الجمعة 1 نوفمبر 2024

أرباح أسواق الأسهم الأمريكية تغرّد خارج سرب الاقتصاد في ظل أزمة كوفيد-19

عرب وعالم23-8-2020 | 18:21

قد يشكّل ارتفاع أسهم وول ستريت الأسبوع الماضي خبرا سارا بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن يستبعد أن يشكل الأمر عزاء كبيرا بالنسبة لملايين الأشخاص الذين خسروا وظائفهم ومصادر رزقهم في وقت يزج كوفيد-19 باقتصادات العالم في ركود أكبر.


فكتب نائب الرئيس مايك بنس: "هذه هي العودة الأمريكية العظيمة!" بعدما ارتفع مؤشر أسهم "إس أند بي 500" إلى مستويات تاريخية جديدة بينما حقق ناسداك المدرجة فيه العديد من شركات التكنولوجيا ارتفاعا تاريخيا تلو آخر في الأسابيع الأخيرة.


لكن الفصام بين أسواق المال والاقتصاد الحقيقي لا يمكن أن يكون أوضح في وقت قضت تدابير الإغلاق الناجمة عن كوفيد-19 على الوظائف ودفعت حتى القوى الاقتصادية التقليدية على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا إلى معدلات انكماش غير مسبوقة.


وانكمش اقتصاد الولايات المتحدة، الأكبر في العالم، بنسبة 9,5 في المئة في الربع الثاني من العام، بينما تراجع الناتج الاقتصادي البريطاني بنسبة 20,4 في المئة والألماني بـ10,1 في المئة.


وبالنسبة لكثيرين، قد يبدو المزاج الاحتفالي في أسواق الأسهم "غير لائق"، بحسب خبير الاقتصاد لدى "ساكسو بنك" كريستوفر ديمبك.


وأضاف: لكن ذلك كان "سوء تفاهم"، إذ يتعيّن على المستثمرين الرهان على التوقعات الاقتصادية على الأمد الطويل.


وفي وقت تضخ الحكومات والمصارف المركزية كميات ضخمة من الأموال في أنظمتها المالية لتجنب الركود، وتحسن بعض الشركات المدرجة في "إس أند بي 500" توقعاتها لإيراداتها للعام 2020 وحتى 2021، قد تكون التوقعات أفضل مما تشير إليه البيانات الاقتصادية الحالية.


وقال رئيس الأسواق لدى منصة "إنتراكتيف انفيستر" (المستثمر المتفاعل) ريتشارد هانتر: إن "أسواق الأسهم ليست الاقتصاد".


وفي مارس، أقر الكونجرس الأمريكي حزمة إنقاذ ضخمة بقيمة 2,2 تريليون دولار، أضيف إليها حوالى 500 مليار دولار في أبريل، بينما تجري مناقشة حزمة أخرى.


ويشجع ذلك المستثمرين على الرهان على أصول تحمل مجازفة في إطار سعيهم للحصول على عائدات لتصبح بذلك الأسهم المرشح الأبرز في المعادلة.


وإضافة إلى وول ستريت، يوصف أداء أسواق المال في أجزاء أخرى من العالم بالجيد. وارتفع مؤشرا نايكي الياباني و"داكس" الألماني بشكل كبير، وإن كان المزاج العام سوداويا.


وقال كريستوفر دمبيك من "ساكسو بنك": "يتم توجيه كل الأموال النقدية الفائضة بشكل منهجي إلى السوق الأميركية، بدلا من آسيا أو أوروبا".


وخفّت بعض الحماسة بحلول نهاية الأسبوع بعدما بدا أداء وول ستريت الجمعة فاترا.


لكن في وقت أظهرت دراسة أجراها الاحتياطي الفيدرالي أن أكثر من نصف الأمريكيين فقط يملكون أسهما، تظل مسألة إذا كانت الأجواء الاحتفالية في وول ستريت ستستمر حتى نوفمبر وإذا كانت ستدفع بنتيجة الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب، مسألة مجهولة.