- تحويل المنتدي إلى منظمة سيساهم في ضبط الأسعار
- تدشين المنتدي سيساهم في تحقيق سياسة الدولة وأهدافها بمجال الطاقة
شهدت مصر خلال الأسابيع الماضية حدثا اقتصاديا
عالميا، وهو تحويل منتدي شرق المتوسط إلى منظمة بترولية عالمية.
ويري المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق
في حواره مع "الهلال اليوم"، أن المنظمة المولودة حديثة تؤكد حجم
مصر ودورها المتفرد في مجال الطاقة بما تمتلكه من مقومات، ولذا يجب أن يكون لديها
منتدي مثل غاز شرق المتوسط.
وإلى نص الحوار:
** متي بدأ التفكير في تدشين منتدي شرق
المتوسط ؟
منتدي شرق المتوسط مبادرة جميلة أطلقتها
مصر، في لقاء ثلاثي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي مع القيادة اليونانية والقبرصية؛
بغرض التنسيق بين البلدان الثلاثة لعمليات الاستكشاف علي المناطق الحدودية بينهم،
وتنسيق عملية الحراسة بين البلدان المشتركة بالإضافة إلى تقسيم الإنتاج واستخدام
البنية الأساسية
.
واكتملت المبادرة نظرًا لأهمية مصر، لما
تملكه من بنية أساسية تؤهلها لاستقبال الغاز المكتشف بين دول الجوار، للقيام
بعملية التسييل أو إعادة تصديره أو استخدامه داخل مصر، في محطات الكهرباء أو
المصانع أو البتروكيماويات. وبعدها بدأت الدول تنظر لهذه المبادرة نظر جدية، لتتوسع
وتشمل انضمام إسرائيل واليونان ولبنان، ثم انضمت إيطاليا مؤخرًا، كما انضمت فرنسا
وأمريكا والبنكين الدولي والأوربي كمراقبين.
** ماهي مراحل تطوير
المنتدي ؟
جاءت فكرة تطوير المبادرة بدلا
عم أن تبقى مبادرة تنسيقية وقراراتها لا يكون لها تأثير سياسي واقتصادي بدأ
التفكير تحويلها إلى منظمة لها كيان وثقل اقتصادي وسياسي علي غرار ما تم من قبل في
منظمة الأوبك والأوابك ومجلس دول التعاون الخليجي.
والدول تبدأ مبادرات ثم تعد تشكيلات رسمية لها
قوة ويشمل التأثير السياسي والاقتصادي، فعندما نتكلم عن منظمة أوبك نجد أن الدول
الأعضاء تمثل 40% من حجم الإنتاج العالمي، وعندما يحدث تذبذب الأسعار تجتمع فورًا،
ورغم أن أمريكا وروسيا غير أعضاء بها، يحضرون هذا الاجتماع، ويتم وضع مجموعة من الإجراءات
التصحيحية التي يلتزم بها حتى الدول غير الأعضاء لأن المنظمة تعمل وفقًا لدراسة وتحليل
ثم تصدر قرارا ملزما لجميع أعضائها، وأدبيا تلتزم الدول غير الأعضاء بسقف الإنتاج
والأسعار بما لا يؤثر علي المنتجين أو المستهلكين، ولك أن تتخيل هذا الاجتماع في
منتدي غاز شرق المتوسط.
** ما الفائدة التي تعود على
مصر من المنتدي ؟
مما لا شك فيه سيكون له مردود إيجابي، حيث
ستكون القرارات تنسيقية ومصر سيكون لها دور رئيسي في هذا الأمر لأنها الوحيدة في
المنطقة التي تمتلك بنية أساسية مؤهلة لاستيعاب أية كميات غاز تنتج في الدول
المجاورة، من خلال شبكة الأنابيب الموجودة في البحر المتوسط، ونقلها عبر هذه
الشبكة إلى محطات الإسالة، الأمر الذي يعكس الجهد الكبير الذي تبذله مصر في مجال
البحث والاستكشاف خاصة في المياه الإقليمية الاقتصادية، سواء كانت في البحر
المتوسط أو في البحر الأحمر مؤخرًا بعد ترسيم الحدود.
ويعد المنتدى عنصر هام في تحقيق سياسة
الدولة وأهدافها الذي تنفذه وزارة البترول تحت قيادة المهندس طارق الملا، بخصوص
تعظيم المنتج البترولي المحلي والاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز أو المنتجات
البترولية السائلة الأخرى.
** هل هناك مناقصات جديدة
طرحت عقب إنشاء المنتدي؟
بالطبع.. طرحت مناقصات وهناك أخرى متوقعة بنهاية
العام، وستدخل خرائط الإنتاج بين 2021 و2022، الأمر الذي سوف يمكن مصر من تحقيق الاكتفاء
الذاتي من الغاز في عام 2023.
** ما النتائج المتوقعة لتحقيق الاكتفاء
الذاتي لمصر من الغاز؟
الاكتفاء الذاتي يمثل دفعة قوية للاقتصاد
المصري ويعمل علي تقليل فاتورة الاستيراد ويعيد توجيه هذه المبالغ في أماكن أخرى لتحسين
الحالة المعيشية، تعود علي المواطن بالخير مثل منظومة الصحة والتعليم ومنظومات
كانت متأثرة خلال الـ45 سنة السابقة، لم يتم الاهتمام بها الدولة ستوليها عناية
كبير مثل تطوير المناطق الخطرة والعشوائية وتوفير حياة كريمة لقاطنيها، وتنفيذ المبادرات
التي كانت تحتاج تمويلا ضخما كانت تذهب لدعم المنتجات البترولية والآن يتم إعادة
توجيهها بما يحقق كل الخير للبلاد.