منذ أيام، وبالقرب من منطقة المحكمة فى التجمع الخامس، رأيت من بعيد إحدى سيارات القوات المسلحة ذات الثلاجة الكبيرة التى تتحرك من منطقة إلى أخرى لبيع اللحوم أو الدواجن للمواطنين وبأسعار مخفضة عليها لوحة إعلانية كبيرة مكتوب عليها «أسماك غليون».
وقفت لفترة بعيدًا عن تلك السيارة لأرى ما هو الحدث؟
رأيت أمام السيارة مجموعة من الطاولات كما يسمونها عليها أنواع متعددة من الأسماك موضوعة على حوامل علوية، وحولها الكثير من الناس، يشترون الأسماك الطازجة.
«اقتربت أكثر، حتى أصبحت واحدًا من هؤلاء الناس الذين يتجمعون لشراء تلك الأسماك الطازجة.
وكانت المفاجأة أن سعر كيلو السمك البلطى الطازج جدًا من أسماك مزارع «غليون» بكفر الشيخ لا يتجاوز ٢٢ جنيها، لم أصدق هذا السعر، لكن هذه هى الحقيقة.. نعم كيلو السمك البلطى المتوسط والكبير الحجم كما تريد بـ ٢٢ جنيهًا، وإذا أردت التنظيف تتم إضافة ٣ جنيهات لتحصل على السمك فى أقل من خمس دقائق.
بالفعل اشتريت ٢ كيلو سمك بلطى على سبيل التجربة بـ ٥٠ جنيهًا.
فى الحال ووسط عدم التصديق بدأت أقارن بين أسعار هذه الأسماك التى يبيعها المنفذ التابع للقوات المسلحة وبين أسعار أقرب المنافذ فى سلاسل السوبر ماركت القريبة من هذا المنفذ أو الأسعار لأنواع البلطى «النّيء» فى محلات الأسماك ذات المستوى المتوسط والقريبة أيضًا.
فبينما يباع سعر كيلو سمك البلطى من مزارع «غليون» التابعة للقوات المسلحة بـ ٢٢ جنيهًا للكيلو نجد السعر فى المنافذ القريبة ما بين ٣٥ و ٤٢ جنيهًا للكيلو فى الظروف العادية، وإذا ما كانت هناك عروض فى بعض السلاسل بفترة محدودة فإن سعر كيلو سمك البلطى يصل إلى ما بين ٢٧ و ٣٠ جنيهًا.
تلك العروض التى ترتبط بمنظومة العروض فى تلك السلاسل.
فى منفذ بيع أسماك «غليون»، وجدت أن سعر كيلو البورى يصل إلى ٥٥ جنيهًا وفى منافذ السلاسل القريبة يصل سعر سمك البورى إلى ٧٥ جنيهًا للكيلو، وفى محلات الأسماك المتوسطة، يصل سعر سمك البورى «النّيء» إلى أكثر من ١٠٠ جنيه للكيلو.
وهكذا وجدت هناك فروقًا سعرية كبيرة فى كافة الأنواع ما بين أسعار أسماك «غليون» وأسعار منافذ سلاسل السوبر ماركت، حتى إن كيلو الجمبرى من مزارع «غليون» يباع الكيلو بـ ١٧٠ جنيهًا، وفى ذات المنفذ يبيعون كيلو الجمبرى السويسى بـ ١٨٠ جنيهًا للكيلو، فى حين يتجاوز سعر الكيلو فى المنافذ الأخرى التابعة لسلاسل السوبر ماركت ٣٠٠ جنيه للكيلو، وفى محلات الأسماك المتوسطة حدّث ولا حرج من ٤٠٠ جنيه للكيلو حتى أى رقم خيالى.
وإذا كنت قد اتخذت سعر كيلو سمك البلطى هو المؤثر فإن الأمر ليس هكذا فقط، خاصة أننا نتحدث عن أسماك المزارع، التى تختلف فيها نوعيات الأعلاف، وما قد يتم خلطه بهرمونات ضارة، لكى يزيد معدل نمو الأسماك بأقصى سرعة.
