تمر اليوم الذكرى السادسة والثلاثون على اغتيال الابنة الوحيدة للزعيم الهندي البارز جواهر لال نهرو عام 1984، أول رئيس للوزراء في الهند المستقلة، وهي إنديرا نهرو غاندي التي يعني اسمها "الفتاة التي يحب الناس النظر إليها"، التي رافقت والدها أثناء نضاله وتعلمت منه الكثير.
ولدت إنديرا نهرو غاندي في مدينة الله آباد 19 نوفمبر 1917، في وسط أرستقراطي عريق وفي جو عائلي تطغى عليه الاهتمامات الوطنية.
لُقبت بـ"امرأة الهند الحديدية".. فهي المرأة الوحيدة في تاريخ الهند الحديث التي تولت منصب رئيس الوزراء وقد شغلته لثلاث سنوات متتالية.
قرأت أنديرا غاندي 169 رسالة من والدها جواهر لال نهرو، أثناء سجنه، وتعلمت منه تاريخ العالم، فتحدث إليها عن السياسة وتاريخ دول العالم، ورأيه في الإسكندر الأكبر "فاتح عظيم لكنه مغرور"، كما تحدث عن آسيا، أوروبا وأمريكا، وعن مصر في ثلاث رسائل منفصلة بعنوان "احتلال بريطانيا لمصر"، "مصر تكافح من أجل حريتها" و"معنى الاستقلال تحت الحكم البريطاني" ؛ حيث أخبرها عن المماليك والسلطان العثماني، وأسرد إليها رأيه في تاريخ العالم، وقد نشرت تلك الرسائل بعنوان "لمحات من تاريخ العالم" 1934.
كانت إنديرا تغوص داخل فكر والدها مع كل رسالة إليها أكثر فأكثر، وتأثرت به كثيرا خاصة أنها كانت سكرتيرته، ومستشارته ومرافقته في كل نضالاته من أجل استقلال الهند.
عرفت بدورها المعنى الحقيقي للسجن، فقالت عنه "لقد جعلني السجن أقدر معنى الحياة" في كتاب لها صدر 1986 بعنوان"حقيقتي".
خاضت أنديرا أول انتخابات لها عام 1971 تحت شعار "القضاء على الفقر" وبقيت في رئاسة الوزراء حتى 1977، وقد نجحت أثناء فترة حكمها الهند في إدخال بلادها عصر التكنولوجيا والعلوم لتنتقل الهند إلى مرحلة أخرى من تاريخها، كما نجحت غاندي في تعزيز قدرة بلدها العسكرية وبناء جيش قوي، كذلك باتباعها سياسة عدم الانحياز وضعت الهند في مكانة دولية قوية.
وفي أثناء سنوات حكمها قامت بتطوير علاقات التعاون بين الهند والبلدان العربية في مختلف المجالات، واتخذت أنديرا موقفا مساندا لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وقامت بإصلاحات اقتصادية في الداخل مست في بعض الأحيان مصالح الإقطاعيين وكبار الرأسماليين.
أثارت سياساتها الداخلية والخارجية عداوات شديدة لها في الداخل والخارج، وتعرضت أكثر من مرة لمحاولات اغتيال، وأظهرت التحقيقات التي جرت
لبعض المتآمرين ارتباطهم بقوى معادية من خارج البلاد.