نفى الدبلوماسي الفرنسي المخضرم موريس جوردو مونتاني في مقابلة مع إذاعة "أوروبا 1" صباح اليوم الأحد، وجود حاجة لتدخل فرنسا في لبنان، هذا البلد الذي يعاني من أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية، لكنه يرى في الوقت نفسه أنه من الضروري ألا "تظل فرنسا مكتوفة الأيدي" إزاء ما يشهده لبنان بوصفه "نقطة استقرار" في المنطقة.
وأوضح الدبلوماسي الذي شغل منصب السكرتير العام السابق لوزارة الخارجية الفرنسية بين عامي 2017 و2019 أن "صور مقابلة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع اللبنانيين في شوارع بيروت، بعد يومين من حادث انفجار المرفأ ستظل لحظات فارقة في السياسة الخارجية لفترة ولايته هذه".
وأشار مونتاتي إلى أنه "خلال هذه الزيارة، وجه الرئيس الفرنسي إنذارا غايته الأول من سبتمبر المقبل للطبقة السياسية اللبنانية التي ندد علنا بفسادها"، واصفًا ذلك بـ"السلوك المبرر".
وأكد الدبلوماسي، وهو المستشار السابق للرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك، أن "سلطات بلاده لا تسعى إلى فرض وضع ما على لبنان، فقط تهيب بالمسئولين أن يتحملوا مسئوليتهم لتقول لهم "افعلوا شيئًا، سنكون إلى جانبك"، قائلا إن "هذا البلد لم يشهد أي إصلاح".
وبشأن مظاهرات اللبنانيين، والذين يهددون بتعليق المشانق للزعماء في السلطة، قال الدبلوماسي إن "فرنسا مستعدة لتوحيد الصفوف كما يمكنها أن تؤدي دور المحفز لأن لها هذه الأسبقية في العلاقات مع لبنان".
وأشار مونتاني، وهو كان سفيرا لفرنسا لدى الصين، إلى الخطر الذي يكمن في رؤية هذا البلد، الغني فيما مضي، ينزلق إلى حرب أهلية، مضيفًا "إذا تفكك لبنان سيكون لذلك تأثير خطير للغاية على المنطقة بأسرها". لهذا لا تستطيع فرنسا ، وهي دولة متوسطية ومرتبطة بلبنان لفترة طويلة، أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يحدث هناك في الوقت الحالي".