المشروعات الثقافية الجديدة محط اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي دائما، مؤكد أن الثقافة هي حائط الصد الأول ضد الأفكار الظلامية، بيد أن الثقافة لا يكتمل مثلث نشرها دون متاحف ومسارح وسينمات ومباني ثقافية تحتوي بين جدرانها شعاع النور الذي ينفذ وسط الظلام فيضيء العالم، لذلك كان تأسيس مدن ومتاحف ودور عرض أوبرا ومسرح وسينمات الشغل الشاغل في ذهن الرئيس، حدث ذلك مع تأسيس مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، أكبر مدينة للفنون في العالم، على مساحة 100 ألف فدان، أيضا حدث ذلك مع تأسيس المتحف المصري الكبير، ومع تأسيس أكبر مركز للمعارض على مساحة 500 فدان بتكلفة 600 مليون دولار.
مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة
في معدلات زمنية قياسية للإنشاءات، وعلى مستوى وتيرة وتناغم وتكاتف بين مختلف مؤسسات الدولة المعنية، وفى مدة أقصاها 30 شهرًا، جرى إنشاء مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتصبح منارةً للإبداع الفني والفكري والثقافي، وفقا لأعلى المواصفات العالمية وأرقى التصميمات المعمارية.
المدينة أقيمت على مساحة 100 فدان، وتضم عددًا من المسارح وقاعات العرض والمكتبات والمتاحف والمعارض الفنية، لكل أنواع الفنون التقليدية والمعاصرة، من موسيقى ورسم ونحت ومشغولات يدوية وغيرها.
وتحوى المدينة قاعة احتفالات كبرى تستوعب 2500 شخص مجهزة بأحدث التقنيات، المسرح الصغير به قاعتين تستوعبان 750 فردًا للعروض الخاصة. أضف إلى ذلك مسرح الجيب الذي يستوعب 50 شخصًا ومسرح الحجرة، ومكتبة موسيقية، ومكتبة مركزية تسع 6000 شخص.
ليس هذا وحسب، بل تضم المدينة مركز الإبداع الفني لشباب المبدعين، فضلًا عن قاعة عرض سينمائي متصلة بالأقمار الصناعية، و3 قاعات للتدريب، واستوديو تسجيل صوتي مجهز بأحدث التقنيات.
ويحتل حدث إنشاء دار الأوبرا الجديدة بالعاصمة الإدارية، والتي تعتبر جزءًا أساسيًا من مدينة الفنون والثقافة، حيزًا كبيرًا كأعظم إنجاز ثقافي وفني في الشرق الأوسط، لما تحتويه من قاعة رئيسية تسع ما يقرب من 2000 فرد، فضلًا عن مسرحين للموسيقى والدراما، إضافة إلى مركز الإبداع الفني ومتحف الشمع.
كما يضم المشروع متحفا عن الأوبرا وتاريخها بمصر، ومتحف فن حديث به آخر أعمال الفنانين المصريين، ومتحف للفن الحديث بحديقة الأوبرا به محتويات متنوعة لفنانين عالميين ومصريين، ومكتبة موسيقية بها الأرشيف الأوبرالي العالمي للاستماع والاطلاع، وكافتيريا خارجية وداخلية لتكون ملتقى للفنانين والموهوبين وتخدم الزوار، ومدينة الفنون "فن الرسم والنحت- والموسيقى الرقص- الأدب- الشعر"، بالإضافة لمكتبة مركزية تتسع 6000 شخص.
المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير يقع على بعد أميال قليلة من غرب القاهرة بالقرب من أهرام الجيزة. ويتم بناؤه ليكون أكبر متحف في العالم للآثار، ليستوعب 5 ملايين زائر سنويا . بالإضافة لمباني الخدمات التجارية والترفيهية ومركز الترميم والحديقة المتحفية التي سيزرع بها الأشجار التي كانت معروفة عند المصري القديم.
نظرًا لوقوع المتحف أمام أهرام الجيزة، تم تصميم الواجهة على شكل مثلثات كل مدى تنقسم إلى مثلثات أصغر في إطار رمزي للأهرام، وذلك طبقا لنظرية رياضية لعالم بولندي تتحدث عن التقسيم اللانهائي لشكل المثلث.
تقع مباني المتحف على مساحة 100 ألف متر مربع، من ضمنها 45 ألف متر للعرض المتحفي، وتشمل المساحة المتبقية مكتبة متخصصة في علم المصريات، ومركزًا للمؤتمرات، ومركز أبحاث، ومعامل للترميم، وسينما ثلاثية الأبعاد، وأماكن مخصصة لخدمة الزائرين مثل المطاعم، ومحال بيع المستنسخات والهدايا، ومواقف انتظار السيارات.
أيضا يوجد بالمتحف مركز ترميم يقع على مساحة 32 ألف متر، وهو موجود تحت مستوى سطح الأرض بـ10 أمتار تقريبا، وتم إنشاء نفق ما بين مركز الترميم بالمتحف يتم من خلاله نقل الآثار بشكل آمن بطوله 300 متر تقريباً. يضم المركز الترميم 19 معملاً يتم فيها ترميم مختلف أنواع الآثار وإعادتها لشكلها الطبيعي.
من المخطط أن يتم تخصيص المنطقة الواقعة بين المتحف والأهرام، لتكون ممشى سياحي، وذلك عن طريق إزالة نادي الرماية وكل الأماكن التي تعيق الممشى، وكذلك إنشاء كوبري علوي فوق طريق الفيوم، وهي أعمال سيتم تنفيذها خلال المرحلة الأخيرة من إنشاء المتحف. وسوف يستخدم الممشى لنقل السائحين من زائري المتحف إلى منطقة الأهرام إما عن طريق سيارات "الطفطف" أو مترجلين.
في مارس 2016 تم إنهاء الاستعداد لنقل 778 قطعة أثرية من محافظة الأقصر إلي المتحف المصري الكبير وسط تأمينات وتشديدات أمنية مكثفة، وكذلك باستخدام وسائل حماية وتغليف متميزة طبعًا للقواعد العالمية. وتعود القطع الأثرية لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، وإن كان أغلبها يعود لعصر الدولة الحديثة، من بينها تمثال كبير للملك أمنحتب الثالث والإله حورس من الجرانيت الوردي يزن حوالي 4 طن والذي سيتم عرضه على الدرج العظيم بالمتحف بالإضافة إلى عدد من قطع الفخار ومجموعة من التوابيت.
في 8 سبتمبر 2016 تم نقل 525 قطعة أثرية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير، ومن ضمن القطع المنقولة 367 قطعة من مقتنيات الملك توت عنخ أمون، تمهيداً لعرضها ضمن مجموعته المقرر نقلها بالكامل إلى المتحف الكبير عند الافتتاح الجزئي للمتحف خلال عام 2018.