الثلاثاء 2 يوليو 2024

جفت مآقي العاشقين

فن11-10-2020 | 21:30

قدح القريض على المشـاع جنوني

وهجت فلول الشـوق بـؤس يقيني

وترنقـت تلك الحيـاة وأوصـدت

دوني المـدائن تسـتـدر شـؤوني

حار الفـؤاد فطـار لبي من جـوى

بالوجـد يشـكو حـرقةً تصـليني

يســتعذب المـر المـرير كأنـه 

شـهـدٌ يـسـاغ بلـذةٍ وفـتـونِ

تغـشى النجـوم الآسـيات غـلالةٌ

طـافـت بليـلٍ بالنـوى ينعيـني

حـيران في الدنيـا أمـوت بلَوعةٍ

في اليـوم ألفًا من هـوىً ملعـونِ

لا الصبح أرجو.. لا المسـاء بمنقذٍ

قـلبي الشـهيد بسـهمك المجـنونِ

سـمرَت بميـدان الفجـاءة أدمعي

تـأبى الوداع لوصـلنا المـغبـونِ

مـادت بي الأقـدام زاغـت أعيني

وبقـيتُ كالأعشـى بدنيـا العِيـنِ

يا غصـن بـانٍ بـانَ بـونًا بيِّنـا

يُجري البكـا بالعين جـري سـفينِ

يا مـن جفـاني بالفـراق مـودعا

وتركـتَ قـلبـي يكتـوي بأنيـنِ

وهجـرتَ أيام الوفا وندى الصـبا

وقـليتَ صـدقًا في سـبيل مـيونِ

يا من هجـاني طـاعنًا قـلبي الذي

ذاب الغـرام به ببحـر شـجـونِ

فيمَ الفراق وهـل يجـافي عاشـقا 

خـلٌّ يعـيش بقـلبه المسـجونِ؟!

أم هل جنى الولهـان ذنبًا يحعل الـ

أشـواق جـرمًا لا يجـوز بحينِ؟!

أغوى بقلبك زخـرفٌ أم هل قسـا

ذا القلب أضحى كالرحى الطاحونِ؟!

لله هاتـيـك الليـالي مـن بـهـا

أدمـى الجفـاء جـنانه بالهـونِ؟!

إلا أسـير الشـوق والعشـق الذي

يبـني الجواسـق في خيـال ظنونِ

جفت مـآقي العاشـقين وما غفـت

عيـنٌ تكابد من ضـنىً وحـنيـنِ

أوَ هـل يطـيب لي المـقام ببقعةٍ

هجـر الأحـبة دورهـا وذروني؟!

الحـب والوجـد السـجوم تـربعا 

في القلب نـارًا وسـمها بعيـوني

يا أيهـا المحـبـوب مهـلا إننـي

بالعشـق لسـت مكابـرًا بيـقيـنِ 

قل كيف أقـوى والسـهاد مـعذبي

حتى أكابر في نـدىً سـاقيـني؟!

خذني حبيبي الروح يا لمـح السـها

نحـيي الليـالي في هـنًا يفنيـني

خـذني إلى صـدرٍ ألـوذ بدفـئـهِ

أرخـي عليـه الدمـع لا يخـزيني

آوي إلـيـه إذا السـعـادة أقبـلت

أو سـمَّـرت جلل الخطوب جفوني

وانثر شـذى ريح الصـبابة مهـدهُ 

ثغـرٌ أفـاح العـطـر كالليمـونِ

أحـبب بأنفـاس الحـبيب تـرددَت

نسـماتها في صـدري المحـزونِ

واسـتر بشـعرك نبض قلبي علَّني

أغفـو غـداة مـعامـعٍ تدعـوني

إن أدركت مـنك الأعـادي نظـرةً

عـز الكـرى حـتى يعز جـبيني

فالقــوم تعـلم أننـي لا أُقـتـفى

إلا إذا رام الذئــاب عـريــني

إنـي إذا حـل الظـلام لعـاشـقٌ

وبسـاحة الشـجعان أيـن قريني؟!

لا يُنتضـى فيـها حسـامٌ عـندما

أمضي حسـامًا من رُبَى الزيتـونِ

بمـهـندٍ قـد يسـتجـار لجـولةٍ

والقـلب لا يُسـبى بغـير اللـيـنِ

مـن لي بذاك الجـيـد ألثـم قبـلةً

تشـفي غليل الظعن بعض فتوني؟!

كل الشـراب ولـو تعـتـق أمـةً

لا شـيء جـانب قبـلةٍ تـرويني

ولتغدُ شمسـي تمسِ نجـوى زُهرةٍ

قنديـل عيـدٍ في صيـام سـكوني

مـددًا يشـد الأزر حـين تضمـني

أو مخـدعًا في زهـرة اليقـطيـنِ

فجـرًا سـيبزغ من مـرايا طفـلةٍ

ينهـي الوغـي بسـجالها العنِّيـنِ

فننـام أمـنًا في متـاهـة غـابـةٍ

ونسـيح بيـن خـريطـةٍ وقـرونِ

مـالي أراك وقد نـأيـت بجـانبٍ

وكأن صوت الحب ضرب جنونِ؟!

إن تنـسَ مـن أناْ وامتطيت جهالةً

فأنا رسـول الحـب عبـر سـنينِ

إنـي لـولاج الدجـى لا أنـتـهي

عـن خـوض كل مفـازةٍ وأتـونِ

وأنـا الذي لا يسـتـراع بوقـعـةٍ

بل لا يهـاب القلب سـيف مـنونِ

وأنـا الذي رجـح الحـلوم رزانةً

ودنـا لصـرخـة بـائسٍ مسـكينِ

وأنـا الذي بالنبـل فخرا قد درجـ

ـــتُ بخير بيتٍ بالعطـاء مكينِ

وأنـا فتى الفتيان تخشـى بطشـتي

شـوس الأشاوس ترعوي في الدونِ

أنَّى غـدوت اليـوم جرذًا راجـفا

يخشـى العُقـاب فينزوي بجبونِ؟!

ما بـال أوصـالي تبـدد دفـؤهـا

فسـرى بجسـمي قارصٌ يرديني؟!

تـبًّا لذاك الصـب يسـحق عزتي

ويريـق فخـري عنـوةً في الطينِ

والله إنـي هـاجـرٌ حــبًّا أضـا

ع سـنين عمـري كالهـبا الممنونِ

إن عـدتني فالقـلب أوصـد بـابهُ 

وغـدا خـواءً بعـد يـأس يـقيني

مـالي وحـبٍّ قـد يثـلم لهـذمي!

يا حـبـذا بيـنٌ يريـح شـجوني