ظلت القوات المسلحة على امتداد تاريخ مصر جزءا من
شعب مصر.. تحميه وتقويه وتظله بأمنها ووفائها وانتمائها ووطنيتها.. قادتها هم
الفرسان والطليعة والقدوة.و أبناؤها هم خيرة أجناد الأرض.. وقدمت طوال التاريخ
نماذجا فذاً للانسان المصري عندما يضحي في سبيل وطنه يعتز به ويحافظ على أمنه –
وإعلامه مرفوعة عالية بل ويقدم دمه وحياته في سبيله.
هكذا نشأت قوات مصر المسلحة.. وهكذا ظلت طوال
تاريخها إضافة قوية لقوى مصر الشاملة. وفي العصر الحديث شاركت في كل حروب مصر (حرب
١٩٤٨ – ١٩٥٦ – ١٩٦٧ – ١٩٧٣) وقدمت (١٢٥) مائة وعشرون ألف شهيد سالت دماؤهم على أرض
(مصر وسيناء وفلسطين واليمن والخليج ) وعندما قامت ثورة ٢٥ يناير أصبحت جزءاً
منها.. وأعلنت ثوابتها تجاهها ( إنها تؤمنها.. وتتبنى مطالبها.. وتؤكد أن سلاحها..
لا يوجه اليها.. وأن حرية الرأي.. والتعبير عن المطالب المشروعة يكفلها القانون
والدستور).. وبذلك أصبحت راعية للثورة ومطالبها مسئولة عن نجاحها..ومن هنا تأتي
عبقرية دورها لتأمين الثورة وإعجاب العالم كله بشعب مصر وبها وسوف نتناول المعالم
البارزة لهذا الدور.
القوات المسلحة وحماية الأمن القومي المصري
هي تعمل بكل إمكاناتها على حماية حدود مصر
البحرية والبرية ضد اي اعتداءات خارجية مع تأمين الممرات الملاحية والثروة القومية
المصرية مع المشاركة في تأمين الجبهة الداخلية، وهي بمثابة الكتلة الصلبة المهمة
في منطة تموج بالاحداث والصراعات والتحديات خاصة الإرهاب.
تصنيف القوات المسلحة ضمن جيوش العالم
احتل الجيش المصري المركز العاشر عالميًا، والأول
عربيا وإفريقيا في تصنيف موقع «جلوبال فاير باور»، لأقوى جيوش العالم في عام 2020..
وقال الموقع العسكري المتخصص إن مصر تمتلك واحدًا من أكبر الجيوش في القارة
الأفريقية مع تزايد الصناعة العسكرية المحلية.
القوات المسلحة ثقل بالمنطقة
أولاً: قوة ردع
تبنى القيادة العامة للقوات المسلحة استراتيجية
دقيقة لبناء قوة عسكرية تحقق الردع والقدرة على الدفاع عن أمن مصر القومى، فضلا عن
امتلاك المنظومات والخبرات الانتاجية والإدارية والهندسية التى تمكنها من معاونة
اجهزة الدولة فى تنفيذ خطط وبرامج التنمية الشاملة فى كافة ربوع مصر.
وتمضي القوات المسلحة بخطى متسارعة لبناء وتنظيم
منظوماتها التسليحية وقدراتها القتالية على كافة المحاور الاستراتيجية بما يتسق مع
التطور التكنولوجى للقرن الواحد والعشرين بما يمكنها من مواجهة التحديات الإقليمية
والمتغيرات الدولية وانعكاساتها على الأمن القومى المصرى داخليا، بما فى ذلك تأمين
الاهداف الحيوية والمشروعات التنموية العملاقة من التهديدات بصورها المختلفة من
جانب، وحماية مصالحها الاستراتيجية وتحقيق الردع بمحيطيها الاقليمى والدولى من
جانب آخر.. فكان إدخال أحدث الفرقاطات ولنشات الصواريخ والغواصات وحاملات
المروحيات المسترال بما لها من خواص استراتيجية وتكتيكية تعزز من القدرات الهجومية
والدفاعية لقواتنا المسلحة، وكذلك إدخال أحدث أجيال المقاتلات متعددة المهام
القادرة على الردع والوصول للاهداف المخططة لها على مدد بعيدة، وتحت مختلف الظروف،
كذلك أحدث منظومات الدفاع الجوى لحماية سماء مصر بالتزامن مع إعادة تسليح ورفع
كفاءة التشكيلات التعبوية بجميع وحداتها والاسلحة المعاونة وعناصر الدعم وتطوير
الوحدات الخاصة بما يتناسب مع تطور نظم وأساليب القتال الحديثة.
ثانياً: تشكيلات جديدة
اشتمل التطوير على تنظيم تشكيلات جديدة داخل
القوات المسلحة من بينها قوات التدخل السريع المحمولة جوا، وإنشاء الأسطول الجنوبى
لتأمين مسرح العمليات البحرى بنطاق البحر الاحمر، واعادة تجميع بعض التمركزات
العسكرية فى شكل قواعد عسكرية متكاملة تتوافر فيها جميع الخدمات الإدارية والمعنوية
للفرد المقاتل، وتتحد فيها مقومات التدريب والاستعداد والقدرة القتالية طبقا لأسس
ومبادئ ومكونات معركة الأسلحة المشتركة الحديثة.
ثالثاً: قوة ردع في الاتجاه الاستراتيجي الغربي
فى ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من مخاطر
وتهديدات مباشرة للأمن القومى المصرى خاصة من الاتجاه الاستراتيجى الغربى، فقد
حرصت القوات المسلحة على تعزيز القدرات القتالية للمنطقة الغربية العسكرية لمنع
تسرب العناصر الإرهابية المسلحة عبر خط الحدود الغربية، ومجابهة محاولات التهريب
للاسلحة والمواد المخدرة والهجرة غير الشرعية، وذلك وفقا لمنظومة متكاملة يتم
خلالها تكثيف إجراءات التأمين وتطوير نظم التسليح واعادة تمركز بعض الوحدات
المقاتلة لذلك انشأت القوات المسلحة عدة قواعد عسكرية، روعى فيها أن تضاهى أحدث
الأنظمة العالمية في مجال الاهتمام بالفرد المقاتل معيشيا وتدريبيا من خلال إنشاء
مئات المنشآت الجديدة، وتطوير المنشآت الإدارية وميادين التدريب التكتيكى التخصصية
ومخازن للأسلحة والذخائر، ومناطق تمركز العربات والمعدات داخل القاعدة، مع
الاهتمام بالجانب الترفيهى والتثقيفى للفرد المقاتل من خلال انشاء منطقة متعددة
الاغراض تضم صالة رياضية وملاعب مفتوحة وحمامات سباحة ومكتبة علمية وقاعة تاريخية،
لتمثل قاعدة برانى العسكرية إضافة قوية لقدرة وكفاءة رجال المنطقة الغربية
العسكرية فى خدمة وطنهم وتنفيذ كافة المهام التى تسند إليهم لحماية الحدود الغربية
وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقرار شعبه العظيم.
رابعاً: الجيشان الثانى والثالث
اتسعت اعمال التطوير والتحديث لتشمل تشكيلات من
الجيشين الثانى والثالث الميدانى بتزويدهما بأحدث المنظومات القتالية ونظم التسليح
الحديثة بما يتواكب مع اسس ومبادئ معركة الاسلحة المشتركة الحديثة، ولم يقتصر
التطوير على الكفاءة القتالية والفنية، وإنما امتد ليشمل الإنشاءات الإدارية
ومناطق الإيواء الحديثة، وامتد التطوير ليشمل بناء المئات من المنشآت الجديدة من
المبانى التخصصية والإدارية وأماكن الايواء ومناطق تمركز الأسلحة والمعدات
لحمايتها من العوامل الجوية، وكذلك ميادين التدريب والمنشآت الرياضية للوحدات
الفرعية والصغرى التابعة للتشكيلات وذلك في اطار التطوير والتحديث لمنظوماتها
القتالية والاهتمام ببناء الفرد المقاتل وتطوير ادائه وقدرته على الوفاء بالمهام
والمسئوليات المكلف بها للدفاع عن الوطن والمعاونة فى دعم مقومات التنمية الحضارية
وحمكاية ركائز الامن القومى المصرى على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.
خامساً: أسطولان بحريان
لزيادة قدرتها على تأمين المجال البحرى لمصر
والتى تتمتع بإطلالات بحرية استراتيجية فريدة تبلغ أكثر من (ألفى كيلومتر)على
شواطئ البحرين الأبيض والأحمرحرصت على تزويدها بأحدث الأسلحة البحرية المستخدمة فى
جيوش الدول المتقدمة.. حيث زودت بفرقاطة فرنسية من طراز
( FREMM تحيا مصر ) لدعم أسطول الفرقاطات
المصرية فى البحرين الأبيض والأحمر... وتوج تسليح البحرية المصرية بالحصول على
حاملات الهليكوبتر الفرنسية من طراز ميسترال.. والتى اصبحت تمثل قوة هائلة متعددة
القدرات ومتنوعة المهام فى المنظومة القتالية للبحرية المصرية.. وبالغواصات
الألمانية طراز ٢٠٩ / ١٤٠٠.. وهى تعد الأحدث والأكثر تطوراً فى عالم الغواصات..
هذا بالإضافة لتدبير عدد من لنشات الصواريخ المتطورة.. واللنشات السريعة..
والقوارب الزودياك الخاصة بنقل الضفادع البشرية.. وكثير من الاحتياجات الفنية
والإدارية والتكنولوجية الحديثة والمتطورة.. وهو الأمر الذي أتاح تشكيل أسطولين
بحريين قويين فى كل من البحرين المتوسط والأحمر، مع انشاء قاعدة بحرية جوية في
منطقة برنيس.
سادساً: طائرات متطورة
في مجال تطوير القوات الجوية.. فقد حظيت بدورها
باهتمام كبير فى رؤية القيادتين السياسية والعسكرية نظراً لحيوية دورها فى منظومة
الدفاع المصرية.. وارتكز التطوير على تزويد القوات الجوية بطائرات جديدة حديثة
ومتطورة.. ومن مصادر متعددة وفق استراتيجية مصر فى تنويع مصادر السلاح.. وتشمل
الصفقات التى عقدت مختلف أنواع التسليح والذخائر والاحتياجات الفنية الخاصة
بالطائرات.. وفى هذا المجال حصلت مصر على عدد من الطائرات الفرنسية من طراز رافال
متعددة المهام والتى بدأت تعمل بكفاءة فى خدمة القوات الجوية.. كذالك الطائرات
الروسية المقاتلة والمتقدمة من طراز ميج ٢٩.... وطائرات أخرى من طراز كاسا C-٢٩٥..
كذا الحصول على عدد من الطائرات الأمريكية من
طراز إفـ ١٦.. وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة بدون طيار..هذا بالإضافة لتدبير
كافة أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات..
ويواكب تلك الجهود الارتقاء بكفاءة القواعد والمطارات الجوية على مختلف الاتجاهات
الاستراتيجية.
سابعاً : الدفاع الجوى
فى مجال تطوير وتحديث منظومة الدفاع الجوى.. فقد
راعت خطط التسليح أن يتم تدبير عدد كبير من الرادارات مختلفة الطرازات.. والتي
تؤمن التغطية الرادارية للأجواء المصرية على مختلف الارتفاعات.. كما راعت تدبير
عدد من كتائب الصواريخ وأعداد كبيرة من فصائل الصواريخ المحمولة على الكتف.. وذلك
لزيادة قدرة الاشتباك مع الاهداف الجوية على الارتفاعات المختلفة.. وتدبير منظومات
كهروبصرية حديثة لزيادة قدرة الدفاع الجوى على اكتشاف الأهداف وسرعة التعامل
معها.. فضلاً عن تطوير منظومات التأمين الفنى للصواريخ والرادارات والمعدات الفنية..
كما اشتمل التطوير على تحديث ورفع كفاءة عدد من مراكز القيادة الخاصة بالدفاع
الجوى وفق منظومات آلية القيادة والسيطرة.. ويعد ذلك التطوير والتحديث فى قدرات
الدفاع الجوى طفرة كبيرة تزيد من كفاءته وقدرته على حماية سماء مصر وفرض السيطرة
على أجوائها بالتعاون مع القوات الجوية وعناصر الحرب الالكترونية ومن قواعد ثابتة
وعناصر متحركة تكفل التغطية الكاملة لسماء مصر على مدار النهار والليل.
ثامناً : التصنيع الحربى
فى منظومة التطوير التى تتبعها القوات المسلحة
حظى التصنيع الحربى باهتمام كبير في تلك الرؤية..خاصة فى مجال التصنيع المشترك
والذى يتركز فى الدبابة ( إم ١ أ ١) للوفاء باحتياجات القوات المسلحة من الدبابات
الحديثة.. ويمتد التصنيع بشركات الإنتاج الحربى ليشمل كذلك العديد من الأسلحة
الرئيسية والكثير من المعدات الفنية والصواريخ المضادة للدبابات والذخائر الثقيلة
ولنشات المرور السريعة والطائرات الموجهة بدون طيار وكبارى الاقتحام وكبارى
المواصلات ومعديات العبور والمركبات والجرارات الخاصة بحمل الدبابات وبعض المعدات
الهندسية.
تاسعاً: إنشاء القواعد العسكرية
منذ أيام قليلة تم افتتاح قاعدة برنيس العسكرية،
ثاني قاعدة عسكرية كبرى تنشئها القوات المسلحة بعد قاعدة محمد نحيب العسكرية في
الاتجاه الاستراتيجي لمصر وهي تعد بمثابة إنجازاً جديداً يضاف إلى إنجازات القوات
المسلحة المصرية والتي تم إنشائها في إطار إستراتيجية التطوير والتحديث الشامل
للقوات المسلحة المصرية لتعلن جاهزيتها لكافة المهام التي توكل إليها على الإتجاه
الإستراتيجي الجنوبيبقوة عسكرية ضاربة في البر والبحر والجو، إرتباطاً بمختلف
المتغيرات الإقليمية والدولية والتحديات ويعزز التصنيف العالمي للقوات المسلحة
المصرية بين مختلف الجيوش العالمية.. وتقع القاعدة على ساحل البحر الأحمر بالقرب
من الحدود الدولية الجنوبية شرق مدينة أسوان، وتبلغ مساحتها ١٥٠ ألف فدان،
بالإضافة إلى مطار برنيس الدولي ومحطة لتحلية مياة البحر.. ويتمثل الهدف
الإستراتيجي لإنشاء قاعدة برنيس العسكرية في حماية وتأمين السواحل المصرية
الجنوبية وحماية الإستثمارات الإقتصادية والثروات الطبيعية ومواجهة التحديات
الأمنية في نطاق البحر الأحمر فضلاً عن تأمين حركة الملاحة العالمية عبر
محورالحركة من البحر الأحمر وحتى قناة السويس والمناطق الاقتصادية المرتبطة بها،
وذلك ضمن رؤية مصر المستقبلية ۲۰۳۰”
وتزامناً مع افتتاح قاعدة برنيس جاءت المناورة،
قادر ٢٠٢٠، التى نفذتها القوات المسلحة، والتي تعد المناورة الأكبر والأضخم من حيث
عدد القوات والتشكيلات المشاركة فيها والتى شملت القوات البرية والبحرية والجوية
والقوات الخاصة، وكذلك من حيث نوعية الأسلحة الحديثة فى كل الأفرع، والتى تؤكد دائما
الجاهزية العالية والاستعداد القوى للقوات المسلحة المصرية والكفاءة القتالية لكل
أفرع القوات المسلحة بالتدريب المتواصل على أحدث الأسلحة مع الرماية بالذخيرة
الحية، والتى تؤكد قوة الجيش المصرى الذى يأتى ضمن الجيوش العشرة الأكبر فى العالم.
وجاءت مناورة «قادر ٢٠٢٠» وسلسلة المناورات
العسكرية التي اجريت بمثابة رسائل ردع لكل من تسول له نفسه تهديد أمن واستقرار
مصر،وتؤكد قدرة وجاهزية القوات المسلحة المصرية على مواجهة التحديات المتزايدة
ومصادر التهديد سواء للحدود المصرية او المناطق الاقتصادية الحيوية فى البحر المتوسط
والمنطقة الاقتصادية المصرية الخالصة والثروات القومية عموماً، خاصة مع تنامى
التهديدات النابعة من الحدود الغربية وتفاعلات الأزمة الليبية، والتدخلات الخارجية
فيهاالتى تشكل تهديدا للأمن القومى المصرى، وكذلك خطر الإرهاب والتنظيمات
الإرهابية، وعمليات التهريب وغيرها.
وهى بمثابة رسالة سلام من مصر إلى كل دول العالم
المحبة للسلام والساعية إليه، لأن مصر لا تريد الاعتداء على أحد، وتريد الخير لكل
الدول، ولا تصادر حقوق الدول الأخرى فى التنمية والرخاء، وإنما فقط مصر تسعى إلى
حماية مكتسبات شعبها، والحفاظ على حقوقها التاريخية، وحماية ترابها الوطنى، وقطع
يد كل من تسول له نفسه المساس بهذه الحقوق، أو محاولة الاعتداء على تلك المكتسبات.
القوات المسلحة ودورها في تنمية المجتمع
فرضت الظروف خلال السنوات الماضية على القوات
المسلحة المصرية، السير فى ثلاث مسارات رئيسية وهى الحرب ضد الإرهاب و المشاركة فى
البناء والتعمير، بالإضافة لمهمتها التقليدية فى حماية الحدود والمحافظة على كيان
الدولة المصرية، والمسارات الثلاث ليست بالأمر السهل، فكل مسار منهم له خطته وله
قدرات بشرية ومادية تحققه.. وفى المسارات الرئيسية التى عملت عليها القوات المسلحة،
كانت هناك تحديات خطيرة وكبيرة، فالحرب ضد الإرهاب حرب طويلة وممتدة ومتطورة، ومع
ذلك نجحت عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية بالعمل المشترك، فى تحقيق نتائج
على الأرض جعلت العمليات الإرهابية تتراجع بشكل كبير، ومن ذلك النجاح "المكلف".
كما شاركت القوات المسلحة بالتوازى في التنمية
الشاملة للدولة المصرية،والتى زادت مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة
الجمهورية، فكانت القوات المسلحة وأجهزتها فى مقدمة أجهزة الدولة التى تبنى وتعمر،
وساعد تدخلها على كسر عامل الزمن والتكلفة، وكان لزاما على الدولة المصرية العمل
بالتوازى فى المسارين الحرب على الإرهاب والمشاركة فى المشاريع القومية، وهذين
المسارين، كان بجانبها المسار الثالث والتقليدى، وهو حماية الحدود وحماية كيان
الدولة المصرية، وهى المهمة التقليدية للقوات المسلحة، بيد أن تلك المهمة أيضا
تطورت أدواتها فلم تقف المخاطر والتحديات عند عمليات التهريب، بل تضافرت عوامل
الجريمة مع الإرهاب ومن هنا فرض ذلك على الدولة تطويرا «مكلفا» للتعامل مع الأدوات
الجديدة
كما ظهر دور هام ورئيسي متمثل فى حماية المصالح
الاقتصادية للدولة، وهى مصالح جديدة لم تكن موجودة من قبل، مثل حقول الغاز فى
المتوسط، والتى تداخلت فيها الدولة المصرية مع طموحات لدول أخرى تسعى للنيل من مصر
وتقدمها فى ذلك الملف، ولذلك كان لزاما على القوات المسلحة باعتبارها « سيف الدولة
ودرعها»، أن تطور من نفسها.
وكانت أجهزة القوات المسلحة المعنية بالإعلام فى
قلب المعركة، فكانت إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة «مؤتمنة» على ما يمكن
إعلانه من أنشطة للقوات المسلحة سواء فى الحرب أو فى البناء، واستخدمت كافة
الأدوات الحديثة فى ذلك « فيديوهات وأفلام و أخبار منضبطة»، بينما كان العقيد
أركان حرب تامر الرفاعى، المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، نموذج آخر لرجال الدولة
التى استطاع أن يجمع بين « العسكرية المحافظة « و «المرونة المنضبطة»، وكان دائما
حاضرا بـ»المعلومة»، يعلم ما يقال ومالا يقال، وما يخرج فى بيانات رسمية أو فى
تصريحات إعلامية، وفى تلك المنظومة الإعلامية كان هناك أبطال من رجال الجيش المصرى
يعاونونهم على الظهور بالشكل الذى يليق باسم الجيش المصرى.
ونخلص إلى أن مصر دولة قدرها أن تكون دائما فى
مواجهة مع عدو، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا
فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض. لأنهم في رباط إلى يوم القيامة)،
سواء كان ذلك العدو معلن أو يعمل عبر أطراف أخرى، ولذلك فلا يمكن أن نطمئن أبدا،
إلا باطمئنان الدولة المصرية ومؤسساتها وجيشها الكبير، وذلك الاطمئنان يأتى من دعم
الدولة وأولوياتها، والإيمان بجيش مصر الوطنى ورجاله، والتعامل مع الواقع المفروض
علينا بالدعم فى التطوير والبناء للجيش وأسلحته
واخيراً تأتي العقيدة الثابتة لقواتنا المسحلة
كالآتي:
- تنبثق القوات المسلحة من شعب مصر.. وهي جزء من قواه الشاملة.
- أبناؤها هم من أبناء الشعب من قراه ومدنه.
- تفخر بأنها ليست طائفية ولا طبقية ولا حزبية.
- انتماؤها الوحيد لأرض مصر الطاهرة وشعبها الوفي.
- أبناؤها في استعداد دائم لتقديم دمائهم وأرواحهم فداء لها.
- يعمل أبناءها في إطار من القيم الدينية.. والخلقية التي تنبثق من
الأديان السماوية وحضارة ودستور مصر وتقاليدها العريقة بالإضافة الي المهارات
والتقاليد العسكرية التي توارثتها الأجيال المتعاقبة.
- مهمتها تأمين أرض مصر وشعبها.. ومياهها الإقليمية ومجالها الجوي
والفضائي ضد العدائيات والتهديدات الداخلية والخارجية.. حفاظاً على الأمن القومي
المصري وارتباطه الوثيق بالأمن القومي العربي وتفاعله مع الدول الأفريقية والإسلامية
والشرق أوسطية.. مع استعدادها لتأمين مصالح مصر الحيوية والمشاركة مع المجتمع
الدولي في حفظ السلام العالمي والشرعية الدولية، في إطار المواثيق الدولية وحقوق
الإنسان.
- تساهم بفائض إمكانياتها في دعم التنمية الشاملة لمصر وفاء منها
لمجتمعها وشعبها كما تواجه الأزمات والكوارث المختلفة لحماية الوطن.
- منهجها تطوير كفاءتها القتالية وتعميق خبراتها طبقاً للمستحدث من
الأسلحة والمعدات وخبرات الحروب الحديثة والتدريب المشترك والتعاون مع الدول
الشقيقة والصديقة.
- شعارهــا: الله اكبر.. ودائماً مصر أولاً
- غايتهــا: تحقيق أمن مصر الشامل
- انتماؤها: لأرض مصر الطاهرة وشعبها العظيم
تحية لأبناء قواتنا المسلحة المخلصين مع تحية
لشهداءها الأبرار.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
لواء دكتور كمال عامر
رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب