رأي
خبراء الاقتصاد أن وفاة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لن يؤثر
على الاقتصاد الكويتي خلال الفترة المقبلة، وذلك يرجع إلى أن السياسة الكويتية
ثابتة ولا تتغير بتغير الحكام، مؤكدين أن الاقتصاد
الكويتي يدار بشكل منهج ومدروس وبإستراتيجية واضحة.
وأكدوا
في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن هناك
تحديات طويلة المدى باعتماد الاقتصاد بشكل كبير على النفط وعلى نجاح تنفيذ خطط التنمية
في ظل رؤية كويت جديدة 2035.
ونال الاقتصاد الكويتي خلال السنوات
الأخيرة إشادة العديد من المؤسسات الدولية، ومنها صندوق النقد الدولي الذي أكد أن الاقتصاد
الكويتي غير النفطي شهد تطورا قويا على صعيد كل من الإنفاق الحكومي والخاص، لاسيما
الأخير الذي لقى دعما قويا من الائتمان المصرفي.
وأوضح أن الكويت شرعت في إجراء إصلاحات
مالية وهيكلية لتعزيز نمو القطاع الخاص وتوظيف الكويتيين فيه.
يدار بشكل منهج
ومن جانبه قال الدكتور خالد الشافعي،
رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن الاقتصاد الكويتي يدار بشكل منهج ومدروس
وبإستراتيجية واضحة ، مشيرا إلى أن وفاة المغفور له بإذن الله أمير الكويت سوف لن تؤثر
على الاقتصاد.
وأضاف الشافعي في تصريحات خاصة لـ
"الهلال اليوم"، أن هناك تحديات جمة تواجه الاقتصاد الكويتي، رغم أن مؤسسات
مالية عالمية من بينها صندوق النقد أكدت في تقارير تماسك اقتصاد الكويت مدعوما بأصول
ضخمة ومصارف قوية إلا أن الواقع الاقتصادي الذي تبرهن عليه أرقام رسمية يشير إلي
تحديات كبيرة تواجه الاقتصاد الكويتي وسط مخاوف من تفاقم الخسائر الاقتصادية تعمقها
تداعيات وباء كورونا، وأزمة النفط العالمية، هذا إلى جانب توقعات بعض خبراء الاقتصاد
الكويتي بتأثيرات سلبية لخطة "التكويت" على الاقتصاد الكويتي.
وأشار إلى أن الاقتصاد الكويتي يعاني
من عجز محتمل للموازنة العامة للكويت للسنة المالية 2020 /2021، يقدر بنحو 19.3 مليار
دينار، وذلك في ضوء انخفاض أسعار النفط العالمية، متوقعا أن الاحتياط الكبير من البترول،
وعودة الحياة إلى طبيعتها فى العالم ستكون فاتحة خير على الاقتصاد الكويتي الذي سيعود
بشكل أفضل.
وأوضح أن المخاطر الخارجية الرئيسية
للاقتصاد الكويتي تتمثل في الاضطرابات الاقتصادية العالمية، والتقلب المستمر في أسعار
النفط حول قاعدة متدنية كثيرا، بالإضافة إلى استمرار التأخير في إصلاح الموازنة والذي
يمكن أن يؤدي إلى نتائج مالية كلية غير مؤاتية، وتوسيع اختلالات المالية العامة والمراكز
الخارجية وتأكل الاحتياطيات في المالية العامة.
وأشار إلى أن هناك تحديات طويلة المدى
باعتماد الاقتصاد بشكل كبير على النفط وعلى نجاح تنفيذ خطط التنمية في ظل رؤية كويت
جديدة 2035 ، ورغم الاحتياطيات النفطية الكبيرة لدى الكويت، فإن التحوُّل العالمي
نحو استخدام الطاقة النظيفة يشكل خطرا على استدامة الاقتصاد والمالية العامة للدولة
على المدى الطويل.
وأكد أن تعزيز احتياطيات الكويت المالية
الضخمة استدامتها الاقتصادية، لكن إصلاح الموازنة والإصلاحات الهيكلية تعتبر من العوامل
الأساسية لتقليل مخاطر انخفاض أسعار النفط وحالة عدم اليقين التي تحيط بالإنتاج.
وطالب بضرورة اتخاذ تدابير لزيادة
الإيرادات غير النفطية وكذلك تعزيز رأس المال البشري والحوكمة الاقتصادية لتنشيط التنمية
بقيادة القطاع الخاص وخلق فرص العمل.
اقتصاد قوي وثابت
وفي نفس
السياق قال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري الاقتصادي، إن اقتصاد الكويت
قوي وثابت ولن يتأثر بوفاة المغفور له أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وأضاف
عبده في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن هناك عده أسباب تجعل الاقتصاد
الكويتي لا يتأثر بوفاة الملك ، أولها وهو أن الحاكم الجديد جاء من الأسرة
الحاكمة، وكذلك أن الأمير ظل خلال الشهور الماضية في صراع مع المرض، الأمر الذي
جعل الحكومة في الكويت تضبط شئون البلاد من الناحية الاقتصادية والأمنية.
وأشار
إلى أن الأمير الجديد الشيخ نواف الأحمد حلف اليمين قبل وصول جثمان الأمير الراحل
الشيخ صباح الأحمد، فما يميز الأسرة الحاكمة هي أنها مستقرة ولا يوجد أي صراعات أو
خلافات الكل يسير في نطاق واحد، مما يجعل هناك ثقة لدى المستثمرين في الاستثمار
وثبات البورصة الكويتية وكذلك عملتها أمام العملات الأخرى، موضحا أن الاقتصاد
يتأثر عندما يحدث تغير في السياسات الاقتصادية.
وأوضح أن
الاقتصاد الكويتي كان من الممكن أن يتأثر إذا لم يتم تعين حتى الآن حاكم للبلاد،
فكان من الممكن أن تذبذب مؤشرات البورصة الكويتية لحين تعين أمير جديد، ولكن ما
حدث عكس ذلك.