تشهد الليرة التركية تراجعات حادة اليوم وتخطى سعر الدولار الأمريكي حاجز الـ 8 ليرات وهو الانخفاض الذي يحدث للمرة الأولى في تاريخ تركيا.

ونقل موقع تركيا الآن الإخباري المتخصص في الشأن التركي، أنه مع فتح التداولات النقدية، اليوم الاثنين، سجل سعر الدولار أمام الليرة خلال ساعات الصباح الأولى 8.05 ليرة تركية، كما حقق اليورو رقمًا قياسيًا جديدًا أمام الليرة التركية، حيث سجل سعر اليورو الواحد 9.49 ليرة، كما ارتفع سعر جرام الذهب ليصل إلى 489.90 ليرة تركية.

وأشار إلى تبني النظام التركي لغة التضليل على المستوى الداخلي للتعمية على انهيار الليرة التركية الذي حدث اليوم.

وقال وزير الخزانة والمالية التركي وصهر أردوعان، بيرات البيرق"إن أحدث البيانات والنتائج تظهر أن الاقتصاد التركي في طريقه للنمو".

وفي الوقت نفسه نشر حزب الشعب الجمهوري تقريرًا عن الأوضاع الاقتصادية في تركيا تحت حكم العدالة والتنمية، أكد فيه أن الاقتراض المجنون وزيادة سعر الصرف أدى إلى زيادة الدين العام إلى 1.9 تريليون ليرة، وأن ديون الدولة عام 2002 بلغت 243 مليار ليرة.

وشككت وكالة «بلومبرج» الإخبارية في جدوى إجراءات البنك المركزي التركي لإنقاذ الليرة التركية من الانهيار، وقالت "إنه رغم اعتقاد البنك بأن رفع أسعار الفوائد يمكن أن يكون حلًا سريع المفعول، فإن قيمة العملة الوطنية انخفضت على مدار التسعة أسابيع الماضية إلى أدنى مستوياتها أمام العملات الأجنبية منذ عام 1999 إلى أن سجلت هبوطها الكبير اليوم".

ويقول الخبراء إن انهيار الليرة التركية يأتي في فترة تتصاعد فيها المخاطر الاقتصادية والجيوسياسة للمستثمرين في تركيا حيث ارتفع الدولار الأمريكي من 7.78 ليرة تركية إلى 7.95 ليرة تركية في الأيام القليلة الماضية قبل انخفاض اليوم، مما يؤكد عدم فعالية الحل الذي اتخذته لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي التركي برفع أسعار الفوائد من 8.25% إلى 10.25%.

ومع توالي الانهيارات للعملة المحلية تتفاقم الأزمة الاقتصادية في تركيا وتزداد معدلات التضخم و تفاقمت معدلات البطالة، فقد أعلنت الخطوط الجوية التركية، أمس الأحد، عن وضع الطيارين الأجانب في إجازة غير مدفوعة الأجر، للتخفيف من تأثير جائحة كورونا على مواردها المالية، وأبلغت شركة الطيران بعض أفراد أطقمها من الأجانب عبر البريد الإلكتروني، أن إجازتهم تبدأ من مطلع شهر نوفمبر المقبل، على أن تتم مراجعة القرار بعد 6
أشهر.

وقالت مصادر محلية تركية لموقع تركيا الآن لم تحدد الخطوط الجوية التركية عدد الطيارين المتضررين في الرسائل الإلكترونية، كما لم يتضح تضرر الطيارين الأتراك أيضًا من عدمه، ورفض متحدث باسم الشركة التعليق على القرار.

وتضررت الخطوط الجوية التركية، من الإغلاق وتوقف السفر بسبب تفشي وباء كورونا، وأبلغت في وقت سابق من الشهر الجاري عن خسارة 2.23 مليار ليرة (280 مليون دولار) في الربع الثاني من العام 2020 ، مع انخفاض عدد الركاب بنحو الثلثين حتى الآن.