يعد سوق الثلاثاء بالمنيب التابع لمحافظة الجيزة من أكثر الأسواق التي تعد ملجأ وملاذا للوازم الأسرة المصرية بدءا من الخضار والفاكهة وتنتهي بتجهيز عش الزوجية.
ويشهد سوق الثلاثاء تواجد العديد من تجار الأجهزة الكهربائية الحديثة والمستعملة التي تخدم جميع الطبقات بالأسعار المناسبة، وبحسب كلام التجار الموجودين في السوق من سنين عديدة فإنه يتم التجهيز لسوق الثلاثاء مساء يوم الاثنين، وينتهي بغروب شمس يوم السوق.
وأكد الحاج محمد أبو أسماء أنه يأتي للسوق من ليلة الاثنين هو وكثير من التجار ليعرضوا بضائعهم الخردة القديمة والتي يأتي لها زبونها الخاص الذي يفضل شراء الأجهزة القديمة لما تمثل له تحف نادرة إن وجدت ، والبعض الآخر يشتري هذه القطع ويستعملها كقطع غيار للأجهزة الموجودة لديه، فضلا عن وجود مجموعة من" الصنايعية " الذين يعملون في صيانة الأجهزة الكهربائية ويتواجدون بشكل أسبوعي لمواكبة كل جديد في الخردة وتتراوح أسعار هذه الخردة بين ثلاثة جنيهات وسبعة جنيهات.
أما عن الملابس فقد قالت السيدة محاسن علي إنها تأتي كل فترة لتشتري ما يلزمها من ملابس مستعملة أو بمعنى أصح بواقي المحلات على حد قولها لأنها لا تستطيع شراء الملابس الجديدة من المحلات.
ومن جانبه قال أبو أحمد عبده إن الأسعار في سوق " الثلاثاء " أرخص من أي سوق آخريبدأ سعر القطعة من 12 جنيها وحتى 45 جنيها بالنسبة لملابس كافة الفئات العمرية بالنسبة للملابس المستعملة.
وفي جانب آخر من السوق نجد الأجهزة الكهربائية مثل البوتاجازات والغسالات والسخانات تتوافر بكثرة، ولكنها قد تكون مصابة بعطل فني وتحتاج إلى معالجة بسيطة أو إصلاح هين فيأتي " الزبون " على حد قول سيد سليم أحد بائعي الأجهزة الكهربائية أن الزبون يأتي أحيانا ومعه الفني الذي يكشف له عن عطل الثلاجة أو الغسالة ويقوم بإصلاحه وحينها يتم التأكد من عملها ويشتريها العميل.
ومن حيث أسعارها فتكون على حسب الحالة كما أوضح سليم وتبدأ من 600 جنيه إلى 1100 جنيه.
وعلى صعيد آخر في جانب مزدحم من السوق يتوافد الكثير من الأمهات التي تصطحب بيدها اليمنى ابنتها التي تبني لها عش الزوجية وباليد الأخرى قابضة على محفظة نقودها وتسارع قبل انتهاء المعروضات.
وأكدت السيدة غنية جوهر أنها تأتي للسوق في كل " زواج بنت لها وهذه المرة الرابعة حيث تجد طلبها بالسعر المتاح لديها قائلة: " ده أرخص مكان نقدر نجيب منه حاجات العروسة من مفارش وستائر وأجهز كهربائية وملابس وغيرها ".
ومن جهة أخرى في سوق الثلاثاء تجد شارع المذبح وقبل الولوج فيه يزين جانبي الشارع النساء اللاتي قعدن بأوانيهن الواسعة التي تتساقط منها قطرات الماء عند وضع أحشاء الذبيحة فيها من " فشة وكبدة وكوارع " ويوجد به العديد من أنواع اللحوم المختلفة بدءا من الماعز والبقر وغيرها ويتم بيع الكيلو بمبلغ 75 جنيها للحم الكاندوز و90 جنيها للحوم الأخرى، وفي شارع ملاصق للمذبح تجد سيدات الأرياف وأمامهن الأواني البلاستيكية الكبيرة و" المنفحة " التي تستخدمها لتخزين الجبن والزبد فضلا عن جلوسهن تحت مظلات البيوت ويباع الكيلو بأربعين جنيها للجبنة القريش و 60 للجبنة القديمة.
مشهد يتكرر كل ثلاثاء على مدار العام تجد فيه بعض الأسر المصرية البسيطة، وخاصة ساكني القرى والنجوع حاجتها من طعام وشراب وملبس وربما كماليات يحالفهم الحظ في سلامتها من العطب .