الثلاثاء 21 مايو 2024

رحلت في صمت وحوّلت منزلها إلى جمعية ثقافية.. ما لا تعرفه عن بهيجة حافظ

فن1-11-2020 | 10:42

 

أول مؤلفة موسيقية مصرية، عملت كممثلة ومخرجة ومنتجة، تزوجت من رجل لا يحب الموسيقى وسرعان ما انفصلت عنه، ووضعت الموسيقى التصويرية لأول بطولة مطلقة لها.

 

ولدت "بهيجة حافظ" عام 1903 في محافظة الإسكندرية لعائلة فنية من الطراز الأول، فوالدها "إسماعيل باشا حافظ" هاوٍ للموسيقى، ووالدتها عازفة من الطراز الأول، وأخوتها كانوا يجيدون العزف ببراعة على الآلات الموسيقية المختلفة، ودرست في مدرسة الفرنسيسكان ثم الميردي دو، حتى سافرت "حافظ" إلى فرنسا لدراسة الموسيقى فحصلت على دبلوم الموسيقى، ثم توجهت إلى برلين لدراسة الإخراج والمونتاج، وكانت أول مصرية تنضم لجمعية المؤلفين في باريس، وأسست أول نقابة للمهن الموسيقية.

 

كان للمايسترو الإيطالي "جيوفاني بورجيزي" الفضل في تعليم "بهيجة" الموسيقى، فكان يتردد كثيرا على قصرهم بحكم صداقته لوالدها، فتعلمت منه قواعد الموسيقى الغربية وألفت أول مقطوعة موسيقية وهي في التاسعة من عمرها حملت اسمه.

 

نالت "بهيجة" شهرتها الواسعة في عالم الموسيقى كأول مصرية تقتحم هذا المجال، ونُشرت صورتها على غلاف مجلة "المستقبل" التي منحتها فرصة بطولة فيلمها الأول "زينب"، ولكنها لم تكتف بذلك فقط بل وضعت أيضا الموسيقى التصويرية الخاصة بالفيلم.

 

تدرجت "حافظ" في النجاح في عالم الفن والسينما ونالت شهرة واسعة، فأسست شركة إنتاج سينمائي حملت اسم "فنار فيلم"، وأنتجت العديد من الأفلام التي شاركت في مهرجان برلين السينمائي الدولي، ولكن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة فسرعان ما خسرت "بهيجة" وأعلنت إفلاسها، وكان ذلك بمثابة صدمة كبرى لها أدت إلى توقفها عن الإنتاج السينمائي تماما، وكان آخر أدوارها في فيلم "القاهرة ٣٠" والذي به ودعت السينما نهائيا.

 

ولكن بالرغم من ذلك لم يتأثر حب وشغف "بهيجة" بالموسيقى فظلت مولعة بها، وأسست عام 1937 أول نقابة للمهن الموسيقية، بالإضافة إلى صالونها الثقافي الذي كان يحرص كبار النجوم على حضوره، فكانت تعزف فيه مؤلفاتها القديمة والحديثة، وكانت تمتلك مكتبة زاخرة بكتب عن الفن والموسيقى والأدب باللغتين العربية والفرنسية.

 

ولسوء قدرها تزوجت "بهيجة حافظ" من رجل لا يحب الفن أو الموسيقى فلم يشاركها هواياتها، وسرعان ما انفصلت عنه ورحلت عن محافظة الإسكندرية للعيش في القاهرة.

 

تقدم العمر بـ"بهيجة" فظلت طريحة الفراش لعدة سنوات، وبالرغم من علاقاتها المتعددة في الوسط الفني، إلا أنها توفيت وحيدة ولم يكتشف الجيران وفاتها إلا بعد يومين، وشيعت إلى مثواها الأخير دون أن يمشي في جنازتها أحد ولم يكتب لها نعي في الصحف أو حتى يقام لها مراسم عزاء تليق بها، فرحلت في صمت بعد أن كانت مهووسة بالنجاح والشهرة والجمهور، ولم يكن أحد بجانبها على الرغم من أنها جعلت منزلها مزاراً لمحبي الفن والأدب من الفنانين الزملاء.