة والمعرفة بتربية الحمام، أكثر الطيور رواجاً حول العالم، لجمال شكلها المختلف وتعدد أنواعها ورشاقة حركتها في السماء لتثير المتعة بداخل النفوس حين رؤيتها محلقة، وللحمام عالم خاص وفريد وأسرار ربما لم تخطر على أذهان الكثيرين منا، لذا تكشف بوابة "الهلال اليوم" خبايا هذا العالم الذي يمكن من خلالها أن تجني أرباحا مجزية أفضل من تجارات أخرى.
حمام “عم فارس”
أمام غية حمام بمنطقة السيدة زينب يقف عم" محمد فارس" ذو 50 عاماً مراقباً حركة الحمام لاهتمامه الشديد به و راعيته كما يجب، وذلك حدثنا قائلا: "أنا بربي الحمام من 30 سنة وبعشقه وبحب تربيته لأني بحس براحة لما بكون قريب منهم وكمان بكسب منهم ومن تجارته في السوق لما بنزل أبيعه للزبائن"، لافتاً إلى أن تربية الحمام تحتاج إلى خبرة وفن في التعامل حيث يتم معاملتهم كالجنود ويكون لديهم مواعيد للطيران تبدأ من السادسة صباحاً وتزاد كل يوم نصف ساعة حتى يصل ميعاد طيرانها إلى الساعة 7 مساءاً ليتم إعادة دورة الطيار من جديد، ومن يأتي متأخرًا عن مواعيد محدد يتم معاقبته بمنعه من الطياران لمدة 3 أيام حتى لا يكرر هذا الأمر.
أسعار وأنواع الحمام
ويوضح "فارس" أن هناك العديد من أنواع الحمام أبرزها حمام العنبرة الذي وصل سعره إلى 200 جنيه للجوز، والحمام الأسترالي ويصل سعره إلى 80 جنيه للجوز، والبلق والشقلابظات الذي يبدأ سعرهم من 1000 جنيه حتى 5000 جنيه للجوز، وحمام الصوفات الخضراء وقشر البندق والسكروتة ذات الأصل التركي والتي يصل إلى 30 ألف جنيه للجوز، مشيراً إلى أنه يقوم بشراء الحمام من أصدقائه ومعارفه وبعض الأحيان من الأسواق ويحصل على مكسب يصل الى 30 % من الحمام المباع، حيث يقوم بعرضها في سوق الجمعة أو غيرها من الأسواق ويكون الإقبال على شراء الحمام كبير لحب وشغف البعض في تربيتها أو للاستثمار والاتجار فيها لجني أرباح تشكل مصدر دخل جيد للبعض لكونه تكلفته بسيطة في التربية ويمكن لأي شخص الاتجار فيها.
السرعة والذكاء
ويضيف الخمسيني، أن هناك حمام المراسلات ينتقل من محافظة إلى أخرى خلال ربع ساعة لقدرتها العالية والسريعة في الطياران علاوة على ذكاء الحمام الشديد عن مختلف الطيور، حيث يمكن أن يدرك الأماكن ويحفظها بشكل تلقائي للعودة مرة أخرى إلى الغية التي يسكن بها، موضحاً أن الحمام لديه حساسية شديد في التعامل وان شعر بالإهمال أو المعاملة السيئة يهرب إلى أماكن أخر يشعر بالراحة فيه لذا لابد من الاعتناء به وراعيته بشكل جيد ليستمر في البقاء أطول فترة ممكنة.
الأمراض والعلاج
وعن الأمراض التي تصيب الحمام يقول "فارس" إن هناك العديد من الأمراض التي تصيب الحمام وأبرزها "سمونيلة" وهي تشبه أعراض الملاريا ويتم معالجتها بالمضادات الحيوية من خلال وضعها بالمياه ومرض "الروشة"، وهو ارتفاع في ضغط الدم ولا يوجد علاجه له ويؤدي إلى الوفاة في الحال، مشيراً إلى أن الأمراض المذكورة تنقل من خلال أطباق المياه لذا لابد من تطهيرها وتنظيفها بشكل دوري لحماية الحمام من أمراض لضعف جهازها المناعي عن باقي الطيور.
أعمار الحمام
وعن أعمار الحمام يفيد مربي، أنها تصل ما بين 10 إلى 20 عاماً على حسب اهتمام وراعية المربي، وحين يكبر في السن لا يستطيع الطيران لمسافات طويلة أو الحركة بشكل سريع، لافتاً إلى أنه لديه حمام يصل عمرها إلى 17 عامًا، وهى تعتبر من أقدم الحمامات لديه التي اعتمد عليها في إنشاء غيته، مؤكدًا عشقه هذا العالم الخلاب الذي يحوي الكثير من المعاني الجميلة والنبيلة بداخله.