الأحد 16 يونيو 2024

الكذب الحلال عند الإخوان والإسلاميين

فن23-10-2020 | 13:24

 نعم، فهم يعتقدون أن هذا الكذب لتحقيق الإرادة الإلهية بتأسيس دولة الإسلام وأن يحكم الإسلام العالم، إنه كذب حلال، كذب من أجل الله. لم تكن لدى أمين التنظيم الدولي للإخوان إبراهيم منير مشكلة في أن يؤكد مراراً، في جلسة تضم بعض أعضاء مجلس العموم البريطاني، أنه مع الحرية المطلقة في الاعتقاد. كما أكد أن الشريعة تنص على حق الإنسان في أن يكفر أو يؤمن، يؤمن بوجود الله أو لا يؤمن، وهذا أقصى، كما قال، ما تعطيه الشريعة في مجتمع مسلم .  

بالتأكيد هو يكذب فهذا غير موجود في الشريعة ولا في الإسلام الذي يؤمن به، ولا موجود في كتابات الإخوان. فهم يؤمنون مثلاً بقتل المرتد، فيقولون على موقعهم الرسمي : والإسلام لا يقتل المرتد حال ارتداده، وإنما يعطيه أمدًا يحاسب فيه نفسه، ويستتاب فيه، فإن لم يتب ويثُب إلى صوابه قتل .

  أردوغان ظل يكذب على العالم كله سنوات وسنوات عندما كان ضعيفاً، كان يؤكد أنه علماني، وعندما أطاح بالجيش من السياسة، وأصبح أقوى هاجم العلمانية والديمقراطية وقواعد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي .. إلخ .

 

  هؤلاء يكذبون استنادا أيضاً إلى حديث منسوب للنبي - صلى الله عليه وسلم - : لا يحل الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس. رواه الترمذي.

 فإذا كان يحق لك الكذب لإرضاء زوجتك، فالمؤكد أنه يحق لك الكذب إرضاء لله، فالمؤمن في رأي الإسلاميين في حالة حرب طول الوقت، لتنفيذ إرادة الله.

 كما يستندون إلى ما يطلق عليه في الفقه الإسلامي "المعاريض"، والمقصود بها "التورية"، أي أن تقول كلاماً لكي يفهم من هو أمامك معنى، في حين أنك تقصد معنى آخر. وهذا يستند في رأيهم إلى القرآن، عندما رد سيدنا إبراهيم عليه السلام على قومه حينما سألوه عمن حطم أصنامهم وكسر أوثانهم , قال تعالى : قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63) سورة الأنبياء.

 وما حدث في قصة إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة، عندما أخفى أنها زوجته وقال إنها أخته خوفاً من حاكم مصر الجبار. قال رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم:لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ النَّبِيُّ ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، قَطُّ إِلاَّ ثَلاَثَ كَذَبَاتٍ ، ثِنْتَيْنِ فِي ذَاتِ اللهِ قَوْلُهُ : إِنِّي سَقِيمٌ، وَقَوْلُهُ : بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا، وَوَاحِدَةً فِي شَأْنِ سَارَةَ، فَإِنَّهُ قَدِمَ أرْضَ جَبَّارٍ وَمَعَهُ سَارَةُ، وَكَانَتْ أحْسَنَ النَّاسِ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّ هَذَا الْجَبَّارَ، إِنْ يَعْلَمْ أنَّكِ امْرَأتِي، يَغْلِبْنِي عَلَيْكِ، فَإِنْ سَألَكِ فَأخْبِرِيهِ أنَّكِ أخْتِي ، فَإِنَّكِ أخْتِي فِي الإسْلاَمِ، فَإِنِّي لاَ أعْلَمُ فِي الأرْضِ مُسْلِمًا غَيْرِي وَغَيْرَكِ.  أخرجه البخاري و "مسلم".

هذا النوع من الكذب حلال شرعاً طبقاً لمعظم فقهاء الإسلام، يستخدمه المسلم إذا كانت هناك حاجة أو مصلحة شرعية، لا ينبغي أن يكثر منه بحيث تكون ديدناً له، ولا أن يستعملها لأخذ باطل أو دفع حق. من أمثلة التورية أيضاً :

لو سألك شخص هل رأيت فلاناً وأنت تخشى لو أخبرته أن يبطش به مثلاً، فتنفي رؤيته وتقصد بقلبك زماناً أو مكاناً معيناً لم تره فيه.

الكذب لا يمكن تبريره، لكن حتى لو افترضنا أنه من أجل تجنب المخاطر، فالإخوان يكذبون من أجل إخفاء أيديولوجيتهم الإجرامية، وليس من أجل حماية حياة إنسان مثلاً. لعلك تتذكر ما كانوا يقولونه ليل نهار أثناء حكم مبارك عن الحرية والديمقراطية التي يريدونها. وعندما حكموا مصر أصدر الرئيس الأسبق الراحل محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد إعلاناً دستوريا يمنحه سلطات فوق الدستور والقانون والقضاء وكل مؤسسات الدولة.

 في الفقه السائد من الصعب أن تجد من يرفض هذه السلوكيات، فالدكتور بدر عبد الحميد هميسة يؤكد أن إباحة المعاريض في بعض المواقف دليل على مرونة التشريع الإسلامي، وعلى يسر هذا الدين وسماحته .

 كما أن هناك قاعدة شرعية أخرى تتيح لهم إخفاء الحقائق والكذب وهي "الضرورات تبيح المحظورات"، وعليها دلائل كثيرة طبقاً للفقه الإسلامي السائد، من القرآن، والسنَّة، منها : قوله تعالى : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) البقرة/ 173  .

لذلك فأمر طبيعي وحلال أن يكذب كثير من الإسلاميين (الإرهابيون غير المسلحين )  ويقولون إنهم مؤيدون للحريات ومدافعون عن حقوق الإنسان، رغم أن أيديولوجيتهم ضد هذه المفاهيم بالكامل كما أوضحت. لذلك يلتحقون بالأحزاب الليبرالية واليسارية في كندا وأمريكا والغرب مثلاً. رغم أن الأحزاب الليبرالية مثلاً تدافع عن حقوق المثليين، الذين يجب طبقاً لأيديولوجيتهم قتلهم بإلقائهم من أعلى بناء في المدينة .

 لذلك أيضاً ستجد مثلاً زعماء أهل السنة المضطهدين في إيران يطالبون بدولة تتساوى فيها الحقوق مع الشيعة (دولة المساواة ). والشيعة المضطهدون في مصر أقلية يطالبون بالحريات والمساواة بالسنة. الإسلاميون ( الإرهابيون غير المسلحين ) في الغرب يحاربون من أجل الحرية وحقوق الإنسان سواءً كانوا من الشيعة أو السنة، لاستغلالها في نشر أيديولوجيتهم وتجنيد المؤمنين بها. لكنهم عندما يسيطرون يتحولون إلى دكتاتورية دينية بشعة تطيح بأبسط حقوق الإنسان مثلما يفعلون في إيران والسودان وكما فعلوا في مصر  وغيرها.

المصادر: موقع إسلام سؤال وجواب  – يوتويب – موقع صيد الفؤاد – موقع ويكي إخوان