كتب- علي عقيلي

كشفت مصادر فنية بالشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، في تصريح خاص لبوابة "الهلال اليوم" الأسباب الحقيقية التي لم يكشف عنها وكانت سببًا في تصادم قطاري مترو الأنفاق بمحطة طرة البلد؛ مساء أمس الأول الاثنين؛ حيث أكدت أنه أثناء رجوع سائق أحد القطارين بظهره خلال خروجه من الورشة، ودخول القطار الآخر للتخزين حدث التصادم الذي أدى لسقوط خمسة عربات عن القضبان، بسبب تعطل أجهزة الحماية عن العمل؛ وهي جهاز السيمافور الأحمر الذي الموجود بين القطارين، ويعطي الإشارة لحمايتهما؛ فهو الذي يعطي الإشارة إلى جهاز الـ"A.C.T" بالقطار؛ ليتوقف السائق رغمًا عنه؛ كما أنه ليس مستبعدًا تعطل جهاز الحماية "A.C.T" عن العمل أيضًا.

وأشارت المصادر، التي طلبت عدم نشر اسمها، أن هذا الحادث تكرر سبعة مرات خلال الستة أشهر الماضية؛ إلا أنها كانت تسقط من ناحية واحدة، ونستطيع إعادتها باستخدام "قرّاصة"، مؤكدين على علم الإدارة وعلى رأسها المهندس سيد الحسيني مدير عام التشغيل والقيادة؛ وإصراره على الإبقاء على عشرات السائقين في الورش والأحواش – رغم صعوبة القيادة بها – غير المؤهلين؛ حيث إنهم رسبوا في امتحانات القيادة لعدة مرات، وينبغي نقلهم لوظائف أخرى.

وأكدت المصادر أن هناك اتجاه داخل وزارة النقل لـ"الطرمخة" على الحادث؛ استجابة للتعليمات العليا بتسوية الأزمة، وانتهاء الأمر بجزاء إداري لا يتجاوز سبعة أيام للسائق المتسبب في الحادث، الذي تم الإفراج عنه؛ بعد إتمام محضر الشرطة، وفقًا لما أراده مسئولون بالإدارة، ومهر بتوقيع السائق.

ورجحوا أن ينتهي تقرير اللجنة الفنية التي طلب وزير النقل هشام عرفات تشكيلها لكشف ملابسات الحادث إلى لا شيء، سوى التأكيد على الجزاء الإداري للسائق؛ لافتين إلى أنه منذ أن تم تعيين العاملين بشركة الصيانة بالشركة المصرية لتشغيل المترو أي "زيتنا في دقيقنا"؛ لا تصدر قرارات إدانة للعاملين بالصيانة؛ متسائلين؛ كيف يدين المسئولون أنفسهم، مشددين على أن أبرز دعائم الخسائر المادية في الأصول والثوابت، ودخول نفق الديون المظلم الذي وصل إلى مليار جنيه؛ هو ما قام به المهندس محمد الشيمي رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو الأسبق من ضم العاملين بالصيانة إلى الشركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو وجعلهما كيان واحد.

وحذروا من كوارث أخرى قادمة؛ حيث إن الخط الأول لمترو الأنفاق "حلوان المرج" متهالك بالكامل، ويحتاج إلى إعادة تجديد، وتحديث للعربات منتهية الصلاحية، حيث إن عمرها الافتراضي انتهى منذ عشر سنوات.