السبت 29 يونيو 2024

القمة الثلاثية تشيد بالتجربة المصرية في استضافة اللاجئين.. وسياسيون: القمة استهدفت التصدي للتهديدات ودعم التعاون في مجالات مختلفة.. وتبنت مواقف داعمة للاستقرار ومواجهة التهديدات التركية

تحقيقات21-10-2020 | 16:57

كانت التجربة المصرية في استضافة اللاجئين محل إشادة خلال القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان في العاصمة القبرصية نيقوسيا اليوم، حيث أكد خبراء سياسيون ودبلوماسيون أن هذه القمة استهدفت التصدي للتهديدات ودعم التعاون بين الدول الثلاث في مجالات مختلفة، كما أنها تبنت مواقفا داعمة للاستقرار في شرق المتوسط ومواجهة التهديدات التركية.


وعقدت اليوم بالعاصمة القبرصية "نيقوسيا" قمة آلية التعاون الثلاثي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونيكوس أناستاسياديس رئيس جمهورية قبرص، وكيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء جمهورية اليونان، حيث تناولت القمة سبل تعزيز التعاون الثلاثي المشترك في مختلف المجالات بين الدول الثلاث، في إطار العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمعهم، وكذا تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مستجدات الأوضاع السياسية في المنطقة، التي تشهد تحديات غير مسبوقة تهدد أمن دول حوض المتوسط على أكثر من صعيد.


وعبر الرئيس خلال القمة عن التطلع لتنفيذ المزيد من المشروعات الاستراتيجية لآلية التعاون الثلاثي، خاصةً في مجال الطاقة علي غرار منتدى غاز شرق المتوسط الذي تم تدشينه مؤخراً، ليجسد حرص وارادة الدول الثلاث للحفاظ على زخم تفعيل مسارات التعاون بينهم.


كما تناول الزعماء الثلاثة أوجه تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياحي والثقافي، وذلك بهدف تأسيس مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجي بين الدول الثلاث، قائمة على الأهداف التنموية المشتركة، لا سيما في ضوء الروابط التاريخية القوية والتراث الثقافي الثري الذي تتمتع به الدول الثلاث.


وتطرقت القمة إلى أبرز القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً تطورات الأوضاع في ليبيا وسوريا، فضلاً عن مستجدات قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس أهمية تضافر جهود جميع دول شرق المتوسط لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة واستعادة الاستقرار بها، كما تم التوافق بين القادة الثلاث حول أهمية العمل المكثف للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة في إطار الحفاظ على وحدة واستقلال دول المنطقة وسلامتها الإقليمية، بما يسهم في إنهاء المعاناة الإنسانية الهائلة التي مرت بها هذه الشعوب خلال السنوات الماضية.


كما تطرقت القمة كذلك إلى جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الزعماء الثلاثة أهمية مواصلة الجهود المبذولة نحو تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق فيما بينهم في هذا الصدد لصالح شعوبهم وشعوب المنطقة بأسرها.



مواقف داعمة للاستقرار 

ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القمة الثلاثية الثامنة اليوم بين مصر وقبرص واليونان، جاءت في توقيت مهم حيث أطلقت عدة رسائل سياسية واقتصادية واستراتيجية للرد على التهديدات التركية.


وأوضح «فهمي» -في تصريحات لـ«الهلال اليوم» - أن القمة ركزت على قضايا عربية وإقليمية ونقلت رسالة إلى مجلس الأمن في ملف الممارسات التركية وتوحيد شبه الجزيرة القبرصية بعد تأكيد الرئيس القبرصي على بعض الثوابت الهامة في هذا السياق.



وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته، ركز على ملفين جديدين في القمة هما الأوضاع في ليبيا وسوريا، حيث أكد أن ضرورة إنهاء أي وجود عسكري أجنبي في سوريا وبدء الحل السياسي وليس العسكري للقضية، موضحا أن القمة الثامنة اليوم أكدت تقدير الدول الثلاث لضرورة الاستقرار والتعاون في شرق المتوسط وخاصة بعد التطورات المفصلية في الإقليم.


وأضاف إن هذه التطورات تشمل رسم الحدود بين مصر واليونان، واليونان وإيطاليا، حيث أشار الرئيس السيسي وزعيمي قبرص واليونان إلى ضرورة التعاون واستمرار العلاقات المتميزة المستقبلية، في إطار مجالات الغاز وسوق النفط وتنسيق المواقف السياسية، مؤكدا أن القمة ناجحة وسيكون لها تطورات على كافة المستويات.


وأكد فهمي أن مخرجات القمة أكدت ثوابت الأطراف الثلاث في مواجهة التحديات والمخاطر التركية وفي تبني مواقف داعمة للاستقرار في الإقليم، وإيجاد صيغة للتعاون الإقليمي في إقليم شرق المتوسط، وضرورة توحيد قبرص والتفاهم في هذا السياق، موضحا أن القمة كان لها أيضا بعدا اقتصاديا واستراتيجيا، حيث وجهت رسائل تحذيرية للاتحاد الأوروبي بسبب عدم تدخله لكبح جماح التهديدات التركية.


وأشار إلى أن رئيس وزراء اليونان شن هجوما على الاتحاد الأوروبي، وطالبه بعدم بيع الأسلحة لتركيا، بسبب تهديدها للأمن والاستقرار الإقليمي.



دعم التعاون في مجالات مختلفة

ومن جانبه، قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن انعقاد القمة الثلاثية بين مصر وقبرص اليونان اليوم حمل أهمية كبرى، نتيجة للتطورات الحادثة في المنطقة وخاصة في شرق المتوسط، والمحاولات التركية لزعزعة الاستقرار، والخروج عن السياق الدولي لمبدأ حسن الجوار، والاعتداء على أطراف معينة وحقوقها فضلا عن نوايا كامنة وظاهرة أحيانا لأنقرة للتوسع بدعاوى مختلفة.


وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن من بين الأوهام التي تستهدفها تركيا من هذا التوسع إعادة الخلافة العثمانية على النحو الذي تتصوره أنقرة، نوعا من التمدد الاستعماري، وخاصة مع فشل محاولاتها الانضمام للاتحاد الأوروبي، مضيفا أن القمة الثلاثية تستهدف التصدي لهذه التهديدات مع دعم التعاون في مجالات مختلفة بين الدول الثلاث سياسيا واقتصاديا وعسكريا.


وأضاف أن القمة تستهدف أيضا تحقيق الاستقرار في المنطقة، وتناول قضايا معينة وتحقيق التعاون بين الدول الثلاث في خدمة القضايا السياسية في المنطقة، من بينها إنهاء الاحتلال التركي غير المشروع للشمال السوري، وكذلك حل القضية الفلسطينية، فضلا عن دعم التعاون في إطار منتدى غاز شرق المتوسط الذي تستضيف القاهرة مقره.


وأشار إلى أن هذا المنتدى هو ركيزة يمكن أن تنضم إليها أطراف أخرى إذا كان سلوكها الدولي منسجما مع السياق الذي حدده المنتدى من بينها توافر النوايا السياسية للتعاون بين كافة الأطراف، مؤكدا أن التجربة المصرية في استضافة اللاجئين كانت محل إشادة في القمة الثلاثية، حيث أن مصر رغم استضافتها لنحو 5 ملايين لاجئ لم تحول هذا الملف إلى أداة للابتزاز.


وأكد أن هناك دولا تستخدم ملف اللاجئين لابتزاز دول الاتحاد الأوروبي، وهي تركيا، والتي تتعامل بهذا المبدأ مع الدول الأوروبية، حيث تستخدم قضية اللاجئين لتحقيق مكاسب سياسية والضغط على الدول الأوروبية.