وقد ناقشت ممن يبيعون بلطى مزارع «غليون» فى هذا المنفذ عما إذا كان يتم خلط الأعلاف بأى هرمونات فى مزارع «غليون»، وكانت الإجابة بكل تأكيد «لا»، والدليل على ذلك أن أسماك «غليون» اكتسبت مكانة تصديرية وهى بقية مزارع الأسماك التابعة للقوات المسلحة فى شرق التفريعة فى بورسعيد وغيرها.
فى المقابل أعلم أن هناك الكثير من مزارع الأسماك الأخرى التابعة للقطاع التى تقوم بخلط أعلاف الأسماك بأنواع ضارة من الهرمونات.
لماذا بدأت هذا المقال بالحديث عما رأيته منذ أيام فى منفذ بيع أسماك تابع للقوات المسلحة.
أسجل أننى بدأت بما هو فى الواقع أمامى، وأمام كل الناس بهدف الحديث عن «الجيش فى حياتى» وحياة كل الناس.
اخترت أن أبدأ بما هو فى الواقع والحياة، وليس على سبيل التنظير والأمنيات، خاصة أننى أعلم أن منافذ بيع السلع المختلفة خاصة اللحوم والأسماك التابعة للقوات المسلحة انتشرت وتواصل انتشارها، وها هى منافذ بيع الأسماك بدأت فى الانتشار فى إطار توجه لتواجد هذه المنافذ فى أنحاء الجمهورية لتبيع السلع لكل الناس بأقل الأسعار، للالتحام بحياة الناس، ومواجهة الغلاء، وتحجيم دور المافيا بالأسواق.
وهنا نجد مرة أخرى، أن يتم بيع كيلو سمك البلطى من مزارع «غليون» بسعر ٢٢ جنيهًا للكيلو، وسط مسكنك ودون أن تتحمل مشقة الذهاب إلى سوق العبور، يعنى أننا لسنا إزاء مشروعات تجارية من جانب القوات المسلحة، وإنما نحن أمام مشروعات قام الجيش بتنفيذها وفقًا لتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بهدف تخفيف أعباء الحياة عن كل المصريين.
وهنا أعود لهدف المقال الذى أتحدث فيها عن «الجيش فى حياتى».
نعم ما بدأت به هذا المقال يؤكد أن الجيش فى صميم حياتى وحياة كل الناس، وما يشغلها بالأساس خاصة للفقراء والطبقة المتوسطة، ألا وهى قضية الأسعار فى حياة الناس.
وبالفعل، يمكن أن نسجل أن الجيش نجح من خلال العديد من مشروعاته الإنتاجية القوية التى كان يسخر منها الإخوان وغيرهم من قبل، فإذا بكل المصريين يجنون الآن ثمار تلك المشروعات فى مواجهة غلاء الأسعار وضرب المافيا وزيادة المعروض فى اللحوم والدواجن وها هى الأسماك.
أهم ثلاث سلع مؤثرة فى الغذاء اليومى للمصريين وفى الكثير من السلع.
نقول مشروعات الجيش لكل الناس، لكل المصريين؛ لتحقيق العدالة الاجتماعية ورفع الأعباء ومواجهة غير تقليدية لزيادة الأسعار وضرب المافيا.
حتى إننى إزاء ما رأيته على أرض الواقع، أطالب أن يدخل الجيش دائرة مشروعات جديدة من أجل حياة كل المصريين.
وهذا ليس بهدف ضرب القطاع الخاص، ولكن بهدف ضرب المافيا بالأسواق، وليعمل القطاع الخاص فى إطار المنافسة؛ لأن السوق المصرى يتسع للجميع، ومهما كان عدد منافذ القوات المسلحة، فإنها لايمكن أن تغطى ١٠٠ فى المائة من كل مساحة المناطق المأهولة بالسكان فى مصر.
وأسجل، أنه عندما تم إنشاء المجمعات الاستهلاكية فى زمن الرئيس جمال عبدالناصر، كان هدفها ضرب المافيا وإعادة التوازن إلى الأسواق، وها هى مشروعات الجيش تقوم بنفس الهدف وفقًا لتوجه الرئيس السيسى. ولم يغضب من هذا أو ذاك سوى مافيا الأسواق، ولم يغضب من مشروعات الجيش أيضًا سوى جماعة الإخوان الإرهابية؛ لأنها مشروعات أنشئت من أجل تخفيف الأعباء عن حياة كل المصريين، وهذا ما لا يرضى الإخوان وقنواتهم الذين يريدونها دولة دائمًا تعيش على فوهة بركان من الغضب.
لكن فليغضب من يغضب، لأن غضب الإخوان لم يقف عند تلك المشروعات فقط، ولكنهم يغضبون أيضًا، لأن مشروعات الجيش التصقت بحياة المصريين فى العديد من المجالات.
وكما أرى من خلال سفرى فى الأيام الأحيرة إلى مناطق مختلفة، وخلال الذهاب إلى مصر الجديدة أو إلى مدينة نصر.
وهنا أسجل بكل فخر، قدرة الجيش متمثلًا فى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فى إنشاء أو الإشراف على إنشاء أكبر شبكة طرق فى تاريخ مصر وفى تاريخ المنطقة.
شبكة طرق من أجل تحسين جودة حياة الناس، من أجل كل المصريين.
شبكة طرق عندما أستخدم بعضها فى سفرى هنا أو هناك أو الانتقال إلى مناطق مختلفة بالقاهرة الكبرى، وأعود إلى ما قبل إنشاء تلك الشبكة من الطرق، أرى أن حياتى وحياة كل الناس كل المصريين أصبح لها قيمة غالية.
شبكة طرق، تخترق الصحراء لتخلق مراكز عمرانية جديدة، ومراكز نمو للعديد من الأنشطة الاقتصادية.
شبكة طرق وكبارى تخترق كل أنحاء مصر المحروسة فى محاور تنموية ذات أبعاد مستقبلية فى التنمية.
سوف يجنى كل المصريين الكثير من ثمارها فى حياتهم وحياة الأجيال القادمة.
«الجيش فى حياتى» الآن من خلال المستشفى الجوى فى التجمع الخامس، تلك المستشفى التى استطاعت أن تكبح جماح أسعار الكشوفات فى العيادات الخارجية بكل المراكز الطبية الأخرى فى التجمع الخامس.
ليس هذا فقط، بل يوجد فى تلك المستشفى الوحيدة أهم مركز لاستقبال المرضى فى أقسام الطوارئ، حتى أصبحت تلك الأقسام هى الملاذ الآمن لاستقبال أى مريض يحتاج للطوارئ فى منتصف الليل.
وما ذكرته عن المستشفى الجوى بالتجمع الخامس ينطبق على كل مستشفيات القوات المسلحة فى أنحاء الجمهورية، دون استغلال لعلاج المريض مقارنة بالمستشفيات المماثلة التابعة للقطاع الخاص والتى أصبحت مستشفيات للنهب والإضرار بحياة المرضى.
بل هناك مستشفيات تابعة للقوات المسلحة تقدم خدمات علاجية مجانية بأسعار رمزية لغير القادرين من كل المصريين.
الجيش فى حياتى وحياة كل المصريين، لايقف دوره عند الالتحام بحياة المصريين، وفى توفير السلع أو الخدمات الطبية بأسعار متوازنة تكاد تكون دون أرباح.
وإنما الجيش كل حياتى وحياة كل المصريين فى كل لحظة وكل ثانية وكل دقيقة، من خلال تحقيق الأمان لنا فى مواجهة كل الأعداء، أعداء مصر المحروسة، فى مواجهة الإرهابيين على أرض سيناء وفى غرب مصر، وفى كل جنب إلى جانب الشرطة المصرية العظيمة.
تحقيق الأمان، لكل المصريين فى كل الظروف ورغم كل التحديات برًا وبحرًا وجوًا، ليس فى انتصار ٦ أكتوبر الذى مر عليه ٤٧ عامًا، ولكن فى كل زمان.
تحقيق الأمان ضد كل عدو ليس فى الماضى فقط، ولكن الآن وفى المستقبل وفى كل وقت وحين.
الجيش فى حياتى وحياة كل المصريين، هو الذى يجعلنى أفخر بمصريتى فى أى مكان فى العالم، لأنه جيش كل المصريين، ولولا قوة الجيش المصرى الذى أصبح التاسع على مستوى العالم، لشمت فينا الأعداء، وافترسنا الإرهاب ومن يسانده، لكن الجيش المصرى القوى وقيادته القادرة، جعل كل العالم يضع لمصر ألف حساب وحساب، وجعل كل الأعداء مرعوبين من مصر العظيمة، مصر القوية، مصر المحروسة.