أعرب الدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، عن سعادته للمشاركة في فعالية مبادرة "اتلكم مصري"، كما نقل إلى الحضور تحيات الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة.
وقال عزمي إن الهجرة تمثل بُعدا حضاريا في كل زمان، وإنه على الجانب الآخر تعرض المهاجرين لاختلال ركن من أركان هويتهم، وهو أن تتبدل ألسنتهم الأصلية باللغات الأخرى، والجميع يعلم أن المصري المقيم في الخارج له دور بارز في المجتمعات التي يعملون فيها وبينهم قامات يشار إليهم بالبنان.
وتابع أن الدولة المصرية عملت من خلال وزارة الهجرة بالاهتمام بالمصريين بالخارج، مشيرًا إلى أن أبناء الجيل الأول هو من حافظ على الكثير من هويتهم، وبمرور الوقت وظهور الجيلين الثاني والثالث بدأت ظهور المشكلة بسبب الابتعاد عن اللغة العربية في التواصل مع المجتمعات التي يعيشون بها، لافتا إلى أنه من ضمن الأسباب أيضًا هو التقليل من شأن متحدث هذه اللغة فأدى إلى إهمالها، وللأسف أن اللغة العربية لا تحظى بالاهتمام بالغرب.
وأوضح عزمي أن تعزيز الهوية الثقافية لا تتعارض مع الانفتاح على الآخر، ونحن الآن محتاج إلى العمل الجاد لترسيخ الانتماء بداخل النشء في الخارج، وتعريف أن الهوية المصرية تلعب اللغة فيها دورا فاعلا في تراثها وتعزيز روح الولاء والانتماء.
وذكر أن التراث الثقافي هو الذاكرة الحية لكل من الفرد والمجتمع وهي لا تنتج بدون اللغة، فإن اللغة العربية هي الوعاء الحاوي للهوية الثقافية ويجب الحفاظ عليها وتعلمها هو الوسيلة الوحيدة لربط المصريين بالخارج بهويتهم المصرية حتى يلموا بحقيقة الأمورعن وطنه، كما يستطيع الطفل عن طريق اللغة وهو أن يرتبط بوطنه وتجعله قادر على قراءة الأدب في وطنه وسيظل الطفل المغترب حتى يتعلم لغة وطنه هش الهوية إلى أن يتعلم اللغة العربية.
وأشاد عزمي بالمبادرة الواعدة وقال إنها تأتي دعما للجهود لربط الأطفال بالخارج لتعزيز انتمائهم وهويتهم، موجها الشكر للسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة على كل جهودها في هذا الملف.
وجدير بالذكر أن مبادرة " اتكلم مصري" تستهدف ترسيخ مفهوم الهوية المصرية في أبناء مصر بالخارج من خلال تعليم اللغة العربية بشكلها المصري البسيط، للأجيال الناشئة من المصريين بالخارج، ويتم العمل خلالها على تقديم محتوى بسيط يتناسب مع هذه الفئة العمرية، في شكله ومضمونه بالاعتماد على نشر الكلمات العربية الشائعة، وتعليم أحرف اللغة العربية كذلك عمليات الدمج بين هذه الأحرف كي نصل لمرحلة تكوين الكلمة، من خلال أنشطة تفاعلية للأطفال ويشارك فيها أعضاء الأسرة، إضافة إلى خلق قصص وأغان وفيديوهات تتضمن هذا المحتوى.