أكد العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية وعضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب أن الجيش المصري همه الأول الحفاظ على معادلات الأمن القومي المصري والإقليمي والعربي وتأمين مقدرات الشعب والدولة على كل المستويات وكافة المحاور الاستراتيجية، وأن مهمته الرئيسية تحقيق معادلة أمن شامل للدولة المصرية كي تستطيع أن تحتل مكانتها المتقدمة بين الدول.
وقال الدكتور خالد عكاشة -في تصريح نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين لحرب أكتوبر المجيدة- إن وحدة الهدف الوطني بين القوات المسلحة والشعب هو ما جعل اليوم كل المصريين دون استثناء يشعرون بأن انتصار حرب أكتوبر هم صانعوه، مذكرا بأنه لم يكن هناك بيت واحد من بيوت مصر أو أسرة واحدة لم يكن لها ممثل داخل الجيش المصري الذي خاض نصر 1973.
ورأى أن الإخلاص الوطني للدولة المصرية والشعب طوال سنوات الإعداد لحرب أكتوبر يعد من أهم الدروس المستفادة وكذلك معادلة التلاحم الكامل بين القوات المسلحة وأبناء الشعب بكل طوائفه وبجميع شرائحه في تحقيق الغاية الوطنية.
وأضاف أن الدولة المصرية استطاعت أن تبني جيشًا على أحدث مستوى وعلى قدر عال من التجهيز والتدريب والتأهيل استعدادا لخوض حرب التحرير، موضحًا أن قرار تحرير الأراضي كان قرارا صادقا اتخذه المصريون منذ اللحظات الأولى في يونيو 1967 وكان قرارا وطنيا خالصا شارك في صناعته الشعب والقوات المسلحة وعملت من أجله مصر كلها لمدة ست سنوات لتخوض الحرب بأحدث منظومة خططية وبدرجة من الإخلاص الوطني رفيع المستوى الذي كان المفتاح الأول للنصر.
وتابع أن حجم الإرادة وكم التضحيات التي ظهرت خلال سنوات ما قبل الحرب ومنها الانتصار في حرب الاستنزاف وصولا إلى الفصول المضيئة من حرب أكتوبر كانت المفتاح الثاني للنصر الذي أبهر العالم أجمع، وإننا اليوم في حاجة إلى استعادة تلك الدروس المستفادة من حرب أكتوبر.
ونوه الدكتور خالد عكاشة بأن حرب أكتوبر والسنوات التي سبقتها هي التي رسخت تلك المكانة رفيعة المستوى للجيش المصري لدى الشعب، وبأن كل الشباب من خريجي الجامعات والمدارس ومن كل شرائح الفلاحين والبسطاء كانوا متواجدين في انصهار كامل داخل بوتقة الجيش المصري.
ولفت إلى العلاقة الاستثنائية التي تربط الشعب المصري بجيشه؛ تلك العلاقة التي لا توجد مثلها في أي دولة أخرى، قائلا :"إنه جيش ولد من رحم شعب يضع قواته المسلحة في أعلى مكانة من المحبة والتقدير والعرفان لكونها هي الدرع والسيف الذي يحقق الأمن القومي لأبناء الوطن ويحافظ عليه ويعزز مكانته في الإقليم وفِي العالم كله."
وحول مكانة الجيش المصري اليوم عالميا، شدد العميد خالد عكاشة على أن كل المعاهد والمراكز العسكرية تتابع عن كثب فصلا جديدا من فصول تطوير القوات المسلحة المصرية الذي بدأته الدولة منذ العام 2013، حيث شهد الجيش طفرة كبيرة جدا واستعاد مرحلة التطوير التي يستكمل بها ما قام بإنجازه في 73 مما مكنه اليوم من احتلال المكانة اللائقة به وسط أهم وأقوى عشر جيوش على مستوى العالم.
وأشار إلى أن الجيش المصري يشهد عمليات تطوير وتحديث تكنولوجي وتسليحي على أعلى مستوى من التقنيات والتجهيزات الموجودة في العالم، وأن أفرع القوات المسلحة مثل القوات البحرية والجوية تحتل مكانة متقدمة وتسبق كل نظرائها في الإقليم، موضحا أن هذا التطوير الذي تقوم به مصر يحقق مفهوم القوة الشاملة للدولة وهو من المفاهيم الحديثة؛ حيث تقاس القوة الشاملة للدول بالعديد من المعطيات والاعتبارات ولكن تظل القوة العسكرية من أهم محددات القوة الشاملة التي تقاس عليها إمكانيات الدول.
وتابع: "ولذلك وضعت مصر هذا الهدف الاستراتيجي نصب عينها من أول العام 2013، وعملت عليه بشكل جيد جدا، وطورت من نفسها ومن الهياكل الحديثة التي دخلت العلم العسكري لتضع الجيش المصري في درجة من الجاهزية للتعاطي مع كل وسائل التكنولوجيا واستخداماتها بالصورة التي تجعل هذا الجيش قويا ويعزز من مكانته الرفيعة مع الحفاظ على أخلاقياته وسمعته وعقيدته الرشيدة والرصينة القائمة على الدفاع والحماية وليس الاعتداء".