لا يزال المؤمن قويًا حتى يجد الأمل ويسعى نحوه، وفي الأونة الأخيرة بعد أن تفشت جائحة كورونا العالم بأكمله وباتت تحصد الأرواح، لم يكن أمام الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف مفر من خلق هذا الأمل من جديد بداخل نفوس الشعب المصري، خاصة وأن وزارة الأوقاف تحمل على عاتقها مهمة مواجهة جماعات الإحباط؛ تحقيقًا لعمارة الدنيا بالدِّين، وليس تخريبها باسم الدين.
وجاء القرار الأبرز للدكتور محمد مختار جمعة كأولى البشريات مع بداية العام الهجري الجديد، بعودة صلاة الجمعة إلى المساجد بعد توقف دام 5 أشهر، ليوضح مدى استعداد ذلك الرجل لمواجهة كل حملات الإحباط والتنفير التي تنبأت بسقوط العديد من الإصابات رغم أنف الوزارة، ولكنه استطاع بالتدبير والحكمة تجاوز الأزمة بالهمة.
هكذا بدأ الكاتب إبراهيم نصر مقاله المُنتظر بعنوان "١٤٤٢ عام الأمل" في بوابة "الهلال اليوم" كم يلي:
أكد نصر أن وزارة الأوقاف قد أطلقت مبادرة "الأمل حياة" لمواجهة جماعات الإحباط، بنظرة متفائلة للكون، وذلك مع بداية العام الهجري الجديد "١٤٤٢"، مؤكدًأ حرص الدكتور محمد مختار جمعة على بث روح الأمل، ومواجهة جماعات الإحباط، بنظرة متفائلة ومفعمة بروح الحياة، وانطلاقًا من أن رسالة الأديان الحقيقية هي عمارة الدنيا بالدِّين، وليس تخريبها باسم الدين.
وأوضح نصر أن إطلاق هذه المبادرة، كان الهدف من ورائها هو بث الأمل الحقيقي المبني على العمل لا الكسل وعلى التوكل لا التواكل، فإننا نؤكد أن الفهم الصحيح للدين قائم على التبشير لا التنفير، والتيسير لا التعسير، وعلى الأمل والرجاء وعدم القنوط من رحمة الله، فنفس المؤمن لا تجزع، لأن أمله في الله كبير، وثقته فيه غير محدودة، وإيمانه به وبقضائه وقدره ورضاه بهما خير باعث له على الطمأنينة والرضا.
واستمر نصر، قائلاً: "وجاءت أولى البشريات مع بداية العام الهجري الجديد، بعودة صلاة الجمعة إلى المساجد بعد توقف دام بضعة شهور فى إطار الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الدولة للوقاية من تفشى وباء "كورونا" الذى مازال يجتاح العالم ويحصد أروح الآلاف يوميا، وإن كان نصيبنا فى مصر من هذه الوفيات تراجع إلى العشرات كل يوم، إلا أننا مازلنا فى دائرة الخطر وقد مسنا جميعا الضر، فلا يكاد يخلو بيت أو عائلة من حالة إصابة أو وفاة إن لم يكن أكثر، حتى صار شبح الموت يطاردنا ويحصد أرواح أناس أعزاء علينا، ولا نملك إلا التسليم والرضا بقضاء الله وقدره".
واستطرد نصر، قائلا: "ومع عودة صلاة الجمعة نرجو من السادة المصلين الالتزام بالضوابط التي تفرضها وزارة الأوقاف، لئلا تضطر للغلق مرة أخرى إذا عادت أعداد الإصابة بالفيروس اللعين للتزايد، والأمر بالتزام المصلى ارتداء ماسك الوجه وإحضار مصلاه الخاص والخروج من بيته متوضئا مع الالتزم بترك مسافة بين كل مصل وآخر، كل ذلك إن كان ثقيلا على النفس، فإن فيه الحفاظ على أنفسنا التى هى من الكليات الست التى أوجب الشرع الحفاظ عليها، وهى: حفظ الدين والنفس والعقل والمال والعرض، وحفظ الوطن الذى بدونه تزهق الأنفس وتذهب العقول، وتستباح الأعراض ويضيع الدين والمال، ولا يبقى للإنسان شئ سوى الضياع والشات والمذلة، ونشكر فى هذا المقام فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة على شجاعته المعهودة التى مكنته من إضافة كلية الحفاظ على الوطن إلى الكليات الخمس، مؤكدا أن الحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان".
وتابع نصر: "نسأل الله العلي القدير أن يجعل عودة صلاة الجمعة فاتحة خير وباب أمل فى أن القادم أفضل، وأن يعجل الله تعالى برفع البلاء عن البلاد والعباد، فى مصرنا الحبيبة، وسائر بلاد العالمين، وألا يكتب علينا ولا على أحد من خلقه غلق بيوت الله فى الأرض مرة أخرى فى وجوه المصلين".
واختتم قائلا: "ولا يفوتنى أن أتوجه بالشكر لأئمة المساجد الذين التزموا فى خطبة الجمعة الماضية بالموضوع الذى حددته وزارة الأوقاف بعنوان: "الأمل حياة" نصا أو مضمونًا، وعدم زيادة زمن الخطبتين الأولى والثانية عن عشر دقائق، مراعاة للظروف الراهنة، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة".