توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن إلى ولاية مينيسوتا
ذات الثقل الانتخابي، حيث رفعا حدة انتقاداتهما المتبادلة، قبيل أول مناظرة
بينهما.
وعلى الرغم من أن حملة ترامب الانتخابية كانت أكثر نشاطا من تلك التي قام
بها بايدن، إلا أن الأخير يكثف حاليا وتيرة وحجم تجمعاته الانتخابية بعدما
أجبر على التخلي عن تنظيمها في أسوأ الشهور التي شهدها وباء كورونا.
وندد جو بايدن -نائب الرئيس السابق- بطريقة تعاطي ترامب مع أزمة كورونا،
وتساءل "كم من الأشخاص توفوا في أنحاء آيرون رينج، كم من كرسي فارغ حول
موائد العشاء هذه، بسبب إهماله -يقصد ترامب- وأنانيته؟".
وقبل يوم دعا بايدن الرئيس ترامب إلى الاستقالة على خلفية طريقة تعامله مع
جائحة كورونا التي أودت بحياة نحو 200 ألف شخص في الولايات المتحدة، وشكلت
ضربة لأكبر اقتصاد في العالم.
واستخدم بايدن أسلوبا جديدا في مهاجمة خصمه ترامب، إذ سلط الضوء على أصوله
هو المتواضعه مقارنة بإصول ترامب الذي ورث ثروة ضخمة من أبيه.
وعلى الرغم من أن الاستطلاعات تظهر تقدم بايدن نسبيا حاليا، إلا أن ترامب
يبدو مقتنعا بأن بإمكانه إحداث تحول في النتيحة هذه المرة، وأظهر آخر
استطلاع أجرته شركة "مورنينج كونسالت" أن بايدن الديمقراطي يحظي بنسبة
تأييد بلغت 48% مقابل 44 % لخصمه الجمهوري.
ويرجح بأن يروج ترامب لرسالتيه المتمثلتين بحماية وظائف أصحاب الياقات
الزرقاء، والحملة الأمنية، بعد صيف شهد مظاهرات واسعة اتسمت بالعنف أحيانا
في أنحاء البلاد، احتجاجا على العنصرية وعنف الشرطة ضد السود.
ولعب ترامب -الذي تعرض لانتقادات عديدة من قبل الناخبين جراء طريقة تعاطيه
مع أزمة كوفيد-19- لعب ويلعب على وتر المخاوف من "العنف اليساري" في مسعى
لتحويل تركيز حملته في الأسابيع الأخيرة.
وتعد هذه مسألة حساسة في مينيسوتا حيث بدأت موجة اضطرابات في مايو إثر وفاة
الأمريكي المتحدر من أصل إفريقي جورج فلويد أثناء توقيفه على يد شرطي أبيض
في مينيابوليس، جثا بركبته بقوة على رقبته، حتى الاختناق.
وتتزامن زيارات المرشحين الرئاسيين الجمهوري والديمقراطي مع بدء التصويت
المبكر في مينيسوتا، إما شخصيا أو عبر البريد. وأشار استطلاع مشترك لـ"إيه
بي سي" و"واشنطن بوست" أن نحو 40% من السكان ينوون التصويت قبل 3 نوفمبر.
ومن المقرر أن تعقد أول مناظرة بين المرشحين الخصمين في 29 سبتمبر، في
مناسبة ينظر إليها بشكل واسع على أنها قادرة على إدخال عنصر تشويق إلى سباق
انتخابي شهد حتى الآن سيطرة بايدن على المركز الأول في الاستطلاعات.