الأربعاء 19 يونيو 2024

القبطان وسام حافظ فى حواره مع "مجلة المصور": قواتنا البحرية صنعت ملحمة عظيمة

تحقيقات7-10-2020 | 22:14

تاريخ عريض من البطولات يمتلكه البطل القبطان وسام حافظ، صنعه تحت راية قواتنا المسلحة، بدءًا من مشاركته فى تأمين ميناء الحديبة قبل معركة الخامس من يونيو ١٩٦٧، ومرورًا بالعمليات التى شارك فيها خلال حرب الاستنزاف، وصولًا إلى حرب السادس من أكتوبر المجيدة.


القبطان «وسام» فى الحوار التالى يروى تفاصيل مشاركاته فى العمليات العسكرية التى استطاعت من خلالها قواتنا العسكرية التفوق على العدو الإسرائيلى المتفوق عليها من ناحية العتاد، مؤكدًا أن القوات البحرية صنعت ملحمة عسكرية عظيمة خلال حرب الاستنزاف، وكذلك فى حرب استرداد سيناء.. فإلى نص الحوار:


فى البداية.. حدثنا عن المهمات التى كلفت بها أثناء وجودك فى صفوف القوات المسلحة؟

كنت ضمن قواتنا المسلحة الموجودة فى اليمن بقوة سرية صاعقة بحرية موجودة فى اليمن مهمتها تأمين ميناء الحديبة باعتبار أنه كان الميناء الرئيسى لليمن ،قبل أن تصدر الأوامر بأن نعود إلى مصر وبينما كنا فى طريق عودتنا إلى مصر بدأت حرب ٥ يونيه ١٩٦٧ لاحظنا ونحن فى طريق عودتنا أن الأمر لا يقتصر فقط على كونها حرباً مع إسرائيل لأن الهجوم علينا تم من الشمال والغرب والشرق وكانت توجد بحرية إنجليزية كانت تسير معنا فى البحر الأحمر لها دور فى هذه الحرب وأيضاً كانت هناك سفينة تسمى”ربورتى” كانت تقوم بعمل تشويش إلكترونى واستطلاع إلكترونى لذلك لاتعتبر حرب ٦٧ حربا ضد إسرائيل فقط ولكن كانت ضد إسرائيل وبريطانيا ومن خلفهم أمريكا ،واستمررنا فى البحر لإغلاق الميناء أثناء المعارك وحتى وقف إطلاق النار وعلمنا بخطاب تنحى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما كنا فى المركب وتأثرنا كثيراً بهذا الخطاب ووصلنا يوم ١٢يونيه وكان اليهود وصلوا حتى حافة القنال ووقتها كنت “ملازم أول بحري” ضمن قوات الصاعقة البحرية وبمجرد وصولى للوحدة فى أبو قير بالإسكندرية وجدت اسمى ضمن مجموعة معينة للقيام بعمليات خاصة ضد اليهود وكانت المجموعة تتكون من ٢٩ فرداً منهم٣ ضباط و٢٦ درجات أخرى ، و كان قائد المجموعة يدعى إسلام توفيق والملازم أول ماجد ناشد رحمه الله، وبدأنا فى التدريب وقد كان تدريباً عنيفاً جداً مع الغواصات ولانشات الطوربيد وسباحة وغطس وكل أنواع التدريبات العنيفة بالإضافة إلى الاهتمام بالارتقاء بمستوى اللياقة البدنية والرماية حتى نكون قد استعددنا على أكمل وجه لملاقاة العدو وتنفيذ المهام بنجاح بالإضافة إلى انتقال المجموعة إلى القاهرة لاستكمال التدريب مع قوات الصاعقة البرية وكنا وقتها فى مرحلة وقف إطلاق النار وكان اليهود يقومون بوضع قواعد صواريخ على الضفة الشرقية لقناة السويس التى أثارت رغبة القيادة العامة للقوات المسلحة فى معرفة تفاصيل عن هذه الصواريخ وبالفعل تمت الاستعانة بالخبراء الروس وكانوا يريدون صاروخاً منها حتى يتمكنوا من دراسته وتقديم كافة التفاصيل عنه وتم تخصيص تلك المهمة لصف ضابط فى المجموعة للغوص وعبور القناة وإحضار هذا الصاروخ ونجح الرقيب عبد المنعم رحمه الله فى الغوص وإحضار ٣ صواريخ منهم والعودة مرة أخرى بسلام دون أن يكتشفه اليهود وقد علم الرئيس جمال عبد الناصر بنجاح هذه العملية وأبدى إعجابه بالمجموعة ومستواها فأمر بأن تكون تلك المجموعة تحت قيادته وأسندها تحت قيادة مدير المخابرات الحربية آنذاك وأسندت قيادة المجموعة إلى إبراهيم الرفاعى الذى استشهد فى حرب ٧٣وبدأنا فى تنفيذ العديد من العمليات على الضفة الشرقية للقناة ومن ضمن تلك العمليات أننا قمنا بزراعة ألغام على الضفة الشرقية للقناة وكان إبراهيم الرفاعى يقوم باستطلاع لتحديد الأماكن التى ستتم زراعة الألغام بها بحيث تكون فى الأماكن التى يتردد عليها اليهود باستمرار لتحقق أكبر أثر تدميرى بهم وقد نجحت هذه الألغام فى تدمير العديد من مركبات القتال للعدو الإسرائيلى.


وفى ١٣فبراير١٩٦٩حصلت على نوط الشجاعة لنجاحى فى زراعة لغم على الضفة الشرقية للقناة ودمر مركبة نصف جنزيرللعدو وقُتل على أثرها عدد كبير من الإسرائيليين وكانت هذه المرة الأولى التى أحصل فيها على تكريم من القوات المسلحة.


وخلال حرب الاستنزاف قمنا بتنفيذ ٩٩عملية بالإضافة إلى أننا شاركنا فى عملية تفجيرالميناء إيلات حيث قامت المجموعة بمهام الاستطلاع اللازمة لتنفيذ العملية بالإضافة إلى أننا تمكنا من ضرب مدينة إيلات نفسها بالصواريخ من الأردن بواسطة الشهيد عصام الدالى.


وخلال حرب أكتوبر تم تكليفنا يوم ٦ أكتوبر بتدمير موقع “بلاعيم للبترول” حتى لا يستفيد منه الإسرائيليون وقمنا بالاشتباك مع مجموعة لانشات صواريخ فى شرم الشيخ بالإضافة إلى تدمير مطار الطور كما شاركنا فى إيقاف القوات المتقدمة تجاه الإسماعيلية فى ثغرة الدفرسوار وخلال تلك العملية استشهد الشهيد إبراهيم الرفاعى قائد المجموعة.


الجميع شهدوا بقوة وبسالة المقاتل المصرى.. كيف لمست ذلك؟

فى ١١ أكتوبر كنت ضمن٤ لانشات واشتبك زملائى مع لانشى مدفعية إسرائيليين مدعمين بطيران ولكن لم أكن فى مجال الرؤية بالنسبة لهم لذا قررت أن أتقدم بحذر والاشتباك معهم عن قرب لتخليص زملائى لكن للأسف تعطل اللانش الخاص بى وأثناء ذلك كان العدو قد اكتشف وجودى وقاموا برفع الضرب عن زملائى وتركيز الضرب تجاهى وتمكنت من تصليح العطل الموجود باللانش الخاص بى وبدأت فى الاقتراب أكثر وتوجيه صاروخ ٨٤ملم نحوهم، ولم أكن أعرف نتيجة الضربة وبعد فترة تقابلت مع القائد الإسرائيلى أثناء عملى فى مكتب الإرشاد لهيئة قناة السويس وكان يعمل قبطاناً على متن سفينة تعبر قناة السويس وتعرف كلانا على الآخر وعلمت يومها نتيجة الصاروخ منه حيث أصيب اثنان وقُتِل اثنان منهم وقد كان ينظر إلىّ بكل فخر وإعجاب بما صنعته.


ما أوجه التشابه والاختلاف بين حرب ٧٣والحرب الحالية على الإرهاب؟

مصر تعتبر فى حالة حرب منذ زمن بعيد ولكن العدو هذه الأيام مختلف وأصعب بكثير ومدعوم من قبل قوى خارحية متعددة مثل أمريكا وإسرائيل وتركيا وقطر طمعاً فى مقدرات ومكتسبات مصر مثل اكتشافات الغاز الأخيرة فى منطقة شرق المتوسط لذلك يقومون بإرسال مرتزقة إرهابيين فى صورة تكفيريين حتى يقوموا بإنهاك القوات المسلحة وذلك لأنهم واثقون بعدم قدرتهم على مواجهتنا عسكرياً بشكل رسمى وذلك لأن القوات المسلحة اليوم متفوقة برياً وبحرياً وجوياً بكثير عما كانت عليه القوات المسلحة وقت حرب أكتوبر وبالأخص خلال فترة تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى فعلى سبيل المثال لا الحصر لأول مرة تمتلك القوات البحرية غواصات تطلق صواريخ من داخل المياه كما أنها تستطيع النزول لأعماق كبيرة تحت المياه هذا بجانب تحديث القوات الجوية وتزويدها بأحدث الطائرات طراز الرافال والسوخوى التى تصل لمديات بعيدة من الممكن أن تصل حتى داخل الأجواء الليبية قصاصاً لحق الشهداء المصريين كما أنها يمكن أن تحمى القرار السياسى باعتبار خط سرت -الجفرة أمناً قومياً بالنسبة لمصر كل هذه التحديات تجعل العدو أكثر خطورة مما واجهناه فى حرب أكتوبر ٧٣.


التنمية التى تحدث فى سيناء الآن رسالة واضحة أنها لم تعد منطقة مهملة؟

ما زالت سيناء تحتاج إلى المزيد من التنمية واجتذاب عدد أكبر من الاستثمارات الأجنبية وأن تصبح خطط التطوير طويلة المدى مع الالتزام بتنفيذها فى أقرب وقت.


هل المقاتل المصرى من الجيل الحالى له طبيعة مختلفة؟

كل من يدخل الكلية الحربية المصرية يتعلم معنى حب الوطن ويجرى ذلك الأمر فى دمه ولا يستطيع تغيير هويته أو انتماءه ولذلك أتعجب من الإرهابى عشماوى الذى انضم لجماعة الإخوان ولكن قد نال جزاءه المناسب لخيانته لوطنه.


كما أن عقيدة وقوة المقاتل المصرى تظهر وقت الشدة ووقت المعركة وقد رأيت أثناء حرب أكتوبر كيف تمكن الجندى المصرى من استخدام السلاح الأقل كفاءة من السلاح الإسرائيلى على كافة التخصصات واستطاع استخدامه بمهارة واحترافية رجحت الكفة لصالحنا.


رغم أننا لم ندخل أى معركة سهلة وأذكر أننى أثناء التحرك لتنفيذ مهمة فى شرم الشيخ من جزيرة شدوان كان قائد العملية إبراهيم الرفاعى ويوجد قائد ثان (اللواء مصطفى كمال) على البر بحيث يكون على اتصال بالقيادة ويكون على دراية بآخر مستجدات الأمور وقد كانت المسافة من جزيرة شدوان وحتى رأس محمد ٨٠ كم وأثناء تحركنا أُبلغنا بأن الطيران الإسرائيلى اكتشفنا وصدرت الأوامر لإبراهيم الرفاعى بالعودة وكان رد الفعل غريباً من إبراهيم الرفاعى فقد قام بغلق الجهاز واستمر فى التحرك واستمرت المهمة ونجحنا فى القضاء على ٢ وإصابة ٣ منهم وعدنا جميعا بالسلامة وهذا دليل على شجاعة وبسالة المقاتل المصرى والتى تغلبت على السلاح الحديث المتطور الموجود مع الجيش الإسرائيلى.


فى ظل ما نواجهه الآن من حروب إرهابية كيف ترى دور أبناء الجيش المصرى؟

إسرائيل هى أساس كل المخططات التدميرية التى تحدث فى المنطقة فهم يريدون إسقاط كل القوى العربية وللأسف نجحوا فى إسقاط وتفكيك وإضعاف العديد من الدول العربية كالعراق وسوريا واليمن وليبيا وتونس وغيرها من الدول العربية واليهود يقومون بالدخول من خلال دعم الجماعات التى تدعى انتماءها للإسلام ولكن هم بعيدون كل البعد عن الإسلام الصحيح الذى تعلمناه ونعرفه وهم عملاء لليهود وينفذون مخططاتهم التوسعية كما ذكرنا سابقا فالإخوان والدواعش يخدمون إسرائيل ومخطط الفوضى.


والآن دور الجيش والشرطة الأساسى التصدى لأى خطر داخلى أو خارجى والجميع يلاحظ أن العمليات الإرهابية قلت بصورة كبيرة داخل سيناء عما سبق بفضل يقظة المقاتل المصرى ودعم الشعب لمعركته ووقوفه لجواره.

عقيدة وقوة المقاتل المصرى تظهر وقت الشدة ووقت المعركة وقد رأيت أثناء حرب أكتوبر كيف تمكن الجندى المصرى من استخدام السلاح الأقل كفاءة من السلاح الإسرائيلى على كافة التخصصات واستطاع استخدامه بمهارة واحترافية رجحت الكفة لصالحنا.


دور الجيش والشرطة الأساسى التصدى لأى خطر داخلى أو خارجى والجميع يلاحظ أن العمليات الإرهابية قلت بصورة كبيرة داخل سيناء عما سبق بفضل يقظة المقاتل المصرى ودعم الشعب لمعركته ووقوفه لجواره.