أكد
عدد من الخبراء العراقيين على أهمية القمة الثلاثية" المصرية العراقية
الأردنية" لتنمية شعوب البلاد الثلاث وانشاء شراكة قوية اقتصاديا وسياسيا
وأمنياً، مشدديين على توحيد الرؤي في الملفات الأقليمية وخاصة ضد التدخل العراقي
والإيراني بالمنطقة.
وكان
الرئيس عبد الفتاح السيسي رحب ، بلقائه مع الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، ومصطفى
الكاظمي رئيس وزراء العراق، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وكتب
الرئيس السيسي: "سعدت باللقاء المُثمر الذي عُقد اليوم بالأردن الشقيق مع أخي
جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية وأخي السيد مصطفى
الكاظمي رئيس وزراء العراق، والذي يُعبر عن حجم الترابط بين بلادنا الشقيقة ويُلبى
طموحات شعوبنا فى تعزيز التعاون العربي المُشترك في كافة المجالات، وأتقدم بجزيل الشكر
لجلالة الملك عبد الله الثاني على حُسن الضيافة والاستقبال".
كما
تناول الزعماء الثلاثة أوجه تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري،
وذلك بهدف تأسيس مرحلة قادمة من التكامل الاستراتيجي بين الدول الثلاث، قائمة على الأهداف
التنموية المشتركة.
وقد
أكد الرئيس خلال القمة علي استعداد مصر لتقديم تجربتها وخبرتها في كافة المجالات
لاشقائها في الاردن والعراق وكذلك اقامة مشروعات تنموية مشتركة محددة يتم تنفيذها وفق
جدول زمني محكم يكون لها مردود مباشر وسريع علي عملية التنمية والحياة المعيشية للمواطنين،
وذلك بالاضافة الي تعزيز مسارات التعاون السياسي والأمني.
وأضاف
المتحدث الرسمي أن القمة تطرقت إلى أبرز القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك،
حيث أكد السيد الرئيس أهمية تضافر الجهود لمواجهة التحديات التي تهدد الاستقرار والامن في المنطقة.
كما
تناولت القمة تطورات القضية الفلسطينية، حيث أكد القادة الثلاث دعم الشعب الفلسطيني
للحصول على كامل حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
كما
تناولت القمة مستجدات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، حيث أكد القادة الثلاث تكثيف
التنسيق المتبادل خلال الفترة المقبلة في هذا الاطار للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة
في إطار الحفاظ على وحدة واستقلال الدول العربية وسلامتها الإقليمية، بما يسهم في إنهاء
المعاناة الإنسانية الهائلة التي مرت بها هذه الشعوب خلال السنوات الماضية.
التصدي للخطر التركي
قال
الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية، إن القمة الثلاثية المصرية العراقية
الإردنية في عمان، جاءت لاستكمال الدور المصري الإردني في بغداد.
وأضاف
في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" إن مصر تولي دعما كبيرا لاستعادة العراق
في الصف العربي وذلك منذ 2014 بعد إعلان الرئيس السيسي أن حرب بغداد على داعش هي حربنا
جميعا، مشيرا إلى أن هناك ترحيبا كبيرا على المستوى الشعبي في الدول الثلاث بعودة العلاقات
على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
وعن
عودة العلاقات السياسية لفت العزاوي إلى أن هناك جهودا كبيرة لمساعدة العراق في التصدي
للخطر التركي والبعد عن المحور الإيراني عبر سلسلة طويلة من الاجراءات على رأسها الطاقة
الكهربائية والاستفادة من الغاز الطبيعي، مشيرا إلى أن مصر ساعدت العراق في بناء 4
محطات لتوليد الطاقة الكهربائية.
وتابع
العزاوي، أن هناك جهودا لبناء أنبوب لتمرير الغاز إلى الأردن مرورا إلى خليج العقبة
بحيث تستفيد مصر أيضا، مشيرا إلى أن العراق تبيع
لمصر ما يعادل 12 مليون برميل بترول بتسهيلات في السداد.
وكشف
أستاذ العلاقات الدولية العراقي، أن الدول الثلاث تسعى إلى إنشاء شركة مصرية أردنية
عراقية لاستخراج وتصدير النفط الخام، مؤكدا أن بغداد تعول كذلك على مصر في تدريب قوات
الأمن العراقية في أكاديمية الشرطة.
وشدد
العزاوي على أن هناك نية عراقية لجذب 130 ألف عامل مصري ومنتظر زيادتهم إلى 500 ألف
عامل لإعادة إعمار العراق، مشيرا إلى أن العراق يعتمد على مصر والإردن في دعم استقرار
الأمن في العراق، وكذلك دعم الديمقراطية عبر إجراء انتخابات مبكرة في العام المقبل.
التواجد العربي في العراق
قالت
إسراء خليفة الكاتبة والمحللة السياسية العراقية، إن القمة المصرية العراقية الأردنية
في عمان عبارة عن استراتيجية هامة لتحقيق التواجد العربي في العراق.
وأضافت
خليفة، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن الثلاث دول تمثل أقطابًا
عربية هامة لمواجهة التحديات الإقليمية، مشيرة إلى أن الدول الثلاث لها خبرة في محاربة
الإرهاب ومكافحة كورونا.
وتابعت
خليفة، أن القمة ستساعد الثلاث دول في مناقشة القضايا الإقليمية والأطماع التركية والإيرانية
والوضع المتردي في الدول العربية بعد جائحة فيروس كورونا، مشيرة إلى أن مصر والعراق
من أهم الدول المحورية في المنطقة، وذلك لما لديهما من ثروات طبيعية وبشرية، ما يجعلهم
قادرين على النهضة الاقتصادية.
وأكدت
خليفة أن نجاح القمة المصرية العراقية الأردنية سيجعل عددًا من الدول العربية تتمنى
الانضمام إلى ذلك التعاون، مشددة على ضرورة تنفيذ القرارات الصادرة عن القمة ومتابعتها
بشكل دوري.
وكشفت
الكاتبة والمحللة السياسية العراقية عن امتلاك مصر والعراق والأردن شركة "الجسر
العربي" والتي حققت نجاحًا إقليميًا كبيرًا، مشيرة إلى أن وجود تلك الشركات يجعل
الترابط العربي أقوى.
وأكدت
خليفة على ضرورة تنفيذ الربط الكهربائي والربط السككي والمطارات المشتركة، وكذلك فتح
السياحة بين الدول الثلاث، مشيرة إلى أنه عند تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية سيعود بالنفع
أيضا على الدول الثلاث.
وشددت
خليفة على اتفاق الدول الثلاث حول القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الملفات الفلسطينية
والسورية والليبيى، مُتمنية أن يكون التوجه العربي نحو العراق من قبل مصر.