الإثنين 20 مايو 2024

التحول الرقمى مشروع مصر القومى.. مصر الحديثة بلا أوراق حكومية

تحقيقات13-10-2020 | 21:37

تسعى الدولة المصرية منذ تحمل الرئيس عبدالفتاح السيسي مسئولية البلاد لتعزيز تنمية البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات الرقمية في الجهات الحكومية، وهي واحدة من الأولويات الرئيسية لتحديث الدولة المصرية وذلك لتحسين أداء الوزارات والهيئات الحكومية في مختلف المجالات، ورفع جودة الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين ورفع كفاءتها من خلال تحسين بيئة العمل، وتوفير الدعم لعملية هذا التحول الذي سيقدم الكثير من الحلول لمتخذي وصانعى القرار وإيجاد حلول للقضايا التي تهم المجتمع بشكل سريع وفاعل. 


عملية التحول الرقمي ستسهم في توفير حجم ضخم من البيانات يُمكّن الحكومة من خلق هوية رقمية لكل مواطن، ومن خلالها تستطيع الحكومة التعرف على احتياجات المواطن وظروفه الاقتصادية، وهذا مثلآ يمكن الدولة من توجيه الدعم لمستحقيه ومن هنا تتحقق العدالة الأجتماعية بسبب توافر المعلومات والبيانات.


 مشروع التحول لمجتمع رقمي يهدف إلى إتاحة الخدمات الرقمية بطرق بسيطة، وتكلفة ملائمة في أي وقت وأي مكان لجميع المؤسسات والمواطنين من خلال تطوير منظومة رقمية متكاملة مؤمنة على المستوى القومي، وكذلك تحفيز الصناعات الرقمية من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل عن طريق دعم وتنمية الصناعة الرقمية والإبداع التكنولوجي، وإنشاء ممر مصر الرقمي لضمان تحقيق الاستغلال الأمثل لموقع مصر الجغرافي لتصبح مركزًا عالميًا لخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. 


فالتحول من المعاملات الورقية إلى المعاملات الإلكترونية تطور عام، وقد نهجته دول العالم منذ زمن بعيد، فالتحول الرقمي سوف يوفر الوقت والجهد، هذا بالإضافة إلى أنه رادع رئيسي للفساد، بالطبع هذا التحول سوف يقضي على البيروقراطية، مما يحدث معدلات رضا لدى المواطنين، لأن الخدمة سوف تتم دون أي عواقب وفي أسرع وقت.


فالتحول الرقمى الذي نسعى إليه هو مشروع البنية المعلوماتية للدولة المصرية هو مشروع قومى وسوف ينقل مصر إلى التعامل من خلال بيئة معلوماتية من خلال ربط كل الجهات الحكومية ببعضها لتقديم الخدمات للمواطن بصورة أسهل وأسرع وتمنع الفساد وتحافظ على حقوق المواطنين والدولة في الوقت نفسه، فالتحول الرقمي يأتي ضمن مظلة أشمل وهي بناء مصر الرقمية ويهدف إلى ترشيد موارد الدولة، وحوكمة الأداء الحكومي، وتقديم خدمات للمواطنين بشكل أيسر وأكفأ وأكثر شمولا، ومشروع  بناء مصر الرقمية ليست مسئولية وزارة بعينها ولكنها مسئولية مجتمع بأكمله من حكومة وقطاع خاص ومجتمع مدني وقطاع أكاديمي وكل جوانب وأركان الدولة.


وتعتمد مبادرات الرؤية الاستراتيجية لبناء "مصر الرقمية" على ركيزتين، هما تحقيق التحول الرقمي، وبناء الإنسان المصري، إذ يظل الاستثمار في البشر قاطرة التنمية في المجتمعات، وفي ظل الخطوات الملموسة والمتسارعة التي تنتهجها الدولة في ملف التحول الرقمي، لا تتوقف المساعي في تنمية وصقل الكفاءات في هذا المضمار، لبناء ودعم استراتيجية مصر نحو التحول الرقمي، وبناء الإنسان المصري بشكل عام.


إن المبادرات شملت إطلاق مبادرة "فرصتنا.. رقمية"، والتي تشرف على تنفيذها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، بهدف تعزيز مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في تنفيذ مشروعات التحول الرقمي، وكذلك زيادة تنافسية تلك الشركات في السوق المحلية والعالمية، بما يسهم في خلق فرص العمل للشباب.


المبادرة تتيح منصة رقمية يتم من خلالها الإعلان عن فرص رقمية من خلال 3 روافد هي، تنفيذ أعمال من خلال التعاقد مع الجهات الحكومية مباشرة، وكذلك تنفيذ أعمال من خلال التعاقد مع الشركات المتعاقدة مع الجهات الحكومية، فضلاً عن عقد مسابقات مهارية للعاملين بالشركات الصغيرة والمتوسطة بمجال علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، تنتهي بتنفيذ أعمال.


المنصة الرقمية التي تم إطلاقها، تتضمن تفاصيل عن مشروعات التحول الرقمي الجاري تنفيذها للجهات الحكومية المختلفة، وكذلك مجموعة من الفرص المتاحة التي يمكن إسنادها إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن تضمنها إحصاءات ومؤشرات الأداء الرئيسية لمتابعة مراحل المشروعات والفرص المعلنة بشفافية، هذا بجانب الشروط والمواصفات الفنية لكل فرصة والجهة المنفذة.


المبادرة تتيح 33 فرصة في مشروعات التحول الرقمي بقيمة تقديرية لحجم الأعمال المعروضة للشركات الصغيرة والمتوسطة بنحو 90 مليون جنيه، فضلاً عن أنه سيتم تدريب 500 شاب في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة بشهادات معتمدة من شركة أمازون ويب سيرفيز AWS، وذلك إلى جانب تخصيص 50 شهادة معتمدة للراغبين في التقدم للامتحان مباشرة دون الحصول على الدورة التدريبية.


تم إطلاق مبادرة "مستقبلنا.. رقمي"، والتي تشرف على تنفيذها هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، حيث تعد المبادرة منحة مجانية بالكامل، لتدريب الشباب في مجالات تكنولوجيا المعلومات، ذات الطلب المتزايد من خلال أكاديمية افتراضية بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، ومن المستهدف تدريب 100 ألف شاب عن بعد بمجالات برمجيات الويب وعلوم البيانات والتسويق الإلكتروني، من خلال 12 مساراً تدريبياً الأكثر طلباً ونمواً على المستوى المحلي والعالمي.


المبادرة تهدف إلى تعزيز مكانة مصر على خريطة تكنولوجيا المعلومات ووضعها   ضمن أكبر الدول المصدرة للخدمات الرقمية، فضلاً عن إتاحة فرص عمل للشباب على نطاق واسع من خلال تأهيلهم على ممارسة الوظائف الرقمية الحرة، كما تتمثل مزايا المبادرة، في تنفيذ كل متدرب عددا من المشروعات التكنولوجية مع توفير مراجعين لتصحيح وتقييم هذه المشروعات، وكذلك عقد مجموعات تعليمية لتشجيع نقل المعرفة بين المتدربين وعرض تجارب ونماذج ناجحة للعمل الحر، والعمل عن بعد.


كما تم إطلاق مبادرة "شغلك من بيتك"، تحت إشراف معهد تكنولوجيا المعلومات ITI، بهدف توعية وتدريب الشباب على مهارات العمل الحر والعمل عن بعد، وكذلك إتاحة فرص دخل متميزة من خلال الشراكة مع عدد من منصات العمل الحر، وقد بلغ عدد من قاموا بالتسجيل في المبادرة نحو 5375 شخصاً، كما تم تدريب نحو 30.6 ألف شاب على مهارات العمل الحر على منصة "مهارة تك" و6548 متدرباً بلغة الإشارة.


هناك عدد من المزايا التي تتمتع بها المبادرة، والمتمثلة في إتاحة دورات ومسارات تدريبية على المهارات التكنولوجية الأكثر طلباً في سوق العمل، وكذلك توفير التدريب الرقمي على مهارات العمل الحر لمساعدة المقبل على هذا النوع من العمل على تنفيذ أولى خطواته، فضلاً عن إتاحة البرامج التدريبية باللغة العربية وبلغة الإشارة في إطار العمل على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، هذا بجانب إشراك الخبراء في هذا المجال لتبادل الخبرات والنصائح مع الراغبين في تعظيم استفادتهم من منصات العمل الحر المختلفة، بالإضافة إلى توفير امتيازات وفرص عمل مختلفة بالتعاون والشراكة مع منصات العمل الحر وشركات التوظيف عن بعد، علماً بأنه في حالة الرغبة في المشاركة في المبادرة كمتدرب أو خبير أو شريك.


أما المبادرة الرئاسية "إفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية"، فإنها تهدف إلى تنمية قدرات وتأهيل 10 آلاف شاب مصري وإفريقي على تطوير الألعاب والتطبيقات الرقمية باستخدام أحدث التقنيات، وكذلك تحفيز تأسيس 100 شركة مصرية وإفريقية ناشئة في هذا المجال.


وتتمثل مزايا المبادرة في تأهيل الشباب على تطوير التطبيقات الرقمية، فضلاً عن تبادل الثقافات بين الشباب المصري والإفريقي، مع منح الفرصة لهم للمشاركة في مسابقة كأس إفريقيا للألعاب والتطبيقات الرقمية وتحويل أفكارهم إلى شركات ناشئة، حيث تم إطلاق هذه المسابقة لتكون الأولى من نوعها في القارة، وتوفر منصة لرواد الأعمال والشركات الناشئة، لاستعراض أفكارهم الابتكارية وتقديم مشروعاتهم التجارية في هذا المجال، كما توفر جوائز مالية ومنح بإجمالي 60 ألف دولار.


وفيما يتعلق بالمبادرة الرئاسية "رواد تكنولوجيا المستقبل"،  تعد منصة رقمية لتوفير التدريب في 45 مساراً تدريبياً في تخصصات تكنولوجية متقدمة، بالتعاون مع كبرى الشركات التكنولوجية، وبشهادات معتمدة من جامعات عالمية، حيث تنفذ المبادرة من خلال مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال التابع لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا).


أما بشأن المبادرة الرئاسية لتأهيل الشباب المجندين أطلقت لتأهيلهم فترة تجنيدهم، بالتعاون مع وزارة الدفاع، تم إطلاق البرنامج التدريبي المتخصص "الـ 9 أشهر"، وذلك بهدف تنمية القدرات محلياً ودولياً، حيث تم تصميمه وتنفيذه من قبل معهد تكنولوجيا المعلومات على مدى أكثر من 25 عاماً، وقد وصل متوسط نسبة التشغيل لخريجي البرنامج 83% وفي بعض التخصصات 100%.


وفيما يتعلق ببرنامج الحاضنات التكنولوجية، فيعد برنامجا متكاملا لمساعدة رواد الأعمال على تحويل خطط أعمالهم ونماذج منتجاتهم إلى أعمال تجارية ناجحة، حيث يهدف البرنامج إلى دعم الشركات الناشئة ورعاية حلولها الابتكارية التي يمكن أن تحقق عائدات اقتصادية وصادرات وتخلق فرص عمل للكوادر المصرية، فضلاً عن تشجيع وزيادة الوعي بريادة الأعمال في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقد تخرج في البرنامج نحو 120 شركة، كما تبلغ مدة الاحتضان بمركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال عاماً واحداً، ويمكن التقدم للمشاركة في البرنامج في أي وقت خلال العام، حيث يتم كل 3 أشهر تقييم الطلبات المقدمة.


البرنامج يقدم 60 ألف جنيه دعما ماديا مقسما على 3 دفعات، وكذلك 120 ألف جنيه خدمات عينية تتمثل في (خدمات استشارية - برامج وأجهزة حاسب آلي - خدمات تسويقية)، هذا بجانب توفير مرشدين فنيين وموجهين، ومكان للعمل مجهز بالكامل.


وبشأن مبادرة التعلم الرقمي من خلال المنصة الرقمية "مهارة تك"،فهى تهدف إلى تدريب الشباب في عدد من   التخصصات التكنولوجية الدقيقة باللغة العربية من خلال 10 مسارات، وقد حصل أكثر من 17 ألف متدرب بالفعل على شهادة معتمدة من خلال هذه المنصة.


أيضاً إطلاق المعهد القومي للاتصالات مبادرة "BSecure"، حيث تم الاتفاق مع 7 جامعات لتدريب الطلاب في تخصصات أمن المعلومات والبنية التحتية، وقد تم البدء في التدريب على إنشاء وتشغيل وصيانة شبكات الألياف الضوئية، حيث تستهدف المبادرة 3000 متخصص بنهاية 2021.


أما بشأن مبادرة "وظيفة تك"، تم تنفيذها بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي ممثلة في بنك ناصر الاجتماعي، باستثمارات 100 مليون جنيه لخلق فرص عمل للشباب وتدريبهم بشكل احترافي، من خلال الشركات المشاركة في المبادرة، حيث تهدف المبادرة إلى ربط البرامج التدريبية مع احتياجات الصناعة لتشمل إتاحة التدريب على تكنولوجيات متخصصة.


أما فيما يتعلق بمبادرة "قدوة – تك"، تلك المبادرة التي تدعم المرأة المصرية وتمكنها باستخدام تكنولوجيا المعلومات من خلال دعم مهارات رائدات الأعمال من صاحبات الحرف اليدوية بمجال التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية، حيث تستهدف المبادرة 10000 مستفيدة من خلال برامج تدريبية وتوعوية مباشرة وأونلاين لمدة 3 سنوات، وتتمثل مزايا المبادرة في إتاحة برامج تدريبية تكنولوجية توائم احتياجات المرأة، وكذلك تقديم التوجيه والدعم المستمر للمستفيدات وحل المشكلات التي تواجههن باستخدام أدوات وحلول وتطبيقات تكنولوجية، فضلاً عن تحقيق أقصى قدر من الكفاءة في إدارة وتسويق وتجارة منتجاتهن الحرفية وتحقيق ميزة تنافسية وقيمة مضافة لكل منهن، هذا بجانب إعطاء فرصة للخروج إلى أسواق عالمية ومحلية مختلفة تساعدهن على المزيد من الأرباح والمكاسب المادية، بالإضافة إلى خلق مجتمع مواز من السيدات الحرفيات يشاركن المعارف والخبرات في مجال عملهن.


وبشأن مبادرة "شباب مصر الرقمية"، تم إطلاق المبادرة من خلال توقيع بروتوكول تعاون بين المعهد القومي للاتصالات وبنك ناصر الاجتماعي، بهدف تمكين الشباب من التدريب عبر منصات رقمية، حيث تتيح المبادرة قروضا ميسرة لتمويل أجهزة الحاسب الآلي المحمول للمتدربين الملتحقين ببرامج التدريب المختلفة بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.


وبالنسبة لخطة بناء الإنسان المصري والتي من المستهدف منها تدريب 95 ألف متدرب، يتضمنوا 55 ألف متدرب مستهدف تدريبهم في مجالات التكنولوجيا المختلفة بالتعاون مع الشركات العالمية، فضلاً عن 20 ألف متدرب مستهدف تدريبهم في مجالات التكنولوجيا المتقدمة من خلال برامج ومبادرات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك من المستهدف أيضاً تدريب 20 ألف متدرب في مجالات المهارات الأساسية للحاسب الآلي.

كما أنه جار العمل على إطلاق منصة موحدة لتكون بمثابة بنك للمهارات، والتي سيتم من خلالها التقدم للحصول على الدورات التي تقدمها الوزارة وجهاتها المختلفة.


وفيما يتعلق ببناء الكفاءات الرقمية القادرة على دفع عمليات التحول الرقمي  تم تدريب أكثر من 2000 شخص من ذوي القدرات الخاصة في الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة من ضمنهم 180 متدرباً من 12 دولة أفريقية، كما تم إنشاء 6 مجمعات للإبداع التكنولوجي تضم فروعاً لمعاهد التدريب التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جامعات إقليمية، وكذلك تم الانتهاء من تطوير 166 مركز شباب تكنولوجياً مع توفير التدريب لـ 22500 متدرب من الشباب على المهارات الأساسية للحاسب الآلي والمهارات الشخصية، وإنشاء المرحلة الأولى من مدينة المعرفة بتكلفة 2 مليار جنيه، وذلك على أحدث النظم التكنولوجية في العاصمة الإدارية الجديدة، والتي ستضم أول جامعة في الشرق الأوسط وإفريقيا، متخصصة في علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك مبنى للابتكار والبحوث التطبيقية، ومبنى للتدريب، فضلاً عن مبنى للبحوث والتطوير في التكنولوجيا المساعدة.


وتم توقيع بروتوكول تعاون بين المعهد القومي للاتصالات وشركة "هواوي تكنولوجيز" العالمية، حيث من المستهدف تأهيل 200 مدرب لتدريب أكثر من 10 آلاف متدرب في مجالات تكنولوجيا التحول الرقمي المختلفة، وكذلك تم الانتهاء من تدريب 146 مدرباً، كما تم تدريب 1061 متدرباً خلال أكثر من 60 فصلاً تدريبياً.