الإثنين 10 يونيو 2024

تسعى لتكون منطقة جذب لصناع السينما بالعالم : الأقصر.. مدينة الشعر والمهرجانات بلا دور للعرض السينمائى

فن22-10-2020 | 15:15

الأقصر عاصمة مصر القديمة، ومدينة الشعر والمهرجانات السينمائية والفنية .. بلا دور عرض سينمائي.

هذه حقيقة تعيشها المدينة التاريخية بصعيد مصر، وعاصمة مصر القديمة، والغنية بمئات المقابر وعشرات المعابد التى شيدها ملوك وملكات ونبلاء ونبيلات الفراعنة، والتى يطل بيت الشعر على طريق الكباش الفرعونى الشهير الذى يقسٍمُ قلب المدينة إلى شطرين.

فالمدينة الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ، وصارت أكثر من مصر استضافة لمهرجانات فنية سينمائية وفلكلورية وتشكيلية، بجانب فعاليات وأنشطة بيت الشعر على مدار العام، لا يوجد بها دار للعروض السينمائية، وباتت معظم المشاريع المتعلقة بإقامة دار للعرض السينمائى بها مجرد حبر على ورق.

بيت الشعر :

وكما يقول الشاعر حسين القباحى، مدير بيت الشعر فى الأقصر، فإن كل ما قيل عن إقامة دار للعرض السينمائى فى الأقصر، لم تتجاوز أدراج مكاتب المسئولين، وحتى الأحاديث والصو والأخبار التى ملأت الدنيا وشغلت الناس، عن تخصيص مساحة من الأرض قرب نهر النيل لإقامة دار عرض سينمائى ثلاثية الأبعاد بخبرات أمريكية، أضحت اليوم حبرا على ورق.

ويؤكد  مدير بيت الشعر فى الأقصر ، إنه آن الأوان لأن يكون لمدينة الأقصر نصيبها من دور العرض السينمائى، خاصة وأن عروض المهرجانات السينمائية التى شهدتها المدينة على مدار سنوات مضت، كانت تقدم عروض أفلامها فى الأندية والساحات المفتوحة، وذلك بسبب افتقار المدينة إلى دور السينما.

طلاب الفنون :

ويقول الشاعر محمد عبداللطيف الصغير، أحد رواد بيت الشعر فى الأقصر، إن الحاجة باتت ملحة لإقامة دور للعرض السينمائى فى المدينة، خاصة بعد الإعلان عن استضافة الأقصر لعروض دورية لنادى السينما الأفريقية، بجانب حاجة طلاب الفنون فى الأقصر، التى تضم أحد أعرق كليات الفنون الجميلة فى مصر، لمتابعة العروض السينمائية، بما يفيدهم فى تطوير أدواتهم الفنية، خاصة مع افتتاح أقسام تعنى بإنتاج الأفلام، وبخاصة الأفلام المتحركة فى الكلية ، وأعرب " الصغير " عن أمله فى أن تمتد أنشطة بيت الشعر فى الأقصر إلى العروض السينمائية، لتغطية غياب دور السينما بالمدينة، وإتاحة الفرصة لمتوقى الفنون لإشباع حاجتهم إلى متابعة الجديد فى العروض السينمائية، وبخاصة الأفلام التى تعد من أفلام المهرجانات، والتى تقدم نمطا سينمائيا غنيا بعيدا عن السينما التجارية المعروفة باسم سينما المقاولات، بجانب تقديم الأفلام المتحركة للأطفال والأفلام الوثائقية للكبار، وغير ذلك من الأفلام التى تعد تجارب سينمائية متفردة فى عالمنا ، وأن يكون لأهل مدينة الأقصر نصيب فى مشاهدة الأفلام السينمائية العربية التى لا يرونها إلا نادرا وخلال عروض المهرجانات السينمائية التى تستضيفها مدينتهم بشكل دورى فى كل عام.

مهرجانات بلا دور للعرض :

ويقول الصحفى المصرى، محمود الملا إنه من المدهش أن تجد مدنا تستضيف مهرجانات سينمائية ذات تاريخ وذات قيمة، ولا تجد فيها دورا للعرض السينمائى، وهو ما نجده فى مدينة أسوان أيضا بجانب مدينة الأقصر.

ويشير " الملا " إلى أن مشكلة عدم توافر دور العرض أحد أبرز العقبات التى تقف حائلا أمام نشر الثقافة السينمائية واستضافة المهرجانات.

ويرى محمود الملا ، بأن الأقصر برزت على ساحة المهرجانات السينمائية بشكل كبير خاصة بعد استضافتها لسنوات لمهرجان الٌأقصر للسينما الأوروبية والعربية، ثم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية الذى يقام بشكل دورى ثابت فى شهر مارس من كل عام، وسط معالم المدينة الفرعونية، وأنه من الغريب أن تفتقر المدينة إلى دور للعرض السينمائى، خاصة وأنها حملت الكثير من الألقاب مثل عاصمة الثقافة العربية، وعاصمة السياحة الثقافية.

الأقصر مدينة جاذبة لصناع السينما بالعالم

ويقول الخبير السياحى المصرى محمد عثمان، مسئول لجنة التسويق السياحى فى محافظة الأقصر، إنه من الغريب أن تفتقر الأقصر إلى دور للعرض السينمائى، فى الوقت الذى  تسعى فيه سلطات المدينة إلى جذب صناع السينما ببلدان العالم، وفى مقدمتها مصر ودول قارة أفريقيا ، لتصوير أفلامهم وسط معالم المدينة، التى تضم ايضا فنادق تاريخية، وبواخر سياحية شهيرة، وعشرات من " الدهبيات النيلية " التى جذبت الكثير من ساسة ومشاهير ونجوم ونجمات العالم، طوال أكثر من مائة عام.

وأشار " عثمان " إلى أن وزارة الآثار المصرية ، وضعت بالفعل لائحة دائمة لرسوم التصوير داخل المعابد والمزارات الأثرية، وأن هناك تعليمات دائمة بتيسير أى مشروعات للتصوير السينمائى والدرامى وسط آثار الأقصر،وأن شركات إنتاج سينمائى بدأت بالفعل فى إنتاج أفلام ومسلسلات تحكى تاريخ مصر القديمة، وقصص وحكايات ملوكها وملكاتها من الفراعنة الذين عاشوا فى الأقصر، وجعلوا منها عاصمة لمصر قبيل آلاف السنين، وأن مسئولين بقطاعى الآثار والسياحة، يسعون لتقديم مزيد من التسهيلات والتيسيرات، لصناع السينما المصرية والعربية والعالمية، لتصوير أفلامهم، وسط المعالم الأثرية والسياحية بالمدينة؛كمساعٍ تبذل بالفعل لإقامة دور للعرض السينمائى فى المدينة.

 وأضاف بأن تنسيقا يجرى، مع الوزارت المعنية، وعلى رأسها وزارة الآثار، بهدف تقديم كل الدعم لمنتجى السينما، والمسلسلات الدرامية، لتصوير أعمالهم فى الأقصر. مشيرا إلى أن السينما والدراما، يعدان من أكثر الوسائل تأثيرا فى سياح مصر والعالم، وأن ذلك سيكون له مردود كبير على حركة السياحة الوافدة للمدينة.

لكن وبحسب قول محمد عثمان، فإن المشكلة الكبرى عدم وجود دور للعرض السينمائى بالمدينة التى تسعى لتكون منطقة جذب لصناع السينما بالعالم.

ومن جانبه، قال الفنان المصرى المعروف  محمود حميدة ، إن مدينة الأقصر ومعالمها الأثرية بيئة جيدة لتصوير الأعمال الدرامية والسينمائية، وأن الكثير من أشهر الأعمال السينمائية والدرامية المصرية، جرى تصويرها فى الأقصر، التى تعد – بحسب قوله – من أقدم وأهم المدن السياحية فى العالم، بجانب أن المدينة غنية بآثار قدماء المصريين، وطالب " حميدة " بوضع لائحة ثابتة وعادلة لرسوم التصوير داخل معابد ملوك وملكات مصر القديمة، وقال إنه لتكتمل تلك الجهود فإنه لا بد من وجود دور للعرض السينمائى فى المدينة، لأن كل فنان يأتى إلى الأقصر للمشاركة بمهرجان سينمائى، يهدف فى المقام الأول لعرض فنه وأفلامه على الجمهور وأنه لا جمهور بدون دور عرض، ورأى بأن تقديم عروض المهرجانات فى الأندية وقصور الثقافة بعيدا عن مكان العرض الطبيعى وهو دور العرض السينمائى أمرًا غير جيد.

مشاهير السينما العالمية وسط آثار الأقصر :

يذكر أن الأقصر وآثارها كانت قبلة لعدد من كتاب وفنانى ومخرجى السينما العالميين، ومشاهير العالم،  مثل أجاثا كريستى، الروائى الأمريكى أليكس هيلى ،والأميرة ديانا، وعارضة الأزياء الشهيرة ناعومى كامبل، و النجمة كيت وينسلت، بطلة الفيلم المعروف " تيتانيك " والنجمان العالميان أنجلينا جولي وبراد بيت، والنجم ليوناردو دي كابريو، المغنية الأمريكية، أليشيا كيز، عازف الكمان العالمي جيدون كريمر، والممثلة اليابانية الشهيرة، Otakeshinobu، ورئيس فرنسا الأسبق وزوجته كارلا برونى، وكاثرين أشتون، المنسقة السابقة للعلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبى، ورئيس بريطانيا الأسبق تونى بلير، ووزير الخارجية الأمريكى الأسبق، جون كيرى، والملك فيليب ملك بلجيكا، وزوجته الملكة ماتيلدا، والرئيس الصينى، شي جين بينج، والعشرات من الملوك والرؤساء والأمراء من مختلف قارات العالم.

وكانت الأقصر قبيل عقود مضت، واحدة من أهم محطات الجذب لصناع ونجوم السينما بالعالم، وشهدت قيام نجوم عالميين كبار بتصوير مشاهد كثيرة من أفلاهم وسط آثار الأقصر، مثل النجم العالمي روجر مور، بطل أفلام جيمس بوند مع باربارا باخ، والنجم روبيرت تايلور والنجمة إلينور باركر.

ومن الأفلام المصرية الشهيرة التى جرى تصويرها فى الأقصر، " صراع فى النيل " و " غرام فى الكرنك " و " الطوق والأسورة " و " المومياء " و " الجزيرة ".

    الاكثر قراءة