لم لا أحيا وظل الورد يحيى  فى الشفاه

ونشيد البلبل الشادى حياة لهواه

لم لا أحيا وفى قلبى وفى عينى الحياة

سوف أحيا.......سوف أحيا

بهذه الأبيات أنقذ مرسى جميل عزيز خيرى شلبى من الموت، هكذا ذكر خيرى شلبى فى كتابه عن مرسى جميل عزيز"مرسى جميل عزيز موسيقار الكلمات"

"من الظلم ألا يدرس مرسى جميل عزيز كشاعر مرهف الحس، بارع الإشارات، حلو العبارة، يعنى أشد العناية بوحدة الأغنية وضرورة احتوائها على معنى جديد. إنه يعبر عن الحب أدق تعبير، وعن الجنس بأجمل الكتابات . انظر إلى الفتاة عنده إنها تبث دائما همها إلى أمها فأحس من هذه المناجاة بطبيعة الشعب وأشجانه إن مرسى جميل عزيز شديد الالتصاق بالشعب وفى شعره ملامح فلكلورية كثيرة".

هكذا تحدث الأديب العملاق "يحيى  حقى" عن مرسى جميل عزيز ضمن دراسة له فى كتابه[خطوات فى النقد]؛ والدراسة بعنوان : [الأغنية جديرة بالدراسة الأدبية] .

وكونى من المهتمين إلى حد الهوس بالفلكلور الشعبى ومتيمة بالعامية المصرية التى أعتبرها لغة فى حد ذاتها ولا يجب أن تصنف على أنها مجرد لهجة، لذا فمن الطبيعى أن أرى أنا شعراء العامية المصرية هم آلهة التعبير عن دواخل نفس الإنسان المصرى والتعبير عنها، إذا تأملنا بيرم التونسى وكتاباته..مرسى جميل عزيز..صلاح جاهين..فؤاد حداد وصولا إلى عبد الرحمن الأبنودى وعبد الرحيم منصور..سيد حجاب..وغيرهم ممن ساهموا في ربط الحلقة المفقودة بين الشعب والشعب..أقصد هنا الشعب الذى يسكن القرى والنجوع والشعب الذى يسكن الحارات والفلل والقصور، لولا تشبع هؤلاء الشعراء بالفلكلور الشعبى ما وصل إلينا على هيئة أغانى يرددها الشعب بأكمله..

عودة إلي شاعرنا الرقيق المرهف الحس "مرسى جميل عزيز"

فى يوم فى شهر فى سنة

تهدا الجراح  وتنام

وعمر جرحى أنا أطول من الأيام

من منا لم يذكر تلك الكلمات ولا يجد غيرها  ليعبر بها عن حال قلبه المجروح من حب ما..

بلدى أحببتك يا بلدي

حبا فى الله ..وللأبد

فثراك الحر تراب أبى

وسماك يزف صبا ولدى

بلدى أحببتك يا بلدى

من منا لم يبكى من النشوة من صوت الفنان "محمد فوزى" وهو يشدو بتلك الكلمات..

كل كلمة حب حلوة قولتهالى

كل همسة شوق بشوق سمعتهالى

والأمان والعطف والقلب الحنين

والأمانى كلها نولتلهالى

بس قلبى لسه خايف م الليالى

وإنت عارف قد إيه ظلم الليالى

                 يا حبيبى

من أجمل ما غنى حليم كلمات تتأرجح معها بين نشوة الحب والخوف من المجهول..

بعيدة منسية     قريبة منسية

غريبة من يومى    فى وحدتى ديه

من يومى مظلومة     من يومى محرومة

من كل حنيه

كلمات شدت بها نجاة الصغيرة فى بدايتها..تشعر وأنت تقرأ الأبيات أن اللحن جاهز على طرف لسانك وكأن الملحن لم يبذل أى جهد ليلحنها..

وإذا تأملت مجمل الأغانى العاطفية لمرسى جميل عزيز تجد فيها حوار بينه وبين قلبه..

بس قلبى لسه خايف م الليالى

وبين حبايبى وظلم حبايبى.....قاسيت كتير يا حبيبي يا قلبى

الليلة دى الليلة دى

كل أعيادى الليلة دي

عمر قلبى..عمر حبى

أوله بس اللية دى ...الليلة دى

قلبي إللى حب ومال....حملى وحمله مال

ومعزتك عندي......فى العين دى والعين دى

         ناوي علي عندى

مما يؤكد على أنه  لم يكن ترزى أغاني..ولكنه كان شاعرا بمعنى الكلمة يكتب ما يمليه عليه قلبه ومشاعره ويترجمه عقله..

إذا استعرضنا  أغاني مرسى جميل عزيز سوف نجد أنها من أجمل الأغاني التى يحتوى عليها الصندوق الذهبى للأغاني المصرية..

يكفى البهجة التى تدخلها على قلوبنا أغنيته التى لا تقبل المنافسة

يا حلو صبح يا حلو طل

نهارنا أبيض نهارنا فل

والبهجة التى تحملها غنوة

توب الفرح يا توب

مغزول من الفرحة

فاضل يومين يا توب

وألبس لك الطرحة

يوم الفرح

وآه من حنو صوت أحلام وهي تغرد من كلماته

زغروته حلوة رنة فى بيتنا

لمت حارتنا وبنات حارتنا

زغروتة حلوة..حلوة

رحمة الله على موسيقار الكلمات..صاحب الألف أغنية ، فارس الأغنية المصرية..مرسى جميل عزيز