رسمت "سيدة القطار" الدور الحقيقي الذي تمثله المرأة في المجتمع عكس ما تروج له بعض الأعمال الفنية من أنها رأس الأفعي فهي الزوجة الخائنة والمدمنة والقاتلة والمحرضة، أما في الشارع والعمل فأنها هي المرأة التي تستفز الرجل فيجعله يتحرش بها.

 

وأكد خبراء علم النفس والاجتماع بضرورة وضع المرأة في مكانها الحقيقي، والتوقف عن نشر صورة المرأة السيئة في الأعمال الفنية ووسائل الاعلام، موضحين أن التنشئة السليمة تبدأ من المنزل والمدرسة للاطفال الصغيرة حتى نخرج شخص سوي لديه الشهامة والأصلة للدفاع عن المجتمع الذي يعيش فيه.

 

وكشفت السيدة المصرية صفية أبو العزم، صاحبة مقطع الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي المعروف بـ«سيدة القطار» عند حديثها خلال ببرنامج «مساء dmc» المذاع عبر فضائية «dmc»، عن المجند التي أصرت على دفع ثمن تذكرة القطار له بعد مشادة بينه وبين الكمساري بسبب عدم قطع تذكرة، أن رئاسة الجمهورية أرسلت لها هدية عبارة عن هاتف محمول «آي فون 11»، كما أرسل لها مجندين خاتم ذهب، وأهداها أحد رجال الأعمال رحلة عمرة فور فتح رحلات العمرة.

 

ووجهت «صفية» رسالة للمجند خلال البرنامج قائلة: «فداك نفسي وكل الدنيا، ولا تسوى حد يكلمك بهذا الأسلوب، هذا اللبس الذي يرتديه المجند له احترامه وقدسيته، وهذا المجند راجل وشهم وجدع، ولو ملايين الدنيا كلها مش تكفيهم، ربنا يكفيهم شر طريقهم».

 

غياب الشهامة:

 

فمن جانبه قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، إن المجتمع المصري أصبح يعاني الآن من غياب القيم والشهامة، لانتشار الأفلام التي عملت على نشر السلوكيات الخاطئة، مطالبا بإعادة النظر في الأفلام التي تتبناها بعد شركات الإنتاج وتعمل على هدم معاير الشهامة والإخلاق.

 

وأضاف فرويز، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن "سيدة القطار" عملت على رسم دور المرأة الحقيقي في المجتمع، والتي ما زالت تعاني من بعض أعمال العنف والابتزاز في محيط الأسرة أو العمل، مؤكدا أن ثقافة احترام المرأة أصبحت منعدمة في المجتمع.

 

وشدد على أنه يجب نشر الصورة الحقيقية لدور المرأة في المجتمع من خلال وسائل الإعلام والأفلام والدراما، وبجانب التوقف عن نشر صورة للمرأة بأنها هي المحرضة والقاتلة والخائنة والمدمنة، مؤكدًا أن خلال السنوات الماضية انتشر في الدراما هذا الأشكال من المرأة.

 

تضحيات المرأة:

 

وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن موقف "سيدة القطار" يوضح دور المرأة الحقيقي في المجتمع، لافتة إلى المرأة المصرية هي التي فقدت زوج أو ابن خلال حماية الوطن، ومازالت تضحي من أجل الوطن، وهي الزوجة التي تنتظر زوجها بالشهور حتى يعود إليها سالما.

 

وأضافت "خضر" في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن الإعلام له دور في تعزيز ثقافة القيم والشهامة والأصالة، مشيرة إلى أن اليوم أصبح الرجل يشاهد الفتاة يتحرش بها مجموعة من الشباب ولا يتحرك، وهذا يعود إلى غياب دور الإعلام في تعزيز ثقافة القيم وحماية المجتمع من التصرفات الدخيلة علينا.

 

وأكدت أستاذ علم الاجتماع أن قيم الشهامة والمروءة تراجعت بسبب العديد من الأسباب منها المعالجة الإعلامية التي تصور أن مقابل الشهامة هو فقدان الحياة أو التعرض للضرر، وليس الشكر أو التقدير، مشددة على دور الفن والدراما في زرع قيمة الشهامة، وكذلك الأسرة لها دور في بناء الأجيال.

 

خلل في القيم:

 

قال الدكتور عبد الحميد زيد، أستاذ علم الاجتماع، إن موقف مشرفي قطار المنصورة مع الجندي، أوضح مدى الخلل في المجتمع وعدم إدراكهم لطبيعة عمله، وذلك يرجع إلى عدم وجود رسالة واضحة من الإعلام تجاه المجتمع بشأن الدور الذي يلعبه المجند في الحفاظ على وطنه وأرضه.

وأضاف زيد، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن الفيديو أوضح مدى انضباط النفس لدى الجندي تجاه مشرف القطار، حيث رسم دور الشاب المصري المهذب، كما رسمت السيدة التي قامت بدفع تذكرة القطار للمجند بدور المرأة الحقيقي تجاه المجتمع بوجه عام وتجاه القوات المسلحة، فسنجد المرأة التي تضحي بزوجها وأبيها وابنها من أجل الحفاظ على الوطن وحمايته.