للمرة الأولى من أكثر من أربع سنوات اتجه منحنى
الدين الخارجي المصري إلى الانخفاض، وذلك نتيجة لما نجحت فيه الدولة المصرية من
تحسين لمؤشرات الاقتصاد بعد بدء برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي نجح في زيادة موارد
الدولة في مختلف القطاعات الاقتصادية والحفاظ على توازن السياستين المالية
والنقدية.
ووصلت معدلات الدين الخارجي إلى أفضل مستوى منذ
سنوات، تراجع إجمالي الدين الخارجي في الربع الأول من عام 2020 بنسبة 1.2%، مقارنة
بالربع السابق له، فكان إجمالي الدين الخارجي كان قد سجل ارتفاعاً بنسبة 9.9% خلال
الربع الأول من عام 2019، مقارنة بالربع السابق له، كما سجل 6.4% في الربع الأول
من عام 2018، مقارنة بالربع السابق له، و9.8% في الربع الأول من عام 2017، مقارنة
بالربع السابق له، و11.8% في الربع الأول من عام 2016، مقارنة بالربع السابق له.
وفي تقرير أصدره مجلس الوزراء اليوم، أوضح انخفاض
نسبة الدين قصير الأجل إلى إجمالي الدين الخارجي، والتي وصلت إلى 9.3% في الربع
الأول من عام 2020، مقارنة بـ 11.7% في الربع الأول من عام 2019، و13% في الربع
ذاته من عام 2018، و17.1% في الربع نفسه من عام 2017، و12.8% في نفس الربع من عام
2016.
كما أوضح التقرير، انخفاض نسبة الدين قصير الأجل إلى
صافي الاحتياطيات الدولية، والتي وصلت إلى 25.7% في الربع الأول من عام 2020،
مقارنة بـ 28.1% في الربع الأول من عام 2019، و27% في الربع ذاته من عام 2018،
و44.2% في الربع الأول من عام 2017، و41.3% في نفس الربع من عام 2016.
وتجدر الإشارة إلى أن المستويات المنخفضة من الدين
الخارجي قصير الأجل، تساهم في جعل الأوضاع المالية للاقتصاد مستقرة وغير عرضة
للتدهور، وذلك وفقاً لصندوق النقد الدولي.
أبرز الأسباب
وساهم في تحقيق هذا النجاح عددا من المؤشرات
الاقتصادية منها تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه بنسبة 10.7% ليصل إلى 15.8
جنيه في نهاية سبتمبر 2020، مقارنة بـ 17.7 جنيه في نهاية سبتمبر 2017.
هذا إلى جانب زيادة احتياطي النقد الأجنبي بنسبة
6.4% ليصل إلى 38.4 مليار دولار في أغسطس 2020 "بيان مبدئي" مقارنة بـ
36.1 مليار دولار في أغسطس 2017، علماً بأن الاحتياطي قد بلغ 45.5 مليار دولار في
فبراير 2020- قبل أزمة كورونا- بنسبة زيادة 71.7% مقارنة بنفس الشهر عام 2017
.
كما ساهم أيضاً زيادة إيرادات السياحة في تحسن أداء الدين
الخارجي، والتي ارتفعت بنسبة 76.9% لتصل إلى 2.3 مليار دولار خلال الربع الأول من
عام 2020 مقارنة بـ 1.3 مليار دولار خلال نفس الربع من عام 2017.
وكذلك ساهمت زيادة تحويلات المصريين العاملين
بالخارج في تحسن أداء الدين الخارجي، والتي ارتفعت بنسبة 36.2% لتصل إلى 7.9 مليار
دولار خلال الربع الأول من عام 2020، مقارنة بـ 5.8 مليار دولار خلال الربع ذاته
من عام 2017.
هذا بجانب زيادة الصادرات السلعية بنسبة 21.8% لتصل
إلى 6.7 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2020، مقارنة بـ 5.5 مليار دولار
خلال نفس الربع من عام 2017.
وأخيراً زيادة إيرادات قناة السويس بنسبة 16.7%،
لتصل إلى 1.4 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2020، مقارنة بـ 1.2 مليار
دولار خلال نفس الربع من عام 2017.
توقعات بشأن المستقبل
وحسبما رصد تقرير مجلس الوزراء، توقعت
"الإيكونومست" بأن أداء الدين الخارجي لمصر سيكون ضمن أفضل المعدلات
مقارنة بالأسواق الناشئة على مستوى العالم والأفضل في المنطقة عام 2020
".
من جانبه أشار "صندوق النقد الدولي" إلى
أنه على الرغم من وجود توقعات بارتفاع الدين الخارجي لمصر كنسبة من الناتج المحلي
الإجمالي عام 2020/2021، إلا أنه سيواصل الانخفاض التدريجي حتى يصل إلى 25.3% عام 2024/2025
.
كما أشادت وكالة "فيتش" بالتراكم المستمر
لاحتياطيات النقد الأجنبي بمصر، مؤكدة على أنه يعكس قدرتها على تغطية مدفوعاتها
قصيرة الأجل بالعملة الأجنبية.
وبدورها، أوضحت مؤسسة "موديز" أن وجود
قاعدة تمويل محلي عريضة بمصر واحتياطي قوي من النقد الأجنبي يتجاوز مدفوعات الديون
الخارجية على مدار العام المقبل، من شأنهما المساعدة على تجاوز فترات التدفقات
الخارجة لرؤوس الأموال نتيجة لأزمة كورونا.
وأخيراً أكد بنك "بي إن بي باريبا" أن
سيولة العملات الأجنبية داخل النظام المصرفي تحسنت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة
مما أدى إلى دعم الجنيه، وزيادة القدرة على سداد الديون الخارجية على المدى القصير.