الأربعاء 22 مايو 2024

30 يونيو.. ثورة مصر العظمى

فن20-10-2020 | 20:45

جمهورية مصر العظمى.. هبة المتجلى للإنسانية؛ فحين تجلى نور الرحمن على أرضها، وعانقت نور الجلال، صارت كما قال جمال حمدان:


( بؤبؤ عين الدنيا، القفل والمفتاح معا)، قلب العالم كله، وملتقى حضاراته، ومجمع ثقافاته، ومفترق طرق مواصلاته البحرية، واتصالاته، وصارت رأس إفريقيا المطل على المتوسط، ومصب أعظم أنهار الدنيا (النيل)؛ حملت بأعظم شعوب الأرض، فمنحهم الوهاب أقوى أسلحة المقاومة، الصبر.. والمرحمة،" وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة"، سورة: البلد، الآية: (١٧).


صار هذا الوطن الخالد للمصريين، الذى حملوا رسالة المحبة والسلام لكل شعوب الأرض، فاتحدت إرادتهم الخيرة، وأسسوا أول دولة مركزية، ضبطت ونظمت الحياة على ضفاف النيل، وسطروا أروع آيات الحضارة، وتطلعت قلوبهم إلى السماء قبل أن تعرف الأرض الأديان السماوية، لتصبح مصر مهد الدين، نبت فى أرضها موسى الكليم، وسار حافيا على طهر ترابها، فتلقى الأمر المباشر، وتنزلت عليه الرسالة فى طور سينين"فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وخَرّ مُوسَىٰ صَعِقًا"، سورة: الأعراف، الآية: (١43).


وعلى أرضها احتضن المصريون السيدة العذراء ووليدها الحبيب، وحين بعث خاتم المرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- للناس كافة، متمما لمكارم الأخلاق، صارت حروفها آيات نتعبد بها.."ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"، سورة: يوسف، الآية: (99).


فانفتحت قلوب أبنائها وعقولهم لنور الإسلام، وأنجبت خير أجناد الأرض، أعز من حملوا راية الجهاد فى سبيل الله، وأكرم من نشروا رسالة الحق، إنها مصر..الوطن الذى فتح ذراعيه للدنيا مؤكدا انتمائه العربي أبدا، وانفتاحه على قارته الإفريقية، لتصبح إفريقيا..قارة فى قلب أمة، والعالم الإسلامى روحها؛ انتفض هذا الشعب ثائرا ليرفع الظلم عن نفسه فى تلاحم غير مسبوق بينه وجيشه الوطنى الأبى، الذى أبى أن يهان أهله فحمل أمانة ومسئولية حماية الوطن، فأفرزت مصر 100مليون مقاتل..


كلهم رهن الاستدعاء..لتكون كل بلاد الأرض.. دول لها جيوش.. إلا مصر..جيش له دولة؛ فى ثورة فريدة بين الثورات الكبرى فى تاريخ الإنسانية، فريدة بسلميتها وطموحها، اجتهد فيها أبناؤها لتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية معا، فسجلت بقدر القادر أقوى مراحل الصمود فى الأرض..رافعة راية الجهاد فى سيناء..محاربة عن الدنيا لترد كيد الطامعين، وتؤدب الخائنين، والمنفلتين، ومجاهدة فى سد أثيوبيا سلميا،  وفى ضربة استباقية رحلت رفح المصرية..عن رفح الفلسطينية.. للحفاظ على الأراضى الفلسطينية من صفقات القرن.


ومن منطلق عروبتها تقف إلى جوار أحفاد المختار للحفاظ على وحدة الأراضى الليبية؛ وسابقت الزمن، بل أوقفت الزمن لتنفذ خطتها الشاملة فى إنجاز مشروعات تفوق القرن، فأنشأت قناة السويس الجديدة، والتى حين زرتها أيقنت مبكرا أن مصر انتقلت من مرحلة الثورة مباشرة إلى مرحلة المشروعات الكبرى، فى ثورة شعبية ثانية حيث مول المصريون قناتهم الجديدة، وتعجلت الإدارة المصرية  فى الانتهاء منها لتغلق الأبواب أمام كل من حاول تدمير هذا الشريان الفريد.   


ومن من منطلق الثورة انطلقت إدارة مصر تمد الجسور فى كل الاتجاهات لتنتج علاقات دولية عظيمة فى الخارج، وتعمر كل شبر فى أرض المحروسة، وتعيدهيكلة جهازها الإدارى وبنيتها التحتية لتشهد مصر أضخم مشروعات القرن، فأنشأت العاصمة الإدارية الجديدة التي تعد إنجازا ضخما للشعب المصري ولشعوب المنطقة بأسرها، وتضم العديد من المشروعات، أبرزها مسجدها..الفتاح العليم.. الذى حين صليت فيه الجمعة الأولى، حدثتنى نفسي أنه بنى لشىءعظيم، اليوم تطور حديث النفس إلي اليقين بأنه سيكون..مسجد وجامعة الفتاح العليم للدراسات الإسلامية، فيصبح لدى مصر العظمى..الأزهر..الجامع والجامعة، والفتاح العليم..الجامع والجامعة.


وكذا "البرج الأيقوني" الذي يعد أطول برج في إفريقيا، وأحد أبرز معالمها، وقد تم تصميمه على غرار "المسلة الفرعونية" المستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، وأنشئ بها المجلس القومي لأسر الشهداء والمصابين، والذى يختص بحصر الضحايا، وإعداد قاعـدة بيانات بـهم، وصرف التعويـضات، وتوفير العلاج، والوظائف، والوحدات السكنيـة، وتقديم سبل الدعم والرعاية لهم.


وامتدت أيادى الخير لتفتح كل الملفات المعقدة وتستأصل أورامها لتعيد إليه شبابها فتطور الجيش بأفضل الأبطال المدربين، وتمدهم بأحدث التسليح برا، وبحرا، وجوا، وفى الأمن الداخلى، والزراعة، والتعليم، والصحة، والطاقة، والإسكان، والطرق والمواصلات.


من الثورة مصر خرجت منتصرة لتطبق الخطة(يوسف).


وما خفى كان أعظم، فخزائن أسرار هذه المرحلة مملوءة، وما ترصده الروح أكثر بكثير مما تراه العين.


يتجلى ذلك فى إرسال مساعدات للصين، ومساعدات لإيطاليا، والاستعداد لمساعدة ألمانيا، وإرسال وزير الطيران لجلب رعايا مصر من بريطانيا، وإرسال مساعدات لأهلنا فى غزة، وإرسال مساعدات لأمريكا.


مصر يونيو عرفت طريقها جيدا، تسير بعزة على خطط مدروسة بعناية، ربما لم يحن الوقت للإفصاح عنها الآن.


الآن..تجلت أمامى وصية سنوسرت الثالث، ملك مصر العظيم، خامس ملوك الأسرة الثانية عشرة( إن من يحافظ من أبنائى على هذه الحدود التى أقمتها..فإنه ابنى وولدى..وإنى لأشبهه بالابن الذى حمى أباه..


والذى حفظ حدود من أعقبه، أما الذى يهملها ولا يحارب من أجلها.. فليس بابنى..ولم يولد منى(.


أنحني أمام من يصارع الدنيا لرفعة بلاده، لذا وجب علينا أن نراجع ضمائرنا فى بانى مصر الحديثة، فنهضة مصر الآن تفوق خيالات التنظير.


إنها مصر العظمى التى تحاصر  التاريخ..تحاصرنى..أعدها أن أكتبها بحروف من نور..صفحة فى كتاب الإنسان، لتصبح درسا إجباريا على كل مراحل التعليم.