- د.أحمد
زايد: مصر تسير الآن في خط واضح يحتاج للمساندة من الشعب
-علي
حسن : الاصطفاف الكبير للشعب حول قيادته وجيشه وشرطته ومؤسسات دولته أفشل مؤامرات
أعداء الوطن
- د.علم
الدين : نحتاج إلى تنمية الوعي والتكاتف والتعاون والاصطفاف الاجتماعي والسياسي
-د.
هشام عزمي : الإنتماء ليس شعاراً ولكن يجب أن يصاحبه وعي بقضايا الشأن العام
-د.صبحي
عسيلة: الرئيس السيسي يعوّل في أي نجاح للدولة المصرية على وعي الشعب وتحمله
للصعاب
- د.سهرة
قاسم : 248 تقريرا دوريا للرد على الشائعات منذ أكتوبر 2014 وحتى الآن
أكد خبراء وبرلمانيون ومسئولون وإعلاميون أن الاصطفاف الوطني
الكبير للشعب المصري حول قيادته وجيشه وشرطته ومؤسسات دولته أفشل كافة المؤامرات
والمحاولات التي لاتتوقف من جانب أعداء الوطن للنيل من مصر وشعبها.
وشددوا على
أهمية تنمية الوعي الذاتي لدى الشعب المصري والوقوف صفا واحدا ويدا واحدة في
مواجهة محاولات بعض الدول وجماعة الإخوان الإرهابية لزعزعة استقرار مصر ووقف
مسيرتها التنموية وتحقيق النهضة الشاملة في جميع المجالات تحت قيادة الرئيس عبد
الفتاح السيسي والذي يراهن على وعي شعب مصر العظيم.
جاء ذلك في
الندوة التي نظمتها وكالة أنباء الشرق الأوسط تحت عنوان " دور الشعب في
الحفاظ على ثبات واستقرار الدولة " والتي أدارها الكاتب الصحفي علي حسن رئيس
مجلس الإدارة ورئيس التحرير وشارك فيها كل من: الدكتور أحمد زايد استاذ علم
الاجتماع بجامعة القاهرة وعضو مجلس الشيوخ، والدكتور محمود علم الدين استاذ
الإعلام بجامعة القاهرة ، والدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة ،
والدكتور صبحي عسيلة الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ،
والدكتورة سهرة قاسم رئيس قسم الرصد والتحليل بإعلام مجلس الوزراء.
ودعا هؤلاء إلى
ضرورة تكريس الهوية الوطنية وقيم الولاء والانتماء لهذا الوطن وتوعية الرأي العام
بخطورة الدور الذي تقوم به القنوات الإرهابية ضد مصر ، والعمل على تعميق الإحساس
بالواجب الأخلاقي والاجتماعي من خلال عمليات التنشئة الاجتماعية في المؤسسات الأسرية والتعليمية بجانب المؤسسات
الدينية .
وأكد الدكتور
أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة وعضو مجلس الشيوخ أهمية الندوة نظرا
لأن العلاقة بين الدولة والمواطنين تقوم على شكل من أشكال التعاقد فكل من الطرفين له دور ومسئولية
وله حقوق وعليه واجبات.
وشدد على
أن موضوع الندوة "دور الشعب في
الحفاظ على ثبات واستقرار الدولة" لابد أن يكون من الأوليات التي نهتم بها،
فالمجتمع المصري به كثافة سكانية عالية بجانب الخصائص السكانية مثل الأمية
والمجتمعات الريفية البعيدة، مشيرا إلى أن كثيرا من الأفراد داخل هذه الكتلة
السكانية الكبيرة، وفِي ضوء الطريقة التي يتعلمون بها، يكون لهم تصورات ربما تكون بعيدة عن فكرة
المسئولية الاجتماعية والواجب الاخلاقي
التي تتأسس عليها علاقته مع الدولة .
وشدد على أهمية
غرس الواجب الاخلاقي في نفوس الصغار منذ نعومة أظافرهم وضرورة أن يتعلموه داخل الأسرة وفي المدرسة والجامعة، مضيفا :" ولذلك إذا كنّا نريد الحفاظ على
ثبات واستقرار الدولة فعلينا تعميق الإحساس بالواجب الأخلاقي والاجتماعي من خلال
عمليات التنشئة الاجتماعية في المؤسسات
الأسرية والتعليمية بجانب المؤسسات
الدينية التي تقوم على تكوين عقلية
الإنسان والإطار الفكري الذي يحكم سلوك
البشر والذي يدعم القيم الأساسية التي تحكم سلوك الناس، فلابد أن تقوم تلك
المؤسسات بدورها على أكمل وجه في هذا الشأن".
ودعا
"زايد" إلى ضرورة أن تتضمن منظومة التعليم في المؤسسات التعليمية، سواء
في المدارس والجامعات، بعض النصوص والممارسات التي تدعم فكرة الواجب الأخلاقي
والالتزام والمسئولية الاجتماعية ، مشيرا إلى أن التعليم هدفه بالنهاية ليس فقط
إكساب مهارات وإعطاء شهادة بل تقديم مواطن
صالح ومتكامل لديه الإحساس بالمسؤولية والوطنية ، ويشارك في الحياة العامة ويعمل
كمواطن ويحافظ على استقرار الدولة.
وأشار في هذا
الصدد إلى الظروف التي تواجهها مصر اليوم من محاولات إحدى القوى الإقليمية ، هدفها
الأساسي هو زعزعة استقرار البلاد وهو ما يتطلب مواجهة ذلك وأن يقف الشعب مع الدولة
صفا واحدا ويدا واحدة تجاه تلك المحاولات.
وذّكر"زايد"
بما حدث عقب ثورة ٢٥ يناير 2011 ومحاولة جماعة الإخوان الإرهابية الهيمنة على
مقدرات الدولة وخروج الشعب المصري في ثورة ٣٠ يونيو 2013 لمحاربة تلك الجماعة
واسترداد الدولة وهيبتها وإعادة بنائها ،
منوها إلى النجاح الباهر الذي حققته القيادة السياسية في ظل التحديات التي واجهتها
مصر في تلك الفترة حيث التف الشعب خلف
قيادته التي نجحت في إقامة مشروعات عملاقة ووضع خطة استراتيجية لبناء الوطن من
جديد وبدأت في إصلاح منظومة الصحة والتعليم واقامة شبكة حماية اجتماعية لفئات
كثيرة من الشعب.
ونبه إلى أن مصر
تسير الآن في خط واضح يحتاج المساندة من الشعب نظرا لوجود قوى تسعى إلى إضعاف أو تعطيل هذا المسار، مشيرا إلى ما
تقوم به القنوات الفضائية التي تدعمها جماعات
الإخوان الإرهابية ودولة شيطانية خرجت ما بين يوم وليلة واُخرى تريد أن
تستعيد مجد في الماضي لم يعد موجودا اليوم، وتحاول أن تضع مصر في طريق أشبه بطريق الدول التي تفككت وتشرذمت مثل ما حدث في
العراق وسوريا واليمن وليبيا.
ولفت إلى أن ما
يحدث في مصر هو درس عميق في طريقة بناء الدولة وكيفية اختيار الطريق لاسيما طريق
التنمية الاقتصادية لتصل ما وصلنا إليه لتصبح التجربة المصرية تجربة يحتذى بها
وبالفعل "نحن نقدم نموذج دولة تقدمت بشكل كبير".
وأكد أهمية
الدور الكبير للمؤسسات التعليمية والإعلامية
في هذا الشأن، وضرورة تطوير الأسلوب الإعلامي وتزويده بالمعلومة وبالأساليب
العلمية ، وليس بالطريقة التي تدار بها بعض البرامج الإعلامية اليوم ، مشيرا إلى
أن "الكبير صاحب التاريخ والحضارة" يجب ألا يرد على البلاد الصغيرة بنفس طريقتها وأنه في كثير من المواقف يكون
الصمت أفضل من الرد، داعيا إلى الوقوف صفا واحدا للحفاظ على استقرار مصر.
وأشاد
"زايد" بالطريقة الفنية والاحترافية التي اختار بها الرئيس عبد الفتاح
السيسي النواب المعينين بمجلس الشيوخ، من
كل الفئات والأحزاب والديانات والاتجاهات والجماعات المهنية المختلفة والأطياف
ممثلة داخل المجلس ، معتبرا أن هذه
الرؤية أشبه بـ"فكرة التحالف
الشعبي" ، وقال "قد نختلف في الرأي ولكن للصالح العام وصالح الوطن ، وأن
هدفنا واحد هو استقرار مصر ومستقبل الكتل
البشرية الضخمة التي تريد التعليم والعمل والاستقرار".
وأكد أن الواجب
الأخلاقي هو الذي يخلق تلك الرؤية ، ويدخل
في نفوس الأفراد والمحكومين فيؤسس
هذا البناء الضمير الجمعي العام الذي يحافظ على استقرار الوطن ويبلغه طريق السلامة
والأمان ويحقق المستقبل المنشود.
ومن جانبه ، أكد
الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي
يراهن على وعي الشعب المصري ، مؤكدا "أننا شعب لا ينهزم، إلا أن الخوف يأتي
من الداخل، في ظل ما نتعرض له من محاولات من جماعة الإخوان الإرهابية لمحاولة
إسقاط الدولة الوطنية في مصر".
وقال"علم
الدين" إن هناك عدة مسئوليات تقع على عاتق الشعب المصري ، منها تنمية الوعي
الذاتي، وهي نقطة شديدة الأهمية، "فما أسهل أن نشكك" والحل أن يثق
المواطن في نفسه وقدرات دولته وبناء وعيه والحرص عليه والتصدي لأي عمليات تزييف أو
تشكيك.
ونبه إلى أن
الدولة المصرية تتعرض لمحاولات من تنظيم الإخوان الإرهابي وتنظيمه الإعلامي لهدم
الدولة، فهم يقومون ببث أخبار زائفة بشكل يومي ، مشددا على أهمية دور مركز
المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء في الرد على هذه الشائعات، وما تحاول
بثه جماعة الإخوان الإرهابية عن طريق توظيف الحسابات الوهمية على وسائل التواصل
الاجتماعي في محاولة لنشر هذه الشائعات.
وأشار إلى أنه
من ضمن المسئوليات الملقاة على عاتق المواطن هو التأكد من صحة الفيديوهات المفبركة
التي يتم نشرها من قبل الجماعة الإرهابية، مذكرا بالصفعة التي تلقتها قناة
"الجزيرة" في واقعة فيديو "نزلة السمان"، مشددا على ضرورة أن
يكون فكر الشعب مبني على فكرة الوعي وقراءة الأخبار ومحاولة فهمها وعدم تصديق أي
خبر مغلوط ينشر والتحقق من صحة الأخبار، وفي ظل هذا يستطيع القارىء أن يحدد
مصداقية هذا الخبر.
ولفت إلى فكرة
إدخال مقررات التربية الإعلامية في العملية التعليمية، والتي تقوم على تكوين فكر
المواطن في التعامل مع وسائل الإعلام من خلال منظور موحد متخصص ، مشيرا إلى أن
الإعلام لا ينقل الحقيقة، ولكن يعيد نقلها، ومشددا على ضرورة التنويع والمزيد من
الاحترافية والإبداع في التناول الإعلامي في متابعة ما يحدث في العالم وبناء الوعي
الذاتي وتنميته.
وأكد أن من ضمن
المسئوليات أيضا أن يكون المجتمع منتجا يدعم الدولة، فضلا عن تنمية فكرة المشاركة
السياسية الفاعلة، ومنها المشاركة في التصويت في الاستحقاقات الانتخابية.
وأشار إلى أهمية
عودة الانضباط واحترام والقانون، إضافة إلى عودة الروح المصرية والنخوة والشهامة
والمسئولية الاجتماعية "فنحن نحتاج إلى التكاتف والتعاون والاصطفاف الاجتماعي
والسياسي".
ومن ناحيته ،
أكد الكاتب الصحفي علي حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط
أن مصر نجحت على مدى السنوات الست الماضية في الانطلاق قدماً في مسيرة التنمية
والتقدم والتطور في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها
والتي كان محورها الرئيسي هو الارتقاء بالمواطن ورفع مستوى معيشته وسائر الخدمات
التي تقدم إليه فضلا عن استعادة مصر لمكانتها اللائقة عربياً وإفريقياً ودولياً
وأممياً .
وقال إن مسيرة
النهضة التي تشهدها مصر على كافة الأصعدة دفعت بأعداء مصر والمنطقة الذين يتقدمهم
جماعة الأخوان الإرهابية ودويلة قطر وتركيا أن يسعوا ويخططوا ولايدخروا وسعاً في
العمل على الأضرار بها وبشعبها وعرقلة مسيرتها عبر نشر الفوضى في ربوعها بكافة
السبل والوسائل تمهيداً لهدم الدولة على غرار ما فعلوه في دول عربية كثيرة ومتعددة
من حولنا.
وأضاف أن كافة
المحاولات التي لاتتوقف للنيل من مصر وشعبها فشلت جميعها جراء الاصطفاف الوطني
الكبير للشعب حول قيادته وجيشه وشرطته ومؤسسات دولته في مواجهة تلك المؤامرات ،
مشيرا إلى أن دستور مصر أعلى من قدر الشعب ومكانته ودوره ورسالته وجعله المصدر
الرئيسي للسلطات وقد برهن شعبنا العظيم عبر تاريخه المجيد أنه أهل لهذه الثقة
وجدير بها إذ شهد العالم بدوره الوطني الملموس ووحدته وتضامنه ووقفته في استرداد هويته
واستعادة مؤسسات دولته وعودتها لتمارس دورها القوي الرائد عقب ثورته العظيمة 30
يونيو 2013 والتي أستعاد من خلالها دولته المدنية من أيدي جماعة إرهابية تسعى
لارتداء عباءة الدين الذي هو منها براء.
وأكد أنه لزاماً
على كل مواطن على أرض مصر أن يكون له دور إيجابي في إطار الحفاظ على ثبات واستقرار
الدولة والذي يتمثل في أهمية أن يقوم كل مواطن بأخذ الحذر والحيطة من كل ما تروج
له جماعة الأخوان الإرهابية من شائعات وأكاذيب عبر كتائبهم الالكترونية أو عبر
القنوات التابعة لهم والتي تبث إرسالها من قطر وتركيا وتستخدم مجموعة من المرتزقة
الذين يعتلون منابر إعلامها بغية العمل على تزييف الوعي وقلب الحقائق ونشر
الشائعات وتشويه كل إنجاز على أرض الوطن بحيث يعي كل مواطن ويبصر من حوله بأن هذه
الرسائل موجهة إليه من أعدائه بهدف زعزعة أمنه وسلامته وإستقراره ووحدة بلاده.
وشدد على أهمية
أن يعي كل فرد فينا وينشر بين المحيطين به قيم الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي
والتلاحم الوطني والوقوف صفا واحداً خلف القيادة السياسية والجيش والشرطة في
مواجهة المحاولات الآثمة للنيل من الوطن وأبنائه .
ودعا علي حسن
إلى تكريس الهوية الوطنية وقيم الولاء والانتماء لهذا الوطن وشرح وتوضيح بطولات
رجال الوطن وأمجاده وكفاح أبنائه ودور شهدائه العظام الذين ضحوا بأرواحهم حتى ننعم
جميعاً بالسلامة والأمن والاستقرار وقيام الأسر بحث أبنائها دوماً على الإطلاع على
الأعمال الأدبية والسينمائية والدرامية التي تعرض لهذا الأمر .
وأكد أهمية أن
يقوم كل فرد فينا بتبصير كل من حوله بأن يستقي المعلومات المتعلقة بالدولة
ومؤسساتها ومجريات الحياة من مصادرها عبر وسائل الاعلام الوطنية الموثوق بها
وبدورها الوطني والبعد التام عن المصادر المجهلة أو الوسائل الاعلامية المناهضة
لبلادنا أو وسائل الاعلام التابعة لجماعات الإرهاب التي لاتكف عن نشر الأكاذيب
ومحاولات نشر الفوضى .
وشدد على ضرورة
توعية الرأي العام بخطورة الدور الذي تقوم به القنوات الإرهابية ضد بلادنا والتي
نجح وللأسف الشديد دورها في تدمير دول كثيرة من حولنا تحت شعارات التغيير والتي
تبين بعد فوات الأوان أن هدفها كان هدم الدول وتشريد الملايين من أبنائها ليكونوا
لاجئين بلا مأوى.
كما شدد على
أهمية إحترام كافة سلطات الدولة والالتزام بأحكام القوانين والقرارات التي تنظم
سير العمل ومسيرة الحياة داخل المجتمع حتى ننعم جميعاً بالمزيد من الاستقرار والعدالة
والمساواة .
ومن ناحيته ،
قال الدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، إن دور الشعب في الحفاظ
على ثبات واستقرار الدولة يتمثل في خمسة محاور أساسية يأتي في مقدمتها استعادة
بناء الثقة، والمنظومة الأخلافية، وتعميق الإنتماء، وتعزيز روح المشاركة، وأخيرا
العلاقات التي تربط بين المواطنين، مؤكدا أن الشعب هو "ركن ركين" في
الدولة ويعد هو الجوهر، وأن استقرار الدولة هو استقرار الشعب ولا فصل بينهما،
مشيرا إلى أن العلاقة بين المواطن والدولة هي علاقة معنوية يكرسها شعور الإنتماء .
ونبه
"عزمي" إلى أن مصر تتعرض لحرب شائعات غير مسبوقة، وما شهدناه خلال
السنوات العشر الأخيرة من كم شائعات يؤكد ذلك، مشيداً بدور مركز المعلومات واتخاذ
القرار بمجلس الوزراء في تفنيد ونفى هذا الكم الهائل من الشائعات، محذرا من أن تلك
الشائعات تهدف إلى زيادة الفجوة بين المواطنين والدولة، مشيرا إلى أن الوزارات
أصبحت تنفي الشائعات إلى جانب دورها ومهمتها الأساسية.
ولفت إلى أن
مواقع التواصل الاجتماعي في مصر لعبت دوراً أساسياً في تأصيل وانتشار الشائعات،
حيث أن هناك ٤٩ مليون شخص يتابعون موقع فيسبوك، فهو الأكثر انتشاراً ، معتبرا أن
المشكلة تكمن في المحتوي الذي يتم بثه عبر هذه المنصة، حيث أصبح هناك عدد
كبير من المواطنين تحولوا إلى خبراء في
مختلف المجالات السياسية، والطبية، والفنية والإقتصادية.
وأكد أن الدولة
المصرية تنتهج حالياً محاربة الفساد وتتبع المصارحة والشفافية كما أنها وضعت نظرة
مستقبلية للتصدي لتلك الظاهرة، مشيرا إلى أن الحل الجذري لجميع المشكلات يتمثل في
عدم وجود أحد فوق القانون وأن تصبح المسئولية فقط عما تم تقديمه للشعب وليس بمقدار
الشعبية والجماهيرية.
وشدد على الدور
الأصيل للفن والإعلام في تعزيز القيم الأخلاقية ، لافتا إلى أن مقولة
"الجمهور يريد ذلك" ليست صحيحة ولكن المحتوى المنحدر تم فرضه على
الجمهور.
وقال
"عزمي" إن الإنتماء يولد من رحم المعاناة فالجيل الذي نشأ في الستينيات
عاش الكثير من الأحداث مثل حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر مما عزز الإنتماء لدى هذا
الجيل، مشيرا إلى أن فيلم "الممر"، أحدث حالة إيجابية لدى الشباب .
وأضاف أن
الإنتماء ليس شعاراً ولكن يجب أن يصاحبه وعي بقضايا الشأن العام، مشيدا بمبادرة
"اتكلم مصري" التي أطلقتها مؤخراً
وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج والتي تستهدف الجيلين الثاني والثالث
من أبناء المصريين في الخارج ، وقضية الاغتراب وهذه كارثة لأنه أصبح هناك بعض
الأشخاص لا يتحدثون العربية داخل مصر ويتفاخرون بهذا، مؤكدا أن إجادة لغة أجنبية
تتطلب إتقان صاحبها للغة الأم، فاللغة هي قضية محورية في الإنتماء.
وشدد على ضرورة
تعزيز روح المبادرة والمشاركة، فعندما نقرأ عن حادث، نرى أن الجميع وقف مشاهدا دون
تدخل، وهذه الظاهرة حديثة على مجتمعنا، وينبغي مواجهة هذه الظاهرة من خلال مشاركة
المواطنين في الأعمال التطوعية لخلق ترابط مع الدولة.
وأضاف أن هناك
نقطة محورية في استقرار الدولة وهي العلاقات التي تربط بين الأفراد، فهناك حالة
تحفز في الشارع المصري ولابد من إيجاد حل لهذه المسألة لتحقيق الاستقرار، وتعميم
الحالة الشعورية التي كانت تتواجد بين المواطنين كما يحدث في البطولات الكبرى التي
يلعبها منتخب مصر الوطني لكرة القدم .
وأكد أن وزارة
الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة يعملان على تعزيز منظومة القيم الأخلاقية ولكن
هناك فرق بين المنتج الثقافي والثقافة بمفهومها العام ونمط الحياة، فهناك مؤسسات
أخرى كثيرة لها دور في هذا الصدد، وتعمل الوزارة حالياً على تنظيم العديد من
الفعاليات والأنشطة بالتعاون مع مختلف الوزارات مثل التربية والتعليم، والأوقاف ،
والشباب الرياضة في هذا الشأن.
وبدوره ، أكد
الدكتور صبحي عسيلة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن
الشعب يعتبر الرقم الأساسي في معادلة الاستقرار لأي دولة وأن عملية بناء استقرار
ونهضة الوطن تبدأ من الشعب وتنتهي عنده، مشيراً إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي
دائماً ما يعوّل في أي نجاح للدولة المصرية على وعي الشعب وتحمله للصعاب والعمل من
أجل تحقيق الاستقرار وصناعة الإنجازات للدولة المصرية.
ولفت عسيلة، في
هذا السياق، إلى ما يردده الرئيس السيسي دائماً بشأن التحديات الخارجية التي هي
واضحة ويمكن لأجهزة الدولة وقواتها المسلحة مجابهتها، وكذلك التحديات التي تواجهها
الجبهة الداخلية التي هي عصب الدولة وأساس استقرار الدولة ونموها.
وشدد على أهمية
الحفاظ على رأس المال الاجتماعي ودعمه، منبها إلى أن المشكلات التي تصدرها الجهات
المعادية للجبهة الداخلية المصرية تستهدف التأثير على رأس المال الاجتماعي في مصر
وإضعافه، الأمر الذي يتطلب من المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية العمل
باستمرار للحفاظ على رأس المال الاجتماعي المصري.
وقال إن الحفاظ
على رأس المال الاجتماعي يمكن أن يتم ببلورة تعريف المجالين العام والخاص أمام
المواطن بحيث لا يتم الخلط بينهما، والتأكيد الدائم على المواطن المصري بأن كل ما
يتم إنجازه على الأرض هو ملك له وهو السبب فيه، ما يعزز الانتماء لدى المواطن
ويدفعه للحفاظ على كل ما يتم من إنجازات.
وأضاف أنه يجب
إعادة تشكيل مفهوم المواطنة لدى المواطن بأنها ليست الجنسية والتمتع بالحقوق
السياسية فقط، بل أن المواطنة تشمل كذلك المشاركة الإيجابية في بناء الوطن، بحيث
تكون فكرة السلبية أو الحيادية في مختلف المجالات أو في ميادين العمل فكرة خاطئة.
وأكد "عسيلة"
أن الشعب أعطى التفويض للدولة المصرية وقياداتها السياسية عدة مرات في التاريخ
الحديث بفضل ما لديها من حس وطني وانتماء، فالشعب هو من ساند قواته المسلحة حتى
عبرت من نكسة ١٩٦٧ وحققت نصراً عظيماً في حرب أكتوبر ١٩٧٣، كما قام الشعب بثورة ٢٥
يناير 2011 وأعاد تصحيح مسارها بنفسه في ٣٠ يونيو 2013 بعد أن وجد دولته ومقدراته
يتم اختطافها من قبل جماعات الظلام الإرهابية.
وأوضح أن الوطن
انعكاس لتصرفات المواطن، فالشعب المصري هو من يصدر الثقافة والحضارة المصرية
للشعوب والدول الأخرى، لذلك يجب أن يتخلى المواطن عن دور المنّظر وأن يشارك في
إيجاد الحلول للمشكلات وبناء الإنجازات، كما يجب أن يتخلى عن الأنا ويعمل لصالح
مجتمعه ووطنه. وقال إن دور المواطن في
تحقيق الاستقرار لوطنه يمكن أن يتم تفعيله عبر المشاركة في العمل التطوعي والخيري،
وتعزيز مشاركته في العمل السياسي عبر الأحزاب والمشاركة في الاستحقاقات المختلفة
مثل الانتخابات والاستفتاءات.
وأضاف أن
المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية يجب أن توضح للمواطنين أن اتقان كل منهم
لعمله في مجاله سيساهم في استقرار بلده، كما أن أي خطأ أو تقاعس فردي قد يكون
سبباً في عدم استقرار الدولة.
وأشار إلى أن
العملية التعليمية في مصر يجب أن تستهدف في الأساس خلق مواطن صالح وليس تخريج
مواطن متفوق علمياً يستخدم علمه في هدم الدولة نظراً لضعف الانتماء لديه.
وأكد أن أجهزة
الدولة ووسائل الإعلام لابد أن تدحض الشائعات وتقتلها في مهدها بكل الأدوات
والوسائل المتاحة، حيث أن عدم الرد على الشائعة يجعل منها حقيقة، والحقيقة غالية
جداً تحتاج لجيش للدفاع عنها لمواجهة الجيش الذي يدعم الشائعة.
وشدد على أهمية
توضيح الحقائق بأسلوب لا يسمح بالتلاعب من الجهات المتربصة بمصر واستقرارها،
موكداً أن التفنيد المستمر للأكاذيب سيكشف كذب مصادرها أمام المواطن ويدفعه لعدم
تصديقها مطلقاً بعد ذلك.
ومن جانبها ،
قالت الدكتورة سهرة قاسم رئيس قسم الرصد والتحليل بإعلام مجلس الوزراء إنه تم
إصدار تقرير توضيح الحقائق منذ أكتوبر 2014 ووصل عدد التقارير إلى 248 تقريرا حتى
الآن كل تقرير يشمل عددا متباينا من الشائعات.
وأكدت أهمية دور
الشعب والشباب لاستقرار أي دولة وتحقيق السلام، مشيرة إلى أن الحكومة تسعى دائما
للتواصل مع المواطنين على مدار اليوم وتلقي استفساراتهم حول المعلومات المختلفة؛
للحد من انتشار الشائعات بالمجتمع.
وأضافت أن
المركز الإعلامي بمجلس الوزراء يعمل على الرد على الشائعات من خلال عدة قنوات منها
الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء، ونشر التقارير الأسبوعية والفيديوهات
والانفوجرافات، ومواقع التواصل الاجتماعي، موضحة أن المركز يسعى أيضا إلى تحديث
المعلومات وتوثيقها من خلال التواصل مع مؤسسات الدولة المختلفة.
وأشارت إلى أنه
في الفترة الأخيرة وسعت الدولة قنوات الاتصال بينها وبين الشعب وقنوات الحكومة،
فكل وزارة لها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتم عبرها الإعلان عن كل إنجاز
ونشاط حكومي ونشر المعلومات أولا بأول وأيضا عبر صفحة مجلس الوزراء، للعمل على
استعادة الثقة بين الدولة والشعب.
وأوضحت أن مركز
معلومات مجلس الوزراء لا يضطلع فقط بدحض الشائعات ومواجهتها، لكنه يوثق المعلومات
الاقتصادية وتلك الخاصة بالأنشطة الحكومية والمشروعات التنموية وكل البيانات
الصادرة عن المؤسسات الحكومية.
ونوهت إلى أن
مركز معلومات مجلس الوزراء يعرض أيضا الإشادات الدولية بالاقتصاد المصري، خصوصا
خلال أزمة فيروس كورونا، موضحة أن طرق التوضيح تتنوع ما بين التقارير الدورية
المقروءة والإنفوجراف والفيديو.
وأكدت أنه من
نتائج ذلك أن أصبح الشعب يتكاتف لمواجهة الشائعات والمعلومات المغلوطة، ويتصدى
للمؤامرات التي تحيط بوطننا العزيز، فكلمة السر هو الشعب المصري الذي يحافظ على
الاستقرار، مشيرة إلى أنه من نتائج هذا العمل أن أصبح هناك وعي كبير وأصبح الناس
يلجأون للصفحات الرسمية للوزرات على مدار الأربع والعشرين ساعة، والاستفسار
بالرجوع لمصدر المعلومات الرسمي.
وأوضحت أن
المركز يضم كوكبة كبيرة من الكفاءات الشبابية للرد على الشائعات وهم من أوائل
خريجي الجامعات، والذين يقومون بالتواصل مع المواطنين والرد على استفساراتهم
مباشرة، بعد التأكد من الجهة المعنية بشكل موثق، كما تم تخصيص رقمي هاتف عبر تطبيق
"واتساب" للرد وتوضيح حقيقة أية شائعات تستهدف الدولة، مؤكدة أن دور
الشعب لا يقل أهمية عن دور الجهات الرسمية، خاصة خلال الفترة الأخيرة