نجاح جديد تحققه الدولة المصرية يضاف إلى سجل إنجازات الدبلوماسية المصرية، من خلال رئاسة مصر لمجموعة السفراء الأفارقة بمجلس الامن، حيث أكد نواب ودبلوماسيون أن هذا القرار امتداد طبيعي للنجاح التي حققته مصر خلال رئاسة الرئيس السيسي للاتحاد الإفريقي، ودورها الكبير في توجيه أنظار العالم إلي ضرورة الاهتمام بالقارة الإفريقية، ومد يد التنمية داخل بلدان القارة للنهوض بها .
ويتولى السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة، رئاسة مجموعة السفراء الأفارقة في نيويورك خلال الشهر الجاري، بما يُعد إضافة جديدة لرصيد الدبلوماسية المصرية في الحفاظ على مصالح القارة الأفريقية على المستوي الدولي، يأتى ذلك في إطار جهود الدبلوماسية المصرية على ساحة القارة الأفريقية.
وأوضح السفير محمد إدريس أنه يشرف بثقة نظرائه السفراء الأفارقة وتوليه رئاسة المجموعة، وأنه يعتزم خلال رئاسته للمجموعة البناء على التحركات المصرية الناجحة لتحقيق السلم والأمن والرخاء في أفريقيا خلال الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي العام الماضي، خاصة وأن المجتمع الدولي وأفريقيا يواجهان تحديات غير مسبوقة على خلفية انتشار جائحة كورونا وتبعاتها الجسيمة على القارة الأفريقية .
وأضاف مندوب مصر الدائم أن هذه التحديات تستدعي حشد الجهد الدولي وإعمال روح التضامن وتجاوز الخلافات لتحقيق ما تصبو إليه الشعوب من تطلعات مشروعة خاصة في أفريقيا.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة السفراء الأفارقة في نيويورك تتجاوز الدور التقليدي لمجموعات السفراء، حيث أن المجموعة الأفريقية لدي الأمم المتحدة هي أكبر مجموعة جغرافية تفاوضية، مما يجعل من المجموعة صوت أفريقيا الموحد الذي ينقل تطلعات وآمال الشعوب الأفريقية ويحفظ مصالحها على الساحة الدولية.
خدمة القارة الإفريقية
قال السفير السيد شلبي المدير التنفيذي السابق للمجلس المصري للشؤون الخارجية، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قرار تولي مصر رئاسة مجموعة السفراء الأفارقة في الأمم المتحدة يتزامن مع دور مصر ومكانتها وتاريخها في القارة الإفريقية‘ مضيفا إن هذا المنصب يعتبر انعكاسا للمكانة التي تحتلها مصر في القارة السمراء.
وأضاف شلبي في تصريح لـ«الهلال اليوم»، إن المنصب يعد اعترافا بدور مصر في شتى المجالات التي تخدم إفريقيا، بدءًا من دورها التحريري في القارة خلال فترة خمسينيات القرن الماضي، بجانب دورها التنموي في العديد من دول إفريقيا والذي ظهر جليا خلال رئاسة مصر بقيادة الرئيس السيسي للاتحاد الافريقي في العام الماضي، حيث كان من أكثر الأعوام التي شهدت تقديم صورة حقيقية عن القارة الإفريقية أمام العالم، وكذلك تقديم عرض واقعي المشكلات وقضايا إفريقيا في المؤتمرات والمحافل الدولية.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي كان حريصا خلال جميع زياراته الخارجية وخطاباته في المحافل الدولية سواء في قمة العشرين، أو قمة G 7، أو على طرح قضايا القارة الإفريقية بقوة، مطالبا المجتمع الدولي والدول الكبرى بأهمية توجيه استثماراتها نحو القاره الإفريقية من أجل إحداث حركة تنمية حقيقيه داخل القارة.
فضح المخطط التركي في ليبيا
أكد النائب مهدي العمدة، عضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، أن رئاسة مجموعة السفراء الأفارقة في نيويورك خلال الشهر الجاري، يعد إنجازا جديدا يضاف إلى سجلات الدبلوماسية المصرية.
وأضاف العمدة في تصريح لـ«الهلال اليوم»، إن مصر لم تنقطع يوما عن القارة الإفريقية خاصة منذ تولي الرئيس السيسي لحكم مصر، حيث رأست مصر الاتحاد الإفريقي خلال العام المنقضي، واستطاعت تحقيق العديد من الإنجازات التي تخدم القارة، وكذلك تحويل نظر العالم والمنظمات نحو التنمية في إفريقيا.
وأردف العمدة، كذلك هناك دور حيوي للجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب من خلال التواصل المستمر مع السفراء والوزراء والسفراء الأفارقة في القاهرة، والقيام بعدد من الزيارات المكوكية للعديد من البلدان الإفريقية.
وأشار إلى أن تولي مصر رئاسة مجموعة السفراء الأفارقة بالأمم المتحدة من شأنه أن يخلق آليات جديده تمكن مصر من كشف الدور التركي الذي يستهدف الاستيلاء على خيرات الشعب الليبي، وتحقيق حلمه باستعادة الدور العثماني في ليبيا، من خلال توضيح الصورة الحقيقية للمؤامرة المشبوهة التي يقوم بها عدد من الأطراف الخارجية من أجل تطويق ليبيا والسعي نحو تهديد الأمن القومي المصري.
وأوضح عضو لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، أن تبوء مصر لهذا المنصب من شأنه خلق حشد قاري وتسليط الضوء على ما يدور فى ليبيا، وكشف المخططات التركية الرامية للاستيلاء على النفط الليبي، ومقدرات الشعب الليبي، وكشف الدور التركي المشبوه في نقل ميليشيات المرتزقة والإرهابيين، وتحويل ليبيا إلي بؤرة صراع تؤرق جميع البلدان الإفريقية.
وشدد العمدة على أن خلق موقف إفريقي موحد ضد ما يقوم به مرتزقة الدولة العثمانية من شأنه فضح الدور التركي، وخلق رأي عام عالمي يجبر العالم والمنظمات الدولية على ضرورة وضع حد لما يقوم به أردوغان من انتهاكات في ليبيا، والقضاء على حلمه المزعوم في إحياء الدولة العثمانية.
كما شدد على أهمية إشراك أفريقيا في القضية الليبية من خلال طرح القضية وكشف ما تقوم به تركيا من تصرفات استعمارية وأهداف توسعية، مضيفا إن جميع الدول المعنية بالحفاظ على أمن ليبيا وخاصة مصر، في حاجة إلى نقل هذه الصورة بشكل واضح وحقيقي أمام المحافل الدولية والإفريقية وكشف الدور التخريبي الساعي إلى تقسيم ليبيا.
حل أزمة سد إثيوبيا
قال السفير أحمد القويسني مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر تحتاج خلال المرحلة الراهنة لحشد جميع المواقف والأصوات العاقلة من أجل الوصول إلى حل يحفظ حقوق الشعب المصري التاريخية في مياه النيل، خاصة مع ما أبدته مصر من حسن نية خلال اتفاق المبادئ، مضيفا إن مصر ماضية في شرح قضيتها على أوسع نطاق ممكن، وخاصة أمام المنظمات الإقليمية والدولية.
وأضح القويسني، في تصريحات خاصة «الهلال اليوم»، أن تولى مصر رئاسة مجموعة السفراء الأفارقة داخل القارة الأفريقية يأتي في وقت دقيق فيما يتعلق بقضية سد إثيوبيا، مشيرا إلى أن مصر جاءت منذ شهر إلى مجلس الأمن لعرض وجهة نظرها والمطالبة بحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، والتوصل إلى حل سلمي يضمن حقوق جميع أطراف النزاع .
وأكد أن مجموعة السفراء الأفارقة يقومون بدور فاعل داخل منظمة الأمم المتحدة خلال النظر إلى القضايا والموضوعات المتعلقة بدول أفريقيا والدفاع عنها بشكل يخدم مصالح القارة الأفريقية.
وأشار القويسني، إلى أن تولى مصر هذا المنصب من شأنه أن يمنحها الفرصة لتفنيد الأكاذيب الإثيوبية، وتوضيح حقيقة الأمر أمام دول القارة الأفريقية، وتشكيل وسائل ضغط في أفريقيا حقيقية من أجل إجبار أثيوبيا على الانصياع للقرارات الدولية والقوانين والمواثيق التي تحفظ حقوق مصر وباقي الأطراف.
وشدد على ضرورة كشف موقف أثيوبيا المتعنت، والذي تجاوز قرارات المؤتمر الثلاثي الذي دعا إليه رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال الأسابيع الماضية، متابعها: "ولعل نتائج اجتماع وزراء الري الثلاثة منذ أيام يدعو إلى مزيد من الجهد والعمل وتقديم قضية مصر وموقفها إلى المجتمع الأفريقي في صورته الصحيحة، بعيدا عن التزييف، ولي الحقائق الذي يلجأ إليه الجانب الأثيوبي".
وأضاف القويسني، إن نجاح مصر في توضيح وجهة نظرها من خلال مزيد من التواصل مع الدول الأفريقية، والذي من شأنه إجبار أثيوبيا على الالتزام بتعهداتها الدولية، والتوقف عن محاولات إلحاق الضرر بباقي الأطراف.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق أن معظم الأطراف الدولية الفاعلة في العالم سواء كانت دولا أو منظمات دولية قد أطلعت على موقف مصر المبني على الالتزام بكافة الاتفاقيات الدولية، وكذلك المواثيق والقواعد الخاصة بالقانون الدولي المنظم للأنهار العابرة، بجانب الحقائق التي تؤكد احتياج مصر الشديد للحفاظ على مواردها المائية وهو ما لا يتوافر في أثيوبيا التي تتميز بوجود وفرة في مصادر المياه وتعدد الأنهار.