حوار: سميحة درويش
أكد الشيخ عبدالله جهامة رئيس جمعية مجاهدى سيناء أن دور المجاهدين من بدو القبائل كان رئيسيًا فى تحرير سيناء وأن مجاهدى سيناء دافعوا ببسالة عن سيناء قبل وأثناء وبعد الاحتلال الغاشم رغم أنهم عانوا فى فترات الحروب معاناة قاسية ورغم استشهاد البعض منهم، إلا أن عزيمتهم لم تفتر.. و كانوا على قلب رجل واحد خلف الجيش حتى تحررت سيناء بالكامل من براثن العدو حتى باتوا جزءا أصيلا من تحريرها.
وقال الشيخ عبدالله جهامة إنه واجب علينا أن نتذكر شهداءنا فى حرب ٧٣ ممن قاتلوا فى سبيل تحرير الأرض بعد أن دنسها العدوان الغاشم آنذاك، فلم يكن النصر إلا هدية للعرب جميعا وليست مصر فحسب. وبعودة سيناء إلى حضن مصر بدأ الأمل يحلق فى نفوسنا بضرورة تعميرها وإطلاق يد التنمية فيها حتى تستقر أوضاع أبناء سيناء بعد طول اغتراب قطار التنمية عنها، ومروره بباقى محافظات مصر دون الالتفات إلينا، فقد تعاقبت علينا حكومات فى السنوات الماضية ولم تحرك ساكنًا إلا من خطط وبرامج ومشروعات نسمع عنها لكنها لم تنفذ على أرض الواقع.. حتى تغيرت الأمور بقرار جاد أصدره الرئيس السيسى بضرورة تنمية وتعمير سيناء.. ونحن نعى تماما بأن تعميرها وإطلاق مشروعات التنمية فى مدنها يعد أكبر انتصار على الإرهاب ودحضه تمامًا – ويضيف « جهامة « بأن مساحة سيناء الشاسعة بثرواتها الطبيعية تعد بيئة ومناخا خصبا لخلق مشروعات تنموية هائلة، وفرصة كبيرة لتوطين شباب أبناء الوادى مع توفير فرص جاذبة لتملكهم مشروعات زراعية وصناعية صغيرة تقضى على البطالة من جهة وتدفع بدماء الشباب فى تعمير سيناء العطشى للتعمير والتنمية..
جهامة يقترح على الجهات المعنية ضرورة تخصيص ١٠٠٠ فدان توزع على شباب المحافظات ممن سيستقرون بها لكل شاب منهم ٣ أفدنة لتعتبر نقلة حقيقية لبناء دروع بشرية تساعد فى حماية الجهة الشرقية مكمن الخطر على سيناء مؤكدًا أن خلق بنية صناعية حديثة ينجم عنها التوسع فى المشروعات العملاقة التى تعيد سيناء بكامل طاقتها إلى مصاف المحافظات المنتجة غير المستهلكة.. وأشار إلى أن القائمين على تنمية سيناء ممثلين فى جهاز تنمية شبه جزيرة سيناء يسيرون بمنهاج وطنى صميم بعدما مكنوا المواطن السيناوى من حقه فى تملك أرضه مثل باقى أبناء محافظات الوادى وعدم السماح للأجنبى إلا بحق الانتفاع فقط، للحفاظ على هويتها كأرض مصرية للمصريين فقط.
ولفت إلى أن سيناء استحقت اليوم أن يتم تعويضها بعد تحريرها منذ عام ٨٢ وفى نفس السياق يطالب جهامة نيابة عن مجاهدى سيناء وقبائل البدو بمناسبة عيد تحرير سيناء الرئيس عبدالفتاح السيسى بمراجعة ملفات المساجين من أبناء سيناء خلال سنوات طويلة، وكذلك ضرورة الدفع بقوافل دعوية من مشيخة الأزهر تجوب القرى والنجوع والوديان لترسيخ الصورة الذهنية عن صحيح الدين حتى تحرك الماء الآسن وتطرد الأفكار المغلوطة عن الدين والشريعة، وذلك يعد مطلبا حيويا للغاية سيساعد كثيرا فى فك الطلاسم التى تعشش فى عقول البعض ممن غرسوها لديهم من العناصر الإرهابية التى وجدت فيهم المناخ الخصب لنشر أفكارهم الدموية التى نتج عنها العديد من حوادث الإرهاب الذى ضرب استقرارنا.
وحذر الشيخ جهامة من تأخر ضخ المياه للمرحلة الثالثة بترعة السلام فى منطقة السر والقوارير لمساحة ١٢٥ ألف فدان لأنها ستضيف خيرًا وفيرًا على الإنتاج الزراعي، كما طالب بإنشاء إقليم اقتصادى متكامل بوسط سيناء أو بتخصيص حقيبة وزارية لتعميرها أسوة بالسد العالى فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، حتى تدار من خلال فكر واحد وعقلية متوافقة على القرار وتنفيذه دون تخبط أو تداخل أكثر من جهة بقرارات متنافرة عن بعضها حتى تمام تعمير سيناء.
وأشار إلى أن أبناء سيناء جميعا على قلب رجل واحد خلف الرئيس والقوات المسلحة وتاريخهم النضالى معروف للجميع منذ القدم، متذكرًا واقعة شهيرة لا تنسى فى عهد الزعيم أحمد عرابى حينما حاول المستشرق البريطانى “ بيلمر “ بث الفرقة بين بدو سيناء وتحريضهم على عدم التجاوب مع ثورة عرابى التى انتفضت على الاحتلال مما أوغر صدور قبيلتى الترابين والحويطات ضد مخططه ورصدوا تحركاته وتم قتله فى وادى صدر حيطان مما يؤشر لطبيعة بدو سيناء بأنهم لهم ولاء وانتماء ولا يفرطون فى أرضهم ولا ينصاعون خلف من يقف ضد جيشهم.
ويفخر الشيخ عبدالله جهامة ببسالة البدو ومجاهدى سيناء فى الفترة من عام ٦٨ بعد النكسة حينما تمركز الجيش فى البر الغربى فى فرع السويس ولم يتبق إلا أبناء سيناء وبعض قوات الجيش وقد لقنوا العدو درسًا لا ينسى وباتت سيناء بفضل أبنائها كتابًا مفتوحًا للقوات المسلحة لاتخاذ القرارات المناسبة فى الحرب على العدو.
وختم جهامة كلامه بأنه يتمنى أن تولى الدولة رعايتها لمجاهدى سيناء وأبنائهم بتخصيص بعض الأفدنة على ترعة السلام تكريمًا لدورهم البطولى ولغرس أصول الولاء والانتماء لكل من حافظ على كل شبر من أرض سيناء الغالية.