استبعد مسؤول عسكري روسي متقاعد تدخل موسكو في النزاع بإقليم قره باغ إلى جانب أرمينيا، كما أنه قلل من احتمال إرسال روسيا قوات لحفظ السلام إلى تلك المنطقة.
وفي تصريحات لوكالة "إنترفاكس"، اليوم السبت، قال الفريق المتقاعد، يفغيني بوجينسكي، الرئيس السابق لمديرية الاتفاقات الدولية في وزارة الدفاع: "أنا أستبعد التدخل العسكري الروسي، لأن أهمية أذربيجان بالنسبة لروسيا أكبر من أن تبدأ الأخيرة حربا ضدها وضد تركيا".
وفي تعليقه على توجه رئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان إلى الرئيس الروسي بطلب البدء في مشاورات بين البلدين بشأن تقديم روسيا مساعدة لأرمينيا في ضمان أمنها، أشار بوجينسكي إلى أن موسكو ستكون ملزمة على تقديم هذه المساعدة ليريفان في حال انتقال المعارك من قره باغ إلى أراضي أرمينيا مباشرة. وذكر الخبير بهذا الصدد أن "أذربيجان تحرص على عدم نقل الأعمال القتالية إلى أراضي أرمينيا، رغم أن الأرمن يقصفون أراضي أذربيجان. ولطالما تنجح أذربيجان في ذلك فإن الأسباب لتدخل عسكري روسي لا تزال معدومة".
كما صرح الضابط المتقاعد الروسي بأنه لا يرجح إرسال قوات روسية لحفظ السلام إلى منطقة النزاع، قائلا: "إنه أمر ممكن نظريا، لكن ذلك يستدعي موافقة أذربيجان. ومن جهته، سيحث الرئيس التركي أذربيجان على أن تطالب بمشاركة تركيا هي الأخرى في عملية حفظ السلام هناك، إلى جانب روسيا. أما تركيا فمن المشكوك أن تكون مشاركتها كقوة لحفظ السلام هناك أمرا مقبولا لدى الأرمن".
وبحسب الخبير الروسي فإن المخرج الأفضل من المأزق هو وقف الأعمال القتالية مع قيام أرمينيا بتسليم عدد من المناطق في قره باغ.
وفي وقت سابق من اليوم، أفادت وزارة الخارجية الأرمنية بأن رئيس الوزراء الأرمني باشينيان بعث برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استعرض فيها بالتفصيل الوضع في قره باغ، وطلب منه تحديد شكل المساعدة في ضمان أمن أرمينيا، وذلك نظرا لطبيعة "علاقات الحلفاء" القائمة بين البلدين.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستقدم المساعدة اللازمة ليريفان في حال انتقال الأعمال القتالية إلى الأراضي الأرمنية مباشرة. وأكدت الوزارة تمسك روسيا بالتزاماتها كحليف لأرمينيا، بما في ذلك تلك المنصوص عليها في معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة بينهما للعام 1997، التي يقضي عدد من موادها باتخاذ إجراءات محددة في حال ظهور تهديد بهجوم مسلح أو عمل عدواني ضد أراضي الطرف الآخر.