الثلاثاء 21 مايو 2024

البرلمان الكندى شكرا

22-4-2017 | 09:59

بقلم: نبيلة حافظ

لعل فى إقرار البرلمان الكندى لمشروع قانون يجرم «الإسلاموفوبيا » خطوة جيدة تؤكد على نية تلك الدولة فى الحفاظ على المسلمين الذين يعيشون على أرضها

مع تزايد حدة إرهاب الجماعات الإرهابية التى ترفع راية الإسام زورا وبهتانا والإسلام منهم براء، تزداد حجم المخاطر التى يتعرض لها المسلمون فى دول العالم الغربي، وبين الحين والآخر تقع جرائم من المناهضين للإسلام ضد المسلمين الأبرياء، وفى كندا تحديدا تجلت بوضوح «الإساموفوبيا » ووقعت العديد من الجرائم ضد المسلمين المقيمن على أراضيها، ومع كل جريمة ينقبض قلبى وتضيق بى الحياة على رحبتها، خوفا على ابنتى الوحيدة التى تقيم فى إحدى المقاطعات الكندية برفقة زوجها والذى يكمل دراسته العليا بإحدى الجامعات.

وعلى الرغم من صعوبة ومرارة الفراق إلا أننى رضيت بما كتبته لى الأقدار واستسلمت لظروف ابنتي، فلم يكن أمامى خيار آخر إلا الرضا والتسليم بأمر الله, وكانت دعواتى لهما بأن يحفظهما الله من كل شر وكل سوء وأن يصبرنى على فراقهما، ولكن لم أكن أعلم أن هناك آلام أخرى تنتظرنى أقوى وأصعب من آلام الفراق ألا وهى الخوف عليهما من المتربصن بالمسلمين والمحاربن للدين الإسامي.

ومع كل طلعة شمس يوم جيد أضع يدى على قلبى وأرفع رأسى إلى السماء وأقول سترك يا رب، احفظ ابنتى وأسرتها وجميع المسلمين من شرور هؤلاء، ولكن فى بعض الأوقات «تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ».. وتقع حادثة هنا أو هناك فى مقاطعة شمالا وأخرى جنوبا، حوادث عدائية ترتكب ضدد مسلمين أبرياء لم يقترفوا جرما أو إثما ضد أحد ويعيشون رافعن راية المحبة والسام، وعلى الرغم من ذلك لم ينجوا من جرائم المناهضن لهم والمعارضن لإسامهم، الجرائم كثيرة ولكن يبقى الهجوم الذى قام به مسلحون على مسجد «كيبيك » فى أواخر يناير الماضى هو الجريمة الكبرى التى خلفت وراءها العديد من الضحايا ما بن قتلى ومصابن من المسلمين الذين كانوا يؤدون شعائر صاة الجمعة  ومنذ وقوع هذا الحادث وأنا فى حالة رعب دائم من الأوضاع هناك، والتى تحمل ضغوطا كثيرة ومخاطر كبيرة لكل مسلمى كندا، وأعلم يقينا أنهم يتعرضون للعديد من الاستفزازات فى كل مكان، لذا كانت نصيحتى الدائمة لابنتى بألا تتعاطى مع أى استفزاز وأن تبتعد عن الصدام أو الدفاع عن الإسام والمسلمين، وأن تتوقف عن ممارسة أية أنشطة كانت تمارسها  هى وزوجها وأبناؤها من خال المسجد، فالمساجد هناك مستهدفة من جانبهم لأنهم يدركون جيدا أهميتها ومكانتها لدى المسلمين المغتربن الذين لا يتخذونها مكانا للعبادة وإقامة الشعائر الدينية فقط، بل هى مكانا لتلاقيهم وتجمعهم من أجل ممارسة الأنشطة الاجتماعية المختلفة التى تزيد من ترابطهم وتلاحمهم بباد الغربة.

وعلى الرغم من تخوفى هذا إلا أن رسالة طمئنة كانت تأتينى من خال الإجراءات التى تتبعها الحكومة الكندية ضد هذه الحوادث وضد من ينتهجون «الإساموفوبيا » من أجل حماية المسلمين على أراضيها وحرصا منها على التأكيد بأن كندا كدولة ترفض التعصب الدينى وكل أشكال العنصرية والتمييز وسياستها الراسخة مبنية على التعددية والتنوع واحترام الآخر، ومنهجها السلمية فى الحياة بن الجميع مهما اختلفت الأطياف والأعراق والأديان. ولعل فى إقرار البرلمان الكندى لمشروع قانون يجرم«الإساموفوبيا » خطوة جيدة تؤكد على نية تلك الدولة فى الحفاظ على المسلمين الذين يعيشون على أرضها ويمثلون جزءا أصيا بالمجتمع يسهام بشكل كبير فى البناء والرخاء.

وإن كان فى هذا الإجراء نوع من الراحة النفسية لنا كمسلمين إلا أننا ما زلنا نحلم بالمزيد من القوانن والإجراءات التى تحمى المسلمين ليس فى كندا فحسب بل فى كل بلاد العالم، فنحن نتمنى أن تسير باقى دول العالم على نفس الدرب وتضمن للمسلمين الأبرياء الذين يعيشون على أراضيها السامة والأمان!