الثلاثاء 2 يوليو 2024

قد لا يأتي اليوم الذي تنتظره!!

30-10-2020 | 09:41

نعيش في هذه الحياة على الأمل فهو وقودها وربما كان الحجة التي نتعلق بها فتعطى لنا أسباب بقاءنا على قيد الحياة فنتحمل قسوتها وصعابها نتعلق فيها بأحلام وطموحات منتظرين اليوم الذى تتحقق فيه.

البعض منا يحلم والآخر يسعى والثالث يمزج بين الاثنين ليحقق ما يحلم به ولكن الأحلام أنواع فالبعض يرى أحلامًا يستطيع أن تتحقق والأخرى مستحيلة وربما يلجأ فيها لأحلام اليقظة التي يتخيل فيها أن تحقيقها ممكنا في حالة اللا وعى فقط.. ولكن يظل الإنسان يحلم وكم من أمور كانت بالأمس القريب أحلاما وأصبحت واقعًا بعد فترة فينتظر صاحبها تحقيق المزيد والمزيد، وإذا كانت الأحلام شيئا صحيا يقطع طريق اليأس الذى تتحطم فيه نفوسنا فتزحف عليه الأمراض بسببه ولكن لابد وأن يملك صاحب العقل أدوات تحقيقها، فالعاقل يعلم أنه ليس كل ما يحلم به ممكن أن يتحول إلى واقع ملموس لكنه يظل يحلم بكل جميل يستطيع أن تصل يداه إليه، وقد يعاكسه القدر ولكنه يحلم بأن يصالحه ويهديه أمنيته المحققة، كل منا يعلم أن هناك أيام ممكن أن تأتى بأمور طالما سعى لتحقيقها قد يأتي البعض منها بمرور الزمن الذى يصاحبه السعي مثل رحلاتنا فى تربية أولادنا فمن الطبيعي أن يكبر الصغير ويكمل تعليمه ويتزوج ويكون لديه أولادا، فنشعر عندها أننا أتممنا رسالتنا ولم يعد لنا فى الدنيا غير طلب الآخرة فكل جيل يسلم للجيل الذى يليه وأمور أخرى فى حياتنا المهنية التي تسير بشكل طبيعي فى الترقي لينتقل الإنسان فيها من درجة وظيفية لأخرى طبقًا لضوابط وأحكام هذه الوظيفة.. أمور طبيعية معظمنا يعيشها ولا جديد فيها غير قدر المعاناة فى تحقيقها الذى يختلف من شخص لآخر.. وأخرى روحانية يتغلب فيها الإنسان على شيطانه بالتوبة والتقوى فيخرج لحياة جديدة بأماني أفضل وأفضل، ومنا من ينتظر أن تدور الدوائر على من ظلمه وأن يرى فيه ثأره ولا أحد ينكر أن كثيرًا منا يريد ذلك اليوم فتلك هى الطبيعة الإنسانية منها المتسامح ومنها غير ذلك ولكنه يوم ينتظره البعض يشعر فيه بأنه استرد حقه أو حتى يشمت بأعدائه.. فهو يوم منتظر أيضًا!!

قد يحيا الإنسان فى هذه الدنيا منذ مولده ولسان حاله غدًا سيكون أفضل من اليوم.. سيكون أرحب من يومي الذى أعيشه.. كل الأمل فى ذلك اليوم الذى أتغلب فيه على كل مشاكلي.. أهرب من تعاستي الحالية.. ربما أستبدل عملي أو لا أعمل وتكون لدى ثروة طائلة، ربما أستبدل زوجي أو زوجتي، وربما أتولى مناصب قيادية عظيمة وغيرها من أمنيات تنتظر اليوم الذى يتحقق فيها.