الخميس 9 مايو 2024

اللحوم‭ ‬الحمراء..‭ ‬ العدو‭ ‬رقم‭ ‬1‭ ‬للكُلى

الهلال لايت16-10-2020 | 14:18


اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬داكنة‭ ‬اللون‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬كمية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬حمض‭ ‬البوليك‭ ‬الضاغط‭ ‬على‭ ‬الكُلى

من‭ ‬الخطأ‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬مريض‭ ‬الكُلى‭ ‬عن‭ ‬تناول‭ ‬البروتين‭ .. ‬فهو‭ ‬يضر‭ ‬نفسه‭ .. ‬وعليه‭ ‬العودة‭ ‬للطبيب‭ ‬فورا

من‭ ‬المعروف‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬كانت‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬داكنة‭ ‬اللون‭ ‬زاد‭ ‬احتواؤها‭ ‬على‭ ‬كمية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬حمض‭ ‬البوليك،‭ ‬مما‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬ضغطاً‭ ‬على‭ ‬الكليتين،‭ ‬لذلك‭ ‬ينصح‭ ‬دائماً‭ ‬بشراء‭ ‬اللحوم‭ ‬وردية‭ ‬اللون‭ ‬وليست‭ ‬ذات‭ ‬اللون‭ ‬الأحمر‭ ‬الداكن‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ (‬البتلو‭.


ولكن‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬طالما‭ ‬لا‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬المعروفة‭ ‬منها‭ ‬أمراض‭ ‬الكلى،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الجسم‭ ‬يمتص‭ ‬حوالي‭ ‬من‭ ‬1‭ - ‬1‭.‬2‭ ‬جرام‭  ‬لكل‭ ‬كيلو‭ ‬لحم،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬كيلو‭ ‬اللحم‭ ‬لا‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬وزنه‭ ‬بروتينات‭ ‬كما‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض،‭ ‬فقطعة‭ ‬اللحم‭ ‬التي‭ ‬وزنها‭ ‬100‭ ‬جرام‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬إلا‭ ‬على‭ (‬15‭ - ‬20‭ ‬جرام‭ ‬بروتين‭)‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فالجسم‭ ‬السليم‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬البروتين‭ ‬سواء‭ ‬المشتق‭ ‬من‭ ‬الأسماك‭ ‬أو‭ ‬الدواجن‭ ‬بنفس‭ ‬الشكل‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬الهضم،‭ ‬ولكن‭ ‬يختلف‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمريض،‭ ‬فيجب‭ ‬عليه‭ ‬تناول‭ ‬البروتين‭ ‬بأرقام‭ ‬محسوبة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطبيب‭ ‬المتابع،‭ ‬لأن‭ ‬مريض‭ ‬الكلى‭ ‬إن‭ ‬حدث‭ ‬وتناول‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬الأطعمة‭ ‬المحتوية‭ ‬على‭ ‬بروتين‭ ‬مثل‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬بكمية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬طاقة‭ ‬جسمه،‭ ‬فهو‭ ‬معرض‭ ‬لزيادة‭ ‬نسبة‭ ‬البولينا‭ ‬والكرياتينين‭ ‬في‭ ‬الجسم‭.‬

وقد‭ ‬يسرع‭ ‬ذلك‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬المرض،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تدهور‭ ‬الحالة،‭ ‬أما‭ ‬لو‭ ‬تناول‭ ‬تلك‭ ‬الأطعمة‭ ‬بشكل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬اللازم،‭ ‬فهذا‭ ‬يعتبر‭ ‬أكثر‭ ‬ضرراً،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الكلى‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نسيج‭ ‬حي‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لكمية‭ ‬مناسبة‭ ‬من‭ ‬البروتين‭ ‬حتى‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬دورها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬ولذلك‭ ‬فحرمان‭ ‬مريض‭ ‬الكلى‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬اللحوم‭ ‬والبروتينات‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬علاجاً‭ ‬بل‭ ‬سوف‭ ‬يؤدي‭ ‬لتدهور‭ ‬حالة‭ ‬الكليتين‭ ‬وبناء‭ ‬عليه‭ ‬تدهور‭ ‬حالة‭ ‬المريض‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

لذلك‭ ‬فمريض‭ ‬الكلى‭ ‬الذي‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬إن‭ ‬استطاع‭ ‬الامتناع‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬تناول‭ ‬البروتين‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬أملاً‭ ‬في‭ ‬تحسن‭ ‬الحالة‭ ‬فهو‭ ‬خاطئ،‭ ‬فهو‭ ‬هكذا‭ ‬يضر‭ ‬نفسه‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬الوعي،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬معه‭ ‬قائمة‭ ‬معتمدة‭ ‬من‭ ‬طبيب‭ ‬متخصص‭ ‬بالأطعمة‭ ‬الممنوعة‭ ‬والأخرى‭ ‬المسموح‭ ‬بها‭ ‬وكمياتها‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬بتلك‭ ‬الكميات‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ .‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للإصابة‭ ‬بحصوات‭ ‬الكلى‭ ‬وعلاقة‭ ‬ذلك‭ ‬بالأطعمة‭ ‬التي‭ ‬يتناولها‭ ‬الإنسان،‭ ‬فيجب‭ ‬التوضيح‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬حصوات‭ ‬الكلى‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ (‬الأوكسالات‭) ‬والتي‭ ‬لها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مصدر‭ ‬بخلاف‭ ‬الطعام،‭ ‬فالأوكسالات‭ ‬تتكون‭ ‬في‭ ‬الأمعاء‭ ‬نتيجة‭ ‬وجود‭ ‬بكتيريا‭ ‬في‭ ‬الأمعاء‭ ‬وكثيراً‭ ‬ممن‭ ‬يصابون‭ ‬بأملاح‭ ‬الأوكسالات‭ ‬يكون‭ ‬سببها‭ ‬حدوث‭ ‬اضطراب‭ ‬ببكتيريا‭ ‬الأمعاء،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إنتاج‭ ‬أوكسالات‭ ‬داخل‭ ‬الجسم‭ ‬بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬أما‭ ‬الطعام‭ ‬فهو‭ ‬مسئول‭ ‬عن‭ (‬30%‭ -‬‭ ‬40%‭) ‬من‭ ‬الأوكسالات‭ ‬الموجودة‭ ‬بالجسم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬عند‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬الأوكسالات‭ ‬بالجسم‭ ‬فيمكن‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬40‭% ‬منها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬تناول‭ ‬الأطعمة‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأوكسالات،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬لـ‭ ‬70‭% ‬من‭ ‬الأوكسالات‭ ‬تنتج‭ ‬داخل‭ ‬الجسم‭ ‬يجب‭ ‬معرفة‭ ‬سببها‭ ‬للعلاج،‭ ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬علاج‭ ‬الأمعاء‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬وليس‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬إن‭ ‬أصيبوا‭ ‬بحصوة‭ ‬في‭ ‬الكلى‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬حياتهم،‭ ‬يعتاد‭ ‬الجسم‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وتتكون‭ ‬الإصابة‭ ‬بالحصوات‭ ‬كل‭ ‬فترة،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬يحدث‭ ‬معهم‭ ‬ذلك‭ ‬نتيجة‭ ‬أسباب‭ ‬متعددة‭ ‬مثل‭ ‬الإصابة‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مكوث‭ ‬المريض‭ ‬بالسرير‭ ‬لفترة‭ ‬نتيجة‭ ‬علاج‭ ‬من‭ ‬كسر‭ ‬أو‭ ‬غيره،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاعل‭ ‬كالسيوم‭ ‬العظم‭ ‬مع‭ ‬أوكسالات‭ ‬الجسم‭ ‬فيؤدي‭ ‬للإصابة‭ ‬بالحصوات،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مياه‭ ‬شرب‭ ‬مليئة‭ ‬بالكالسيوم‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬نسب‭ ‬الإصابة‭ ‬بالحصوات،‭  ‬وبالتالي‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬الحصوات‭ ‬تتكون‭ ‬نتيجة‭ ‬عامل‭ ‬خارجي‭ ‬أضيف‭ ‬لحياة‭ ‬المريض،‭ ‬وبالتالي‭ ‬بمجرد‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬العامل‭ ‬والبعد‭ ‬عنه‭ ‬يتوقف‭ ‬الجسم‭ ‬عن‭ ‬إنتاج‭ ‬الحصوات،‭ ‬ولكن‭ ‬المصابين‭ ‬بمشكلة‭ ‬دائماً‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬الغذائي‭ ‬أو‭ ‬الجينات‭ ‬سوف‭ ‬تظل‭ ‬أجسامهم‭ ‬تنتج‭ ‬حصوات‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬دون‭ ‬توقف،‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أية‭ ‬علاقة‭ ‬بكمية‭ ‬أو‭ ‬نوعية‭ ‬الطعام‭ ‬التي‭ ‬يتناولونها‭.‬

وأخيراً،‭ ‬فقد‭ ‬كشفت‭ ‬دراسة‭ ‬علمية‭ ‬حديثة‭ ‬بأن‭ ‬تناول‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬الإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬الكلى‭ ‬بنسبة‭ ‬40‭% ‬مقارنة‭ ‬بالأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يتناولون‭ ‬كميات‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء،‭ ‬حيث‭ ‬أوضح‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬الدراسة‭ ‬بأن‭ ‬تناول‭ ‬أنواعاً‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬البروتينات‭ ‬والمتوفرة‭ ‬في‭ ‬الدجاج‭ ‬والأسماك‭ ‬قد‭ ‬يقلص‭ ‬من‭ ‬التعرض‭ ‬للإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬الكلى،‭ ‬لذلك‭ ‬أوصت‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬بالتقليل‭ ‬من‭ ‬كمية‭ ‬البروتين‭ ‬لدى‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬الكلى‭ ‬المزمنة،‭ ‬وذلك‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الأعراض‭ ‬وإبطال‭ ‬التدهور‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬المتأخرة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭.  ‬


 


    Dr.Radwa
    Egypt Air