الإثنين 20 مايو 2024

مدبولي: اهتمام الحكومة بالثقافة يأتي ضمن استراتيجية بناء الإنسان المصري

أخبار22-8-2020 | 12:00

أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، أن اهتمام الحكومة بالثقافة، ودعمها لأنشطتها المختلفة، يأتى ضمن استراتيجية الحكومة لبناء الإنسان المصرى، مشيرا إلى أن التعليم والثقافة والرياضة هى الوزارات المنوط بها تنفيذ هذه الاستراتيجية، وهناك جهود واسعة فى هذه القطاعات.


جاء ذلك خلال استعراضه تقريرا من الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، حول جهود الوزارة التى تمت بالتعاون مع عدد من الوزارات والجهات المعنية فى إطار تنفيذ تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة إعداد خطة متكاملة لنشر الأفكار الصحيحة، ومواجهة الآثار السلبية المترتبة على انتشار الفكر المتطرف، وذلك من خلال إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات المشتركة.


بدورها، أشارت الوزيرة، فى مستهل التقرير، إلى عدد من الأنشطة والفعاليات التى تم تنفيذها بالتنسيق والتعاون مع عدد من الوزارات، ففيما يتعلق بوزارة الأوقاف فقد تم عقد مجموعة من الاجتماعات التحضيرية التى أسفرت عن إصدار سلسلة "رؤية"، التى تهدف لنشر الوعى وتصحيح المفاهيم المغلوطة فى ضوء الكتاب والسنة، وإجماع العلماء، بعيداً عن الغلو والتطرف، وتم تدشين هذه السلسلة خلال معرض القاهرة الدولى للكتاب.


وأضافت الوزيرة أن السلسلة تضمنت إصدار 20 عنواناً منها، فقه الدولة وفقه الجماعة، الحوار الثقافى بين الشرق والغرب، حماية دور العبادة، نعمة الماء "نحو استخدام رشيد للمياه"، ضلالات الإرهابيين وتفنيدها، بناء الشخصية الوطنية، مفاهيم يجب أن تصحح فى السيرة النبوية، الكليات الست، مخاطر الإلحاد، بناء الوعى، فى رحاب فن المقال، الإسلام يتحدث عن نفسه، فقه بناء الدول، الأدب مع سيدنا رسول الله، قواعد الفقه الكلية، مفاهيم يجب أن تصحح فى مواجهة التطرف، هويتنا الواقية فى زمن العولمة، فقه النوازل "فيروس كورونا نموذجاً"، والكمال والجمال فى القرآن الكريم.


وقالت إنه يجرى حالياً العمل على ترجمة بعض هذه الإصدارات إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما أنه تمت إتاحة كافة إصدارات السلسلة "On line"، وذلك ضمن مبادرة وزارة الثقافة "خليك فى البيت"، إلى جانب العمل على طباعة 20 ألف نسخة من السلسلة كاملة لتوزيعها على عدد من الجهات، وذلك كتبرع من وزارة الأوقاف، بهدف تعظيم الاستفادة من محتوى هذه السلسلة.


وانطلاقاً من سعى وزارة الثقافة لتحقيق وتأكيد مبدأ العدالة الثقافية، وحرصاً على الوصول بالمنتج الثقافى لجميع ربوع وقرى الوطن بغرض اكتشاف وتنمية الموهوبين والنابغين والمبدعين، وخاصة فى مجال المسرح، باعتباره إحدى أهم ركائز العمل الثقافى والفنى نظراً لاحتوائه على مجالات متعددة للإبداع، أشارت وزيرة الثقافة إلى الجهود التى تمت بالتعاون مع وزارتى التخطيط والتنمية الاقتصادية، والإنتاج الحربى لشراء وتوريد عدد من المسارح المتنقلة، للاستفادة منها فى تنفيذ رؤية الوزارة بهذا الإطار، مضيفة أنه يجرى تدريب العاملين على عملية تشغيل تلك المسارح، المقرر استلامها قريباً.


وتناولت وزيرة الثقافة جهود التعاون والتنسيق التى تمت مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، مشيرة إلى أنه تم عقد لقاء مع الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، على هامش ندوة بنك المعرفة المصرى "بين الإنجازات والتطلعات"، التى نظمها المجلس الأعلى للثقافة، وتم الإشارة خلالها إلى ما شاركت به وزارة الثقافة من محتوى ثقافى وفكرى وفنى وإبداعى ضمن مشروع بنك المعرفة، وإتاحة هذا المحتوى بالمجان للمواطن داخل مصر، وهو ما يبرز جهود الدولة فى التحول الرقمى وإتاحة الخدمات المعرفية لكافة المصريين، من خلال إحدى المنصات التى تعد من أكبر قواعد البيانات التعليمية الرقمية المجانية على مستوى العالم، وذلك بهدف تطوير الوعى الجمعى للمجتمع.


ولفتت وزيرة الثقافة إلى التعاون القائم بين وزارتى الثقافة والدولة للإعلام لدعم استراتيجية الدولة الخاصة بنشر التنوير وتنمية الوعى وبناء الإنسان المصرى، مشيرة إلى الاتفاق الذى تم مع وزارة الدولة للإعلام، والذى تضمن تخصيص عدد ساعات يومية لبث المواد الإبداعية التى تنتجها وزارة الثقافة بمختلف قطاعاتها، حيث تشمل حفلات موسيقية وغنائية، أوبرات وباليهات عالمية، احتفالات بمناسبات قومية ودينية، صالونات ثقافية، أمسيات شعرية، معارض فنية، متاحف، الأفلام التسجيلية، وغيرها من المواد الإبداعية التى تعبر عن الحراك الفكرى فى المجتمع من خلال شبكة قنوات التليفزيون الوطنى.


ونوهت بما تم من دراسة لتوقيع بروتوكول تعاون بين الوزارتين لتصوير الأعمال الإبداعية التى تنتجها وزارة الثقافة وتعرض فى مختلف مواقعها بالقاهرة والمحافظات، وتقديمها عبر شاشة التليفزيون الرسمى للدولة، بما يجسد التوجهات العامة للدولة الهادفة إلى الحفاظ على منظومة القيم والأخلاق والارتقاء بالذوق العام، وذلك من خلال نشر الوعى بين جموع المواطنين، عن طريق نشر المحتوى الذى يتميز بالتنوع والتعدد الثقافى والفكرى.


وفى ختام التقرير، أشارت الدكتورة إيناس عبد الدايم إلى فوز وزارة الثقافة بمنحة مشروع "Creative Circles"، والمقدمة من مجموعة معاهد الاتحاد الأوروبى الوطنية للثقافة "EUNIC" ممثلة فى معهد "جوتة"، موضحة أن هذه المنحة تعد أول حاضنة أعمال لشباب رواد الأعمال فى المجالات الثقافية والإبداعية فى مصر، حيث تهدف إلى تدريب الشباب على كيفية تسويق المنتج الثقافى.


وقالت وزيرة الثقافة إن المشروع الفائز التى تقدمت به الوزارة كان ضمن مجموعة كبيرة من المشروعات الثقافية التى تقدمت بها عدد من المؤسسات الخاصة والحكومية، مضيفة أن ملف المشروع استهدف العمل على تعزيز وتمكين وتطوير منظومة الاقتصاد الإبداعى خاصة المتعلقة بالصناعات الثقافية والحرف التراثية، وذلك عن طريق دعم المؤسسات والأفراد خاصة الشباب أصحاب المبادرات الثقافية والإبداعية وتعتمد على تقديم محتوى علمى وتدريبى احترافى بواسطة مجموعة من الخبراء الأكاديميين والحرفيين فى مجال ريادة الأعمال، حيث يتم تبنى الاقتراحات والمبادرات ذات الأثر المجتمعى ووضعها تحت مظلة الوزارة وإتاحة الفرصة لعرض الإنتاج المميز فى مختلف مواقعها، كما يسهم تنفيذ المشروع فى خلق المزيد من فرص العمل التى تنعكس إيجابياً على الدخل القومى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.


وأوضحت الوزيرة أن المشروع يستهدف العاملين المعنيين بقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية والشباب من رواد الأعمال المتخصصة إلى جانب المؤسسات والأفراد والفرق الواعدة التى تقدم منتجات وخدمات ثقافية من خلال إقامة ورش العمل الخاصة بصناعة السياسات المحفزة للصناعات الثقافية والإبداعية والتدريب على مراجعة القوانين والتشريعات المتعلقة بها، واختبار الأفكار وانتقاء المبادرات وفقاً لمعايير محددة، حيث يأتى هذا استكمالاً لمشروع الاقتصاد الإبداعى الذى نفذه المجلس الثقافى البريطانى فى القاهرة فى الفترة ما بين 2018 إلى 2020.


وأكدت وزيرة الثقافة أن المشروع المقدم من الوزارة حظى بإشادة مدير عام معهد "جوتة " بالقاهرة، والمدير الإقليمى لشمال افريقيا والشرق الأوسط، التى أسندت إدارة هذا المشروع إلى معهد "جوتة" بالقاهرة بصفته ممثلاً لمجموعة المعاهد القومية للثقافة بالاتحاد الأوروبى فى مصر، والتى تضم 11 عضواً، كما تم اعتبار المشروع الفائز نموذجاً لتعزيز المشاركة الثقافية المصرية الأوروبية، وبما يسهم فى دفع التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة فى مصر، إلى جانب أن أهدافه تتوافق مع الاهتمام المشترك لوفد الاتحاد الأوروبى فى القاهرة ومجموعة معاهد الاتحاد الأوروبى الوطنية للثقافة فى مصر.