الخميس 28 نوفمبر 2024

فن

مسألة حياة.. قصة قصيرة يكتبها عماد أبو زيد

  • 30-9-2020 | 18:57

طباعة

لاحـظ الطبيب النوبتجي عـنـد تفـقده غرفة الإفاقة أن أسطوانة الأكسجيـن التي يستمـد ربيع أنفاسهُ منها، لا تعمل بالكفاءة المطلوبة؛ فطلب إلى الممرضة المسئولة تغييرها فورًا؛ فطلبتْ ذلك إلى مجدي العامل. 

حَثَ خُـطاهُ عابرًا مستطيلات الضوء الأصفر التي تطرحها أبواب غرف المرضى المفتوحة تباعًا على بلاطات ردهة الجناح رقم (5) بالطابق الخامس. يلتفتْ عن يمينه ويساره، باحثًا عن عبد العليم الذي بدا مُخْتفيًا. 


عبد العليم يعمل في نظافة الغُـرف، وفي حوزته أيضـًا أسطوانات الأكسجين، يحتفظ بها بعيدًا في حجرة مهملة عند دورة المياه.


يعثر مجدي على عبد العليم أخيرًا، يتجاذبان أطراف الحديث معـًا، وهما يسيران جنبـًا إلى جنب. يقصد عبد العليم "الترابيزة" الرابضة - بعد دورة المياه – في آخر الردهة، يجذب سلسلة مُكتظة بالمفاتيح من جيبهِ. تمضي دقائق عدة حتى يميز مفتاح درج الترابيزة، يـُخرج دفتر الإيصالات، يوقع مجدي إيصالاً لهُ باستلام الأسطوانة، يتبادلان النكات، يتضاحكان.


يحمل مجدي الأسطوانة، يمضي بها إلى الـبُـكاءِ الذي يُحاصر سرير ربيع.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة