اهتمت وسائل الإعلام الدولية/ بشكل واسع بتغطية انتخابات مجلس النواب، التي تشهدها مصر على مرحلتين، وفقاً لتقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات، حول التغطية الإعلامية لتلك الوسائل للانتخابات.
وأوضحت الهيئة أنها تابعت ميدانيا، من خلال غرفة العمليات، التي أقامتها بالمركز الصحفي للمراسلين الأجانب التابع لها، تقديم التسهيلات للمراسلين الأجانب المشاركين في تغطية الانتخابات، بمرحلتيها الأولى والثانية، البالغ عددهم 570 مراسلاً يمثلون 166 مؤسسة إعلامية، تم اعتمادهم بقاعدة بيانات الهيئة الوطنية للانتخابات، واستخراج تصاريح التغطية الإعلامية لهم لمتابعة سير العملية الانتخابية من داخل اللجان وخارجها.
وفى تقرير للهيئة العامة للاستعلامات حول التغطية الإعلامية لوسائل الإعلام الدولي لليوم الأول من الانتخابات، تم التركيز على محورين، أولهما يتعلق بالمكاسب التي ستحققها انتخابات مجلس النواب بصورة عامة، والثاني يرتبط بالسياق الذي تُجرى فيه عمليات التصويت في المرحلة الأولى.
أولاً: المكاسب الانتخابية
تُجرى الانتخابات للمرة الأولى وفقاُ لقانون انتخابي جديد تم إقراره في أعقاب التعديلات الدستورية التي جرت في عام 2019. وبموجبه يتكون مجلس النواب من 568 مقعداً، يتم انتخاب 284 منهم بنظام القوائم المغلقة المطلقة بنسبة 50%، و284 ينتخبون بنظام "الفردي" بنفس النسبة، على أن يخصص للنساء 142 مقعداً من إجمالي عدد المقاعد بنسبة 25%. فيما يعين رئيس الجمهورية 28 نائباً وفقاً لنسبة الـ 5% المقررة له، من بينهم 25% للنساء.
مشاركة عد كبير من الأحزاب السياسية في هذه الانتخابات، تصل لنحو 35 حزباً من بينها أحزاب مستقبل وطن، والتجمع، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والمصري الديموقراطي الاجتماعي، والعيش والحرية. ومن اللافت أن الأحزاب التي لا تشارك في الانتخابات لم تصدر أي دعوات للمقاطعة.
توظيف منصات التواصل الاجتماعي في الدعاية الانتخابية - إلى جانب الوسائل التقليدية - حيث قام بعض المرشحين ببث مقاطع فيديو تتضمن أغاني على شبكة الإنترنت في محاولة لجذب الناخبين. كما استخدم البعض منهم قنواتهم على اليوتيوب لنشر أخبار عن البرنامج الانتخابي، والتواصل مع الناخبين في الدوائر الانتخابية.
تسود توقعات بارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي تحظى باهتمام شرائح مختلفة من المجتمع، إذ يعتبر البرلمان – تاريخيًا - رمزًا للسلطة والنفوذ.
ثانيا: السياق الذي تُجرى فيه عملية التصويت في المرحلة الأولى
ارتفاع التنافس بين المرشحين في الانتخابات في المرحلة الأولى، فعلى المستوى "الفردي" يتنافس نحو 1879 مرشحاً - من إجمالي نحو 4000 مرشح - في 71 دائرة انتخابية بالنظام الفردي، موزعين على 14 محافظة هي: الجيزة، الفيوم، بنى سويف، المنيا، أسيوط، الوادي الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر، الإسكندرية، البحيرة، مطروح.
زادت حدة التنافس بين القائمة الوطنية وقائمة نداء مصر، وظهر ذلك خلال فترة الدعاية الانتخابية، حيث تتنافس القائمتان على 100 مقعد بقطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد، كما تتنافسان أيضا في دائرة قطاع غرب الدلتا على 42 مقعدًا.
ظهور المرشحات بقوة في هذه المرحلة من الانتخابات، حيث تم رصد التواجد الكثيف لهن خلال فترة الدعاية الانتخابية، وقيامهن بجولات انتخابية خاصة في المناطق الريفية، ما يدل على أن المرأة أصبحت شريكًا رئيسيًا في العملية السياسية في مصر.
تزايد الاقبال في المدن والقرى من بعض الفئات، حيث ذكر مراسل شبكة بى بى سى في القاهرة أن هناك اقبالاً كبيراً من جانب الشباب والفتيات في المدن، في حين يتوافد الكثيرون من الناخبين على لجان التصويت في القرى. مضيفاً عدم رصد أي شكاوى أمنية خلال سير عمليات التصويت.
حرصت الهيئة الوطنية للانتخابات، بالتنسيق مع وزارة الصحة، على اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية طوال فترة التصويت، من خلال توزيع كمامات مجانية على الناخبين، وتعيين موظف منسق لكل طابور انتخابي، من أجل تنظيم عملية الدخول إلى اللجان، والتأكد من التباعد الاجتماعي.
منع إجراء أي دعاية في محيط اللجان الانتخابية، إضافة إلى إعداد غرفة عمليات لمتابعة كافة الشكاوى والاستفسارات.
اتخاذ كافة الترتيبات والإجراءات المرتبطة بالتعاون بين القوات المسلحة وزارة الداخلية والهيئة الوطنية للانتخابات وكافة الأجهزة المعنية بالدولة في تنظيم أعمال تأمين انتخابات مجلس النواب 2020 على مستوى الجمهورية، وتوفير المناخ الآمن للمواطنين للإدلاء بأصواتهم انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية تجاه الشعب المصري.
حرص مؤسسات الدولة على حث المواطنين على المشاركة من خلال تدشين حملات، حيث نفذ المجلس القومي للمرأة حملة "صوتك لمصر بكرة" في جميع المحافظات، تهدف إلى "توعية السيدات بأهمية المشاركة السياسية الفعالة، وحثهن على النزول والإدلاء بأصواتهن في انتخابات النواب". بالإضافة إلى دعوة مفتي الجمهورية المواطنين المصريين للإدلاء بأصواتهم، وكذلك إبراز إعلان الأساقفة الأقباط بأنهم على مسافة واحدة من جميع المرشحين، ودعوة كافة المواطنين للتدليل على حسهم الوطني وارتباطهم الوثيق بالوطن.
مشاركة الجامعة العربية في متابعة الانتخابات، حيث أعلن السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد، رئيس بعثة جامعة الدول العربية لمتابعة انتخابات "مجلس النواب"، أن "البعثة وضعت خطة للتحرك والانتشار في عدد من المحافظات المصرية لمتابعة سير الانتخابات، ورصد مؤشرات المناخ الانتخابي وسير عمليات الاقتراع في مختلف مراحلها".
المتابعة الميدانية: شكاوى طفيفة من ممثلي وسائل الإعلام
وفي التقرير الخاص للهيئة العامة للاستعلامات حول التغطية الميدانية لسير العملية الانتخابية في اليوم الأول، قام ممثلو وسائل الإعلام الدولي بالتواجد في مراكز الاقتراع والقيام بعملهم دون قيود. ولم تتلقى غرفة عمليات الهيئة العامة للاستعلامات سوى عدد محدود من الشكاوى بشأن التصوير، ومقابلة رؤساء اللجان الانتخابية، والخلط بين القنوات المحلية والأجنبية. على الفور تم التواصل مع إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية، التي قامت بدورها بإنهاء كافة المشكلات التي تقدم بها ممثلي وسائل الإعلام الدولي، الذين أفادوا بذلك وواصلوا تغطيتهم الإعلامية للانتخابات.