الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فن

كاتب "الضربة القاضية"

  • 14-10-2020 | 15:06

طباعة

محمد حسنين هيكل ليس مجرد كاتب من «الوزن الثقيل»، ولكنه من كتاب «الضربة القاضية».

في أحدث كتبه «ملفات السويس - حرب الثلاثين سنة» يحاصر خصومه وخصوم عبدالناصر، إن لم يكن من المناسب أن نقول خصوم الانتصار المصري العربي على الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية، وبعد الضربة الأولى بعد الحكم حتى رقم عشرة فلا تقوم لأى من الخصوم قائمة.

ولكن من مقاعد «المتفرجين» يتصايح البعض أى انتصار هذا بعد أن دخلت قوات الغزو إلى مدينة بورسعيد؟ ولأن الذين قاموا بالغزو اعترفوا أمام العام كله بأن دخول بورسعيد لم ينقذهم من الهزيمة، فإن أحداً لم يحاول الرد على هؤلاء المتصايحين، خاصة أنه لم يحدث فى تاريخ ملاكم محترف أن نازل «متفرجاً».

ويصيح آخر من خارج الحلبة أيضاً: أى انتصار هذا الذى حققته مصر فى بدايات ثورة يوليو وتحت زعامة جمال عبدالناصر؟ ألم يكن عبدالناصر نفسه «مكلفاً» بالقيام بهذه الثورة تحت «رعاية» المخابرات المركزية الأمريكية؟ لقد تولت الولايات المتحدة الأمريكية لأسباب خاصة بها مطاردة بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وهزيمتهم مختبئة وراء مصر وجمال عبدالناصر.

ولم يرد أحد طبعاً على هذا المتفرج الذى يحاول أن يقنعنا أن بريطانيا دولة وإنجلترا دولة أخرى.. أو أن حرباً نشبت بينهما.

بعض القضايا التاريخية يمكن أن تظل ملفاتها مفتوحة أمام المؤرخين والباحثين والكتاب إلى أن يظهر كاتب يملك من الموهبة بقدر ما يملك من المعرفة والجلد على البحث والتقصى مثل ما فعل محمد حسنين هيكل فى «ملفات السويس».

وكل الذين قرأوا الكتاب على تباين انتماءاتهم السياسية لم يترددوا فى إعلان هذه الحقيقة، رغم تواضع المؤلف الذى يصف نفسه كمجرد قارئ للتاريخ.

وليس «ذنب» المؤلف أن وقائع التاريخ ووثائق العدو والصديق تؤكد أن مصر فى عهد فاروق كانت تتلقى «التعليمات» من موظف بريطاني بدرجة سفير أو ضابط بريطانى برتبة «لواء» بينما تستطيع فى ظل قيادة وطنية أن تتحدى إمبراطوريتين وتدق المسمار الأخير فى نعشيهما.

وفضل هيكل لم يكن مجرد كشف هذه الحقيقة وتوثيقها، ولكن تنبيهنا إلى أنها مجرد حلقة واحدة، فما زالت مصر والأمة العربية مستهدفة وما زالت هناك تحديات أخرى علينا أن نواجهها.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة