الإثنين 24 يونيو 2024

88 عاما على رحيل «أمير الشعراء»

فن14-10-2020 | 12:47

ولد أحمد شوقي في القاهرة عام 1869، كما نشأ وترعرع فيها، وتنحدر أصوله لأسرة مختلطة دماؤها بخمسة أصول: التركية واليونانية والعربية والشركسية والكردية.

جده لأبيه كردي الأصل، تولى عدة مناصب إدارية في عصر سعيد باشا، والتي كان آخرها أمين الجمارك المصرية، كما أن جده لأمه تركي الأصل، فقد كان وكيلاً لخاصة الخديوي إسماعيل، أما عن جدته لأمه فقد كانت يونانية وتعمل وصيفة في البلاط الخديوي.

وتلقى شوقي علومه الأولى بكُتاب الشيخ صالح في سن الرابعة، وأنهى تعليمه الثانوي عام 1885م، ثم ألتحق بعدها بمدرسة الحقوق لدراسة القانون، كما أنه درس اللغة الفرنسية، وفي تلك الفترة كان يتتلمذ على يد حسين المرصفي، والشيخ حفني ناصف؛ لتعلم علوم الأدب، وعقب الأنتهاء من دراسته الحقوق أرسله الخديوي لإتمام دراسة الحقوق في فرنسا، وقضى في مدينة باريس ومونبلييه اربع سنوات، ثم عاد بعدها إلى مصر، وتزوج من السيدة خديجة شاهين وله منها ثلاثة أبناء هم: علي، أمينة، حسين.

وكان شوقي مثقفاً ومتنوع الأركان، فقد كان مداوماً على قراءة ومطالعة كتب الأدب العربي لا سيما كتب فحول الشعر أمثال البحتري، وأبي نواس، وأبي تمام، كما طالع كتباً للجاحظ، إضافة إلى كُتب اللغة، والحديث، والفقه، وبسبب ما قضاه في فرنسا من سنوات لدراسة القانون؛ فقد كان متقناً للفرنسية، مما مكنه بعد ذلك من الاطلاع على الأدب الفرنسي والنهل من فنونه، والتأثر بشعراء الفرنسية وادبائها الذين كان متصلا ً بهم اتصالاً مباشر، بالإضافة إلى إتقانه للغة التركية والتي اكتسبها من بيئته وعائلته.

بدأ أمير الشعراء بنظم الشعر أثناء دراسته للحقوق بمصر، فقد كان يطلع على قصائد أستاذه محمد البسيوني البيباني شاعر توفيق باشا، ويقوم بتهذيبها ومراجعتها، مما أسعد أستاذه كثيراً، فقد رأي فيه مشروع شاعر مبدع فقدمه للخديوي توفيق وأخبره عن موهبته الفذة فاستعاده الخديوي وأطلع على شعره.

ويعد ديوان الشوقيات أهم وأبرز أعمال شاعرنا الراحل، فهو يتألف من أربعة مجلدات طبع أول مرة بين عامي 1888 -1889، في مطبعة الآداب والمؤيد، ثم أُعيد طبعه مرة أخرى بدون أية إضافات عام 1911، وقسمت الشوقيات إلى أربعة أجزاء، طبع الجزء الأول عام 1926 بدون أية إضافة، ثم طبع الجزء الثاني عام 1930، وطبع الجزء الثالث عام 1936 بعد وفاة شوقي، ثم طبع الجزء الرابع عام1943

وكتب شوقي ثلاث روايات منها:

"عذراء الهند" وألفها عام 1897، وهي رواية عن تاريخ مصر القديمة أيام الملك رمسيس الثاني

"لادياس" وتعني أخر الفراعنة وهي أيضاً عن تاريخ مصر القديم، وتعكس حالة مصر قبل القرن الخامس الميلادي.

"ورقة الآس" وهي رواية تاريخية وقعت أحداثها في زمن الملك سابور ملك الفرس

"مذكرات بنتاؤر" وهي رواية تدور حول معتقد مصري قديم وهو أن بعض الناس يمكنهم التحدث مع الطيور والتعبير عنهم

أما عن المسرح فإن شوقي يعتبر رائد المسرح العربي، إذ ملأ فراغاً في الأدب المعاصر، فوضع عدد من المسرحيات الشعرية، والتي تناولت مادتها الأولية التاريخ القديم، كما جعل لكل مسرحية هدفاً متمثلاً باتجاه معين، ومن هذه المسرحيات: مسرحية مصرع كليوباترا، ومسرحية قمبيز، ومسرحية علي بك الكبير، ومسرحية عنترة، ومسرحية مجنون ليلى، ومسرحية البخيلة، ومسرحية أميرة الأندلس.

نظم أحمد شوقي الشعر في عدة مجالات مختلفة حيث نظم الشعر الوطني والسياسي، بالإضافة إلى شعر الغزل والمدح والوصف والرثاء، وأكثر شوقي من ذكر الأخلاق في شعره والحث عليها، كما ظهر تأثر الشاعر بالجانب الإسلامي عامة وبالقرآن الكريم خاصةً، وكان متمكناً من اللغة العربية فقد كان يمتلك ثروة لغوية غزيرة.

وأصيب أمير الشعراء بمرض تصلب الشرايين وهو على أعتاب الستين، وأصيب بمرض أخر أنهك قواه وجعله ملازماً للفراش لمدة أربعة أشهر، وفي مساء الثالث عشر من أكتوبر عام 1932 صعدت روح الشاعر إلى السماء وسط ذهول من الحاضرين والذين حاولوا إنقاذه من نوبة السعال وضيق التنفس التي أصابته.