الأربعاء 26 يونيو 2024

ضابطات الشرطة شهيدات الوطن

22-4-2017 | 10:07

بقلم : ماجدة محمود

ويستمر العطاء والتضحيات وتلبية نداء الوطن، ولأول مرة في تاريخ الشرطة تسقط شهيدات دفاعا عن الواجب.

المصرية دائما وأبدا صاحبة الشرارة الأولى في الثورات، والتاريخ يشهد لها بذلك.

المصرية مضحية، معطاءة، وفية، قوية، لاتبخل على الوطن بغال أو نفيس.

مضحية هي بنفسها ، أولادها، زوجها، إذا فقدت الشقيق أو الأب حمدت الله وسجدت له شاكرة.

الوطن يبكي شهيدات مصر العميدة نجوى الحجار، العريفة أسماء إبراهيم والعريفة أمينة رشدي.

ولكل من تسول له نفسه بالغدر نقول «مصر ولادة، وعاؤها لا ينضب » اللهم أرحم شهيدات الوطن اللاتي قدمن أرواحهن فداء له.

فى مقدمة الشهيدات تأتى العميدة نجوي الحجار المدير بإدارة تصاريح العمل بالأسكندرية والتى كانت ضمن ستة من رجال الشرطة استشهدوا أثناء تأمن بوابة الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل لتكون أول شهيدة من الشرطة النسائية في تاريخ وزارة الداخلية، الشهيدة كانت ضمن بعثة وزارة الداخلية لخدمة الحجاج العام الماضى، كانت تؤدى فريضة الحج عن ابنها الذي استشهد أثناء التدريبات وهو يستكمل دراسته في كلية الشرطة.

ورغم الأحزان كانت حريصة تحفيز ابنها النقيب محمود عزت من أجل التفاني في خدمة الوطن والتصدي للإرهابين ومواجهة الخارجن عن القانون ليستكمل دور العائلة في أداء الواجب نحو حماية الوطن.

وتظل السيرة العطرة للعميدة الشهيدة نجوي الحجار التى اختار الله لها أن يخلد اسمها مع الخالدين مجاورا لزميلتيها البطلتن اللتن استشهدتا معها وسجل التاريخ اسميهما بحروف من نور في ذاكرة الوطن وهما العريفة أسماء إبراهيم وعريفة الشرطة أمنية رشدى، كانت الشهيدتان، تقومان بعمليات التفتيش أثناء اقتراب الانتحاري منهما، قبل أن يقوم بتفجير نفسه ما أسفر عن استشهادهما في الحال.

ويشاء القدر أن تزف أمنية عروسا فى الجنة بعد أن كانت تستعد لحفل زفافها بعد شهر من استشهادها فى الحادث الأليم.

أخر ما كتبته الشهيدة أمنية التى كانت شديدة الارتباط بزميلاتها، وتحرص على التواصل معهن، لدرجة أنها قررت مشاركتهن لها فى أفكار حفل زفافها، «يا بنات.. عايزة أشوفكم كلكم هنا فى الإسكندرية.. عايزين نتقابل قبل فرحى الشهر اللى جاى .»

أما ذات الابتسامة الجميلة والوجه البشوش الشهيدة عريفة الشرطة أسماء إبراهيم والمتزوجة والتي لديها طفلتن «ساندى ورودينا » فلم يمهلها القدر أن تكمل تربيتهما، ولم تكن تدرى عندما تحركت من منزلها فجراً أنها لن تعود مرة أخرى لترى رضيعتها.

بصوتها القوى «تمام يا افندم.. حاضر »، كانت تجيب النداء كل صباح أثناء تواجدها بمكان خدمتها، بعد الآن لن يسمع أحد صوتها مرة أخرى،

فقد غيبها الموت عن الجميع «الزملاء،  والزوج، والأطفال .»

تساؤلات عديدة، كانت تطلقها زميلات العريف أسماء على مسامعها،  عن كيفية توفيقها بن زوجها وأطفالها ونجاحها في عملها، وكانت اجابتها دائما أنها تراعى الله فى الجميع فيكتب لها النجاح في كل شىء.

رحم الله شهيدات الشرطة اللائى سطرن أسماءهن بحروف من نور فى صفحات التاريخ فلن ينسى المصريون شجاعة وبسالة هؤلاء الضابطات الغادر عن أداء واجبهن فى التضحية بأرواحهن حفاظا على أمن الوطن والمواطن.