الأربعاء 29 مايو 2024

«الصفقة الروسية» تنعش خدمات السكة الحديد.. والحكومة تتغلب على تحديات كورونا في استيراد العربات الجديدة.. وتكلفة الصفقة تتجاوز مليار يورو

تحقيقات3-10-2020 | 12:07

تسارع الحكومة المصرية لتحقيق أكبر عملية تطوير في خطوط السكك الحديدية، وإنجاز أكبر مهام في تاريخها الحديث رغم التحديات الكبرى التي تواجهها، وتعد صفقة العربات والجرارات الروسية من أكبر وأسرع الصفقات الحديثة التي صممت لصالح مصر ضمن خطتها العاجلة لتطوير السكة الحديد والتي تتكلف ما يزيد عن مليار يورو، بحسب موقع "نوفستي" الروسي.

 

وبحسب وزارة النقل المصرية، فإن هيئة السكك الحديدية تستعد لاستقبال دفعة جديدة من العربات الروسية المتعاقد عليها خلال شهر أكتوبر الجاري، بعد أن استلمت القاهرة حتى الآن 103 عربات جديدة ذات تهوية ديناميكية (عادية) ضمن التعاقد مع شركة ترانسماش هولدينج الروسية لتصنيع وتوريد 1300 عربة مكيفة وعادية.

 

دفعات شهرية

وبحسب الاتفاق المبرم، تستقبل مصر، دفعات شهرية من الصفقة الأكبر في تاريخ الهيئة بواقع 35 عربة شهريا، وتقوم بإدخال الخدمة قطارات روسية جديدة شهريا بمتوسط 3 قطارات كل شهر.

 

وتشمل الصفقة، 1300 عربة تشمل 800 عربة مكيفة (500 درجة ثالثة مكيفة وهي خدمة جديدة يتم تقديمها للركاب لأول مرة في تاريخ سكك حديد مصر و180 درجة ثانية مكيفة و90 عربة درجة أولى مكيفة و30 عربة بوفيه مكيفة) و500 عربة درجة ثالثة ذات تهوية ديناميكية، وتبلغ قيمتها 1.0165 مليار يورو.

 

وقالت وزارة النقل، إن فترة الاختبار على خطوط السكة الحديد تستغرق فترة 45 يوما، وذلك بعدما اعتمدت الهيئة المواصفات الفنية للعربات الجديدة منذ أسابيع.

ترانس ماش هولدينج.. وتفاصيل الصفقة

وفي يونيو الماضي، أعلنت شركة "ترانس ماش هولدينج" الروسية المجرية، أنه لأول مرة في روسيا يتم تصنيع عربات سكك حديدية مقاس 1435 مم إلى دول خارجية، ومنها مصر.

 

وأشارت الشركة، وقتها- بحسب روسيا اليوم- إلى أن الصفقة تم توريد جزء منها بالفعل إلى مصر، حيث وصلت إلى ميناء الإسكندرية، وتعد الصفقة الأكبر في تاريخ السكك الحديدية بمصر.

 

وقام مصنع "تفير" الروسي لصناعة عربات القطارات بتصنيع الدفعة الأولى من عربات السكك الحديدية المتطورة التي وصلت القاهرة في نهاية شهر يونيو الماضي.

 

وتنص الاتفاقية على تصنيع وتوريد 1300 عربة ركاب من موديلات مختلفة من الفئات 1 و 2 و 3.، ويلعب مصنع "تفير" الدور الرئيسي في تنفيذ هذا العقد، وتم تصميم عربة القطار لتحمل 88 راكبا، بالإضافة إلى تطويرها وفقا للمواصفات الفنية للعميل، خصيصا للسكك الحديدية الوطنية المصرية، بحسب الشركة ذاتها.

مركز الصادرات الروسية

وفي سياق متصل، قال مركز الصادرات الروسية، في أو خر العام الماضي، تمويل وتأمين عقد أكبر صفقة في تاريخ سكك حديد مصر.

 

وسيتم تمويل الصفقة بقيمة 1 مليار يورو، وتصنع العربات مجموعة "ترانس ماش هولدينج" الصناعية الروسية الهنغارية، ووفقا للبيان، مشيرا إلى أن التمويل سيكون عن طريق بنك Roseximbank، وبنك التصدير والاستيراد الهنغاري (HEXIM)، حيث سيتم تقديم القروض في إطار التغطية التأمينية وسيتم إتمام عمليات تسليم العربات بحلول عام الجاري.

 

وبحسب المركز الروسي، فإن صفقة 1300 عربة تعد هي الأضخم في تاريخ السكك الحديد المصرية من حيث عدد العربات وتنوعها وقيمتها المالية، كما أنها المرة الأولى التي يتم فيها إنشاء خط إنتاج للتصنيع في مصر.

 

ولفت المركز إلى أن الاتفاق نص الاتفاق على قيام الشركة الروسية بإنشاء خط إنتاج في مصنع 200 الحربي للتصنيع المشترك للعربات مع الشركة الروسية، كما نص الاتفاق على ألا تقل نسبة المكون المحلي عن 40%.

 

كما تقوم الشركة بتجديد ورش كوم أبو راضي بتكلفة 30 مليون يورو من إجمالي تكلفة الصفقة.

 

وأوضح مركز الصادرات الروسية، أن مصر قسمت العربات الجديدة إلى 1000 عربة للدرجة الثانية المميزة، 201 درجة أولى وثانية مكيفة، بالإضافة إلى 91 عربة قوى.


استمرار الصفقة رغم تحديات كورونا

وفي شهر مايو، أكد المهندس أشرف رسلان رئيس هيئة السكة الحديد، أنه تم الحصول من السلطات الروسية على استثناء باستمرار تشغيل مصانع شركة ترانسماش هولدينج الروسية بالعمل في ظل ظروف كورونا التي يمر بها العالم وتسببها في توقف الإنتاج في روسيا، من أجل سرعة تصنيع صفقة العربات التي تصنعها الشركة الروسية لصالح مصر.

 

وأشار رئيس الهيئة، في تصريحات صحفية سابقة، أن الجانب المصري أكد لنظيره الروسي حاجة مصر إلى هذه الصفقة البالغة 1300 عربة عادية ومكيفة وعادية مكيفة، حيث طالب الجانب المصري بعدم تأجيل توريد دفعات العربات الجديدة إلى مصر نتيجة تداعيات كورونا، على أن يتم توريدها وفقا للبرنامج الزمنى المتفق عليه بين الطرفين.

 

وأوضح رسلان، أن عربات الركاب الجديدة تعمل على الخطوط الرئيسية بالوجهين البحري والقبلي لتحل محل عربات القطارات المميزة العاملة حاليا التي سيتم نقلها لتعمل على الخطوط الفرعية بين المحافظات، وذلك في إطار تحسين الخدمة على كافة خطوط السكة الحديد.