قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشئون السياسية السفير ديفيد هيل، إن
الولايات المتحدة تدعو القادة السياسيين في لبنان إلى الاستجابة لمطالب
الشعب المشروعة، ووضع خطة موثوقة ومقبولة من جانب الشعب للحكم الرشيد
والإصلاح الاقتصادي والمالي، والعمل على الحد من الفساد المستشري في لبنان.
وأشار السفير ديفيد هيل – في تصريح مساء اليوم السبت في ختام زيارته إلى
لبنان والتي استغرقت يومين – إلى أن حادث انفجار ميناء بيروت البحري، يمثل
أحد أعراض أمراض لبنان والمتمثلة في عقود من سوء الإدارة والفساد والفشل
المتكرر للقادة اللبنانيين في إجراء إصلاحات مستدامة، مشددا على أن كل من
في السلطة تقريبا يتحمل قدرا من المسئولية عن هذه الأمور.
وأضاف: "خلال زيارتي الأخيرة في شهر ديسمبر الماضي، عبرت للمسئولين
اللبنانيين المنتخبين عن الحاجة الملحة أن يضعوا جانبا المصالح الحزبية
والمكاسب الشخصية، ويضعوا مصلحة البلد أولا، واليوم نرى تأثيرات فشلهم في
تحمل تلك المسئولية".
وتابع: "على مدى الساعات الـ 24 الماضية، استمعت إلى عدد من وجهات النظر
للقادة المنتخبين، إضافة إلى المجتمع المدني والشباب ورجال الدين، إن الطلب
الأكثر شيوعا للتغيير الحقيقي لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا. هذه لحظة
الحقيقة للبنان".
ولفت إلى أن العشرات من النشطاء والشباب الذين قابلهم وتحدث معهم خلال
زيارته، طالبوه ألا يكون هناك إنقاذ مالي للبنان في ظل هكذا أوضاع سياسية
تمر بها البلاد، مشيرا إلى أن أمريكا وشركائها الدوليين سوف يستجيبون
للإصلاحات المنهجية بدعم مالي مستدام، عندما يرون القادة اللبنانيين
يلتزمون بإجراء تغيير حقيقي.
وشدد على أن بلاده لا تستطيع ولن تحاول فرض أي إملاءات. مضيفا: "هذه لحظة
للبنان لتحديد رؤية لبنانية - لا أجنبية – للبنان. أي نوع من لبنان لديكم
وأي نوع من لبنان تريدون؟ فقط اللبنانيون هم من يستطيعون الإجابة على هذا
السؤال".