مع اقتراب حلول موعد الانتخابات الأمريكية
انقسمت مواقع التواصل الاجتماعي لقسم مؤيد للرئيس الحالي دونالد ترامب وقسم آخر مؤيد
للمرشح الديمقراطي جو بايدن. وفى ظل السباق الانتخابي قام مشاهير أمريكا بحملات دعم
انتخابية لمرشحهم المفضل على صفحاتهم الخاصة، وقاموا بتشجيع المواطنين على التصويت
فى الانتخابات المقرر إقامتها فى نوفمبر
لا يحظى دونالد ترامب بشعبية كبيرة وسط
مشاهير أمريكا رغم أن هناك بعض المشاهير يؤيدون الرئيس الحالي على رأسهم ممثل هوليوود
الشهير دينيس كويد الذى قال فى آخر تصريحاته “ أعتقد أن ترامب ، بغض النظر عما يعتقده
أى شخص عنه ، يقوم بعمل جيد فى محاولة حصول الشعب الأمريكى على كل ما يحتاج إليه، ويحاول
أيضا الحفاظ على اقتصادنا” . وعلى تويتر أعربت الممثلة الأمريكية كريستي آلى عن دعمها
للرئيس ترامب وعدم تأييدها لجو بايدن المرشح الديمقراطي، واتهمته بـ”التنكر كمرشح رئاسي
متماسك”. وأعرب الممثل الأمريكي جايمس وودز عن تأييده لترامب، وغرد على تويتر” “دونالد
ترامب شخص قاس. إنه عبث، غير حساس وفظ. لكنه يحب أمريكا أكثر من أى رئيس آخر رأيته
فى حياتى. إنه آخر جدار نارى بيننا وبين هذه البالوعة المسماة واشنطن.”
وفى فبراير ٢٠٢٠, ظهر ريك هاريسون فى مؤتمر
العمل السياسي المحافظ وقال “سوف يُسجل ترامب فى التاريخ كواحد من أعظم رؤسائنا”. وصرح
الممثل ستيفن بالدوين بـتأييده لترامب وقال عنه إنه “لا يهتم بما يعتقده أى شخص” وأنه
“ليس سياسيا” ولكنه يؤيد ترامب . هناك أيضا العديد من المشاهير من أصل إفريقى يؤيدون
دونالد ترامب على رأسم لاعب الكرة السابق هيرشل ووكر الذى تحدث فى اللجنة الوطنية الجمهورية
وأعرب عن تأييده لترامب وعن صداقته الطويلة مع الرئيس الأمريكي.
جذبت حملة ترامب أيضا مشاهير اليوتيوب من
ضمنهم دايموند وسيلك وهما من أشهر صناع المحتوى فى أمريكا والذين قاموا بتثبيت تغريدة
على حسابهم على تويتر بصورة للقاء الثنائي مع الرئيس، جنبًا إلى جنب مع هذه الرسالة
“شكرًا لك لأنك أفضل رئيس على الإطلاق. شكرًا لتمهيد الطريق أمام الأمريكيين للحصول
على الحلم الأمريكي “.
فى المقابل يحظى جو بايدن ونائبته كامالا
هاريس بشعبية بين مشاهير أمريكا. قدم النجم دواين جونسون ، بطل سلسلة أفلام Fast & Furious،
أول تأييد رئاسي لبايدن فى ٢٧ سبتمبر بعد نشره مقطع فيديو لمتابعيه على وسائل التواصل
الاجتماعي قائلا إن بايدن لديه خبرة واسعة في المجال السياسي، وأشار إلى أن جو بايدن
وكامالا هاريس هما “الخيار الأفضل لقيادة بلدنا”.. وفى مقال افتتاحي لمجلة V الأمريكية، حثت تايلور سويفت معجبيها على التصويت لصالح بايدن، وشاركت التأييد
على الفور مع ١٤٠ مليون متابع لها على الانستجرام.
ودعت المغنية الشهيرة مادونا إلى عدم التصويت
لدونالد ترامب فى الانتخابات المقبلة بدعوى تأييده الصريح للعنصرية وتفوق الجنس الأبيض
منذ توليه الرئاسة، حيث شاركت عبر حسابها على الانستجرام جزءا من فيلم وثائقي يظهر
به ترامب وهو يؤكد عدم أحقية السود فى المطالبة بحقوق إضافية لهم وأنهم لن يجرؤوا على
القيام بأى تظاهرات. ومن مؤيدي بايدن أيضا كاردى بى وتوم هانكس وجورج كلونى وباربرا
ستاريسند وغيرهم من المشاهير.
السؤال الأهم هنا ما هو مدى تأثير المشاهير
على العملية الانتخابية؟! أشارت دراسات أمريكية إلى أن المشاهير لهم تأثير لايستهان
به فى العملية الانتخابية، ففى عام ٢٠٠٨ كان تأييد اوبرا وينفري لأوباما سببا فى إضافة
حوالى مليون صوت للمرشح الديمقراطي، وأشار الباحثون فيما بعد إلى أن “ تأثير أوبرا”
كان له دور كبير فى فوز أوباما فى التصويت الشعبي. إلا أن الوضع الحالى مختلف، فعلى
سبيل المثال فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة. كانت المرشحة الديمقراطية آنذاك هيلارى
كلينتون - تمامًا مثل بايدن الآن – متفوقة على ترامب من حيث الشعبية بين مشاهير هوليوود.
بل وشارك العديد من المشاهير فى جمع التبرعات من أجل حملتها الانتخابية من ضمنهم جاستن
تيمبرليك وجورج كلونى وجنيفر أنيستون، وحصلت حينها على تأييد من ليدي غاغا وكيم كارداشيان
وسكارليت جوهانسون. ولكن برغم أنها حققت تقدما بملايين الأصوات فى التصويت الشعبي،
إلا أن تفوق هيلاري كلينتون فى الشعبية بين المشاهير لم يمنحها منصب الرئاسة.
لكنه فى المقابل قد يكون لمشاهير أمريكا
دور فى حث الناخبين الأمريكيين على التصويت، حيث حثت نجمة البوب أريانا غراندى متابعيها
على الانستجرام وتويتر، ٢٨٠ مليون متابع، على التسجيل للتصويت فى ولايتها مسقط رأسها
فلوريدا قبل الموعد النهائي فى وقت لاحق من ذلك اليوم. وكتبت “رفقاء فلوريدا، نحن بحاجة
إليكم. اليوم هو آخر يوم للتسجيل للتصويت”. ذلك إن لم تكن تعلم بعد أو إذا كنت تعرف
صديقا أو فردا من العائلة لم يفعل ذلك، فمن الضروري أن تتأكد من تسجيلهم اليوم لأن
فلوريدا لديها القدرة على التأثير فى الانتخابات.” وبعد ساعات، تحطم موقع التسجيل عبر
الإنترنت للولاية، بعد زيادة مفاجئة فى حركة المرور عبر الإنترنت. وصرحت وزيرة الخارجية
بولاية فلوريدا لوريل لى عن “وجود ١.١ مليون طلب تسجيل فى الساعة وهو أمر غير مسبوق”
وقامت بتمديد الموعد النهائى للتسجيل يوما إضافياً. قام أيضا العديد من المشاهير بحث
متابعيهم على التسجل للتصويت فى الانتخابات من ضمنهم مايلى سايرس وتيلور سيوفت وبرادلى
كوبر.
ويبقى أن نرى التأثير الذى سيحدثه المشاهير
فى صناديق الاقتراع يوم الثالث من نوفمبر القادم.