التحديات التي تواجهها مصر طوال تاريخها الحضاري لا تنتهي، وأهم تحديات مصر في العصر الحديث كانت حرب السادس من أكتوبر التي دمرت خلالها أسطورة "القوى التي لا تقهر" -الجيش الإسرائيلي"، الأزمة التي واجهها الشعب المصري بكل فئاته وليس الجنود فقط، خلقت دائرة متشابكة الأيادي تضم الشعب المصري كله وجعلته حصنا لجيشه الذي هو خليط من أبنائه من كل طبقاتها.
الجيش المصري من أقدم الجيوش النظامية، بدأ أول حروبه من أجل توحيد مصر على يد الملك مينا عام 3200 ق.م، وعلى مدى هذه القرون خاض العديد من الحروب والمعارك الكبرى بدءا من العصر الفرعوني ومروراً بالعصور البطلمية والرومانية والإسلامية وحتى العصر الحديث.
تلك الحرب التى غيرت الفكر العسكرى الحديث، وأصبحت عملية العبور مرجعا أساسيا لكل الجيوش العالمية الحديثة علمت ايضاً الشعب المصرى كيف يستمر فى الدفاع عن وطنه ليس من المحتل الخارجى فقط، ولكن مع تعدد الأزمات والتحديات الجديدة استطاع الشعب من خلال الالتفاف حول جيشه عدم السماح باحتلال وطنه ليس من الخارج فقط ولكن أيضا من الداخل.
وعندما قامت ثورة 30 يونيو التي شارك فيها ملايين المصريين بإزاحة جماعة الإخوان الإرهابية عن حكم مصر والمشهد السياسي برمته، بدًلا من أن تحترم الجماعة قرار الشعب المصري وتعود لصفوف المجتمع وتشارك فى البناء وتقف فى ظهر الوطن، اختارت طريق الدم والإرهاب الذي احترفت ممارسته منذ أربعينيات القرن الماضي، لمعاقبة المصريين على قرارهم وللانتقام من القوات المسلحة والشرطة على انحيازهما لرغبة الشعب وحماية قراره ولكن ذلك الشعب وقواته المسلحة التى حررت أرضه لن تستسلم لتلك الجماعة ولممارستها العنيفة بل أبعدها الشعب خارج المشهد للأبد.
وأدت ثورة 30 يونيو التي شارك فيها ملايين المصريين إلى إزاحة جماعة الإخوان عن حكم مصر والمشهد السياسي برمته، وبدًلا من أن تحترم الجماعة قرار الشعب المصرى وتعود لصفوف المجتمع، اختارت طريق الدم والإرهاب الذي احترفت ممارسته منذ أربعينيات القرن الماضي، لمعاقبة المصريين على قرارهم وللانتقام من القوات المسلحة والشرطة على انحيازهما لرغبة الشعب وحماية قراره.
وخلال الأسبوعين الذين أعقبا الإطاحة بحكم الإخوان، شهدنا 39 هجومًا إرهابيًا في شمال سيناء وحدها، إذ استهدفت المقرات والكمائن والارتكازات الأمنية بمدن العريش والشيخ زويد في هجمات يومية، ولم تستهدف تلك العمليات العسكريين فقط، وإنما طالت المدنيين أيضًا.
وتعد تصريحات القيادي الإخواني محمد البلتاجي في 8 يوليو 2013 بأن ما يحدث في سيناء سيتوقف في اللحظة التي سيتراجع فيها الجيش عما وصفه بـ"الانقلاب" وعودة مرسي إلى مهامه، اعترافًا ضمنيًا بمسئولية جماعته عن تلك العمليات الإرهابية فيما مضى من عمليات.
واستمرت الهجمات خلال عام 2013 فكيف ينسى الشعب استشهاد 25 من رجال الشرطة في 15 أغسطس، عندما هاجمت الجماعات الإرهابية حافلتهم وأجبروهم على الاستلقاء على الأرض وأطلقوا عليهم النار.
وشهد عام 2015 طفرة في عدد العمليات الإرهابية التي وصلت إلى 594 عملية، كان من أبرزها هجوم 1 يوليو والذي يعد ملحمة سطرها أبطال القوات المسلحة، إذ كان هو الهجوم الأكبر والأعنف على قوات الجيش منذ ظهور الإرهاب في سيناء وحتى الآن، وأفشلت الخطة الأمنية المحكمة ومهارة القوات المصرية خطط التنظيم للسيطرة على الشيخ زويد، وكبدته خسائر فادحة كانت نقطة تحول في مواجهة مصر مع الإرهاب ليعلموا أن لمصر شعب وجيش يحميها.
ويظل تحقيق الأمن والاستقرار المصري أمن واستقرار المنطقة بأكملها